عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة 61362310
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا

او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة 829894
ادارة المنتدي

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة 61362310
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا

او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة 829894
ادارة المنتدي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

+2
محمد أفندي حسن
professional_Eh
6 مشترك

    عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة

    professional_Eh
    professional_Eh

    عضو ذهبي


     عضو ذهبي


    رقم العضوية : 289
    تاريخ التسجيل : 29/11/2008
    العمر : 42
    عدد المساهمات : 1711
    البلد : لو سألتك انت مصرى هتقولى ايه ؟؟ اوعى تغلط بس
    نقاط التميز : 11580
    السٌّمعَة : 39
    الأوسمة : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ffd3680cfa

    عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ff3146877d
    أهم مواضيعي : لقراءة أهم مواضيعى إضغط هنا .. اقرأ وتكفينى ابتسامتك

    المزاج : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة 8010
    النادي المفضل في مصر : الأهلى
    النادي المفضل عالميا : برشلونة
    SMS : Start of Something New

    GMT + 3 Hours عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة

    مُساهمة من طرف professional_Eh الجمعة 02 يناير 2009, 2:57 am

    قصة مسلسلة
    من فضلك ..
    ارفع يدك اليمنى .. وتحسس ببطء الجزء الأيمن من رأسك..
    هل فعلت ؟؟
    أبقي يدك مثبته عليه لثوان ..
    هل تعرف أين تستقر يدك الآن ؟؟
    أنها تستقر على أخطر عضو ..خلقه الله تعالى على الإطلاق ..
    لا .. لا تتسرع في التخمين
    لم أعني مخك كله ..
    أعنيه هو ..هو فقط ..
    هل تعرفه ..؟؟
    هل جربت أن تستخدمه من قبل ؟؟
    إنه ..
    الفص الأيمن من المخ ..
    هل أنت مندهش؟؟
    اسمح لي أن أعرفك على أخطر عضو في الوجود ..
    إنه ..
    المسئول عن وظيفة .. شديدة الندرة .. وشديدة الخطورة ..
    تسمى ..
    ((الإبــــــــــــــــــــــــــداع))

    عباقرة ،،، ولكن ..
    (1)
    في مقر الشركة الأم لأحدى أكبر الشركات متعددة الجنسيات للبرمجيات في العالم في الولايات المتحدة الأمريكية .. وقف يتابع عمله في معمله الخاص والذي تبلغ النفقات المخصصه لتطويره على مدار العام فقط .. أكثر من ثلث ميزانية الشركة العملاقة ‍‍؟؟

    لا عجب في ذلك وهو رغم أنه لم يتجاوز الرابعة والثلاثين بعد .. رئيس قسم التطوير والابتكار في الشركة العملاقة و الحائز على جوائز لم يعد في مكتبه ولا بيته ولا حتى في معمله الخطير مكان لوضعها .. والمرشح للحصول على جائزة و نوبل و يرى صادقا أنه سينالها ..لأنه ليس بأقل منها بأي حال من الأحوال ‍‍؟؟

    إن جزء لا يقل عن أكثر من نصف الزيادة السنوية في أرباح الشركة بلا مبالغة هو المسئول الأول عنها .. فليس بزخاً على الإطلاق من الشركة أن يتكلف معمله أكثر من ثلثي ميزانيتها سنوياً .. بل أنه لو طلب من الشركة أن يمضي أجازاته السنوية على كوكب بلوتو .. فلن تتأخر لحظه في تنفيذ رغبته ..

    إنه البروفسير الشاب العبقري .. المعروف باسم (مارتي لاربي) .. الذي يحمل الجنسية الأمريكية ، والذي لا يوجد جهة أو هيئة علمية لا تعرفه .. أو لا تعي جيداً عبقريته التي يجمع المصنفين على أنها نادرة جداً ..

    يتعامل إلى جوار عمله الخطير بالشركة العملاقة مع العديد من الهيئات والجهات الرسمية و غير الرسمية ويكفي أن عدداً لا حصر له من طائرات جيش الدفاع الأمريكي تحمل اسمه الشهير الذي أصبح ماركة مسجلة (لاربي) نسبة إلى قيامة بابتكار برمجياتها الخيالية بنفسه وحاز على عدة جوائز تكريم من الدولة على مدار أعوام عمره التي توصف بالقليلة ..

    وجهات أخرى كثيرة في منتهى الخطورة تستعين بعبقرية لاربي .. ولا شيء بلا مقابل .. !!

    لكن أشياء كثيرة عن حياة لاربي الخاصة لا تعلمها الغالبية الساحقة من كل من يعرفه .. !!

    ارتسمت علامات من التركيز الشديدة على وجهه و هو يدون ببطء شديد .. أمراً يريد استنتاجه على ورقة صغيره جداً .. كعادته ..

    ثم أغمض جفنه لثوان .. رن خلالها جرس الموبايل ..فلم يفتح جفنه .. لأنه ببساطة لم يسمعه .. فمن عادة مارتي أنه إذا ركز في أمراً ما فلن يسمع أو يرى إلا ما يدور في حدود جمجمته فقط .. ارتسمت ملامح من السعادة تدريجياً على وجهه .. فتح بعدها عينيه بثقة .. وبسرعة سجل حوالي أربعة ملاحظات في ورقته الصغيرة .. باسماً بثقة شديدة ..أستعاد بعدها فوراً إدراكه للعالم الخارجي ليتنبه إلى جهاز الموبايل ..

    أمسكه بشيء من الاعتياد .. ليجد صورة فتاه بارعة الجمال يعرفها جيداً قد ظهرت على شاشته .. لكن ملامحه لم تشي أبداً بنشوة من رأى صورة فتاه جميلة .. وإنما ارتسمت ملامح من الاهتمام على وجهه .. وشيء من الاندهاش اليسير ..

    وبتلقائية وسرعة .. تحدث إلى باحث شاب من فريق العمل كان يقف في أحد أركان المعمل منهمكاً بعمل كلفه به ..

    مارتي بنوع التهكم المغلف بجديه : هاي ديفيد .. هل ستحتاج إلى 15 دقيقة أخرى لتنهي العمل التافه الذي كلفتك به؟؟

    ديفيد بشيء من الخجل: بروفسير لاربي ..

    قاطعه بشيء من السرعة والتلقائية الباردة المميزة لحديثه : OH ديفيد هل سيتعين على أن أخبرك للمرة الثالثة أني لا أحب أن أسمع داخل معملي ومن أحد أفراد طاقمي .. أي ألقاب سوى الأسماء لأني ببساطه شديدة ليس لدي وقت لجزء الثانية الذي ستنطق فيه لقبي قبل أسمي ..

    ثم يردف متفكرا : اسمع ديفيد سأسمي كل منا بحرف واحد اختصاراً للوقت ما رأيك أن أصبح M وأنت D هل هذا جيد؟

    الشاب بنوع من التسليم و الاحترام : حسنا مارتي لقد انتهيت ..

    بنوع من التهكم المفهوم : يا إلهي بهذه السرعة ؟؟ بعد 15 دقيقة ؟؟

    ديفيد: لقد واجهتني ..

    مارتي مقاطعا بسرعة وبرود : عليك أن تتناول تلك القصاصة لتبدأ في البحث الذي دار حوله نقاشنا بالأمس

    ديفيد بذهول شديد : ماذا ؟؟ إن هذا البحث يحتاج إلى تحليل .. لا يمكن أن ينتهي قبل 20ساعة بالظبط .. ومناقشة الفريق قد انتهت منذ 10 ساعات أو أقل .. و ..

    قاطعه بثقة شديدة : وأنا قد انتهيت من التحليل منذ 8 ثواني بالظبط ..أرجو أن لا يزيد الوقت الضائع عن 10 ثواني حتى تتسلم الورقة و تبدأ عملك ..

    ارتسمت ملامح من الانبهار والذهول على وجه الشاب لكنه أتجه بسرعة نحو الورقة وهو يهز رأسه غير مصدق ..

    بينما أرتدى مارتي جاكيته الجينز - الذي يدمن ارتدائه ليس بذاته طبعا لكن عندما يغيره ..، يغيره إلى جاكيت آخر من الجينز من نفس اللون و الماركة!! - .. وتحرك نحو الباب .. متحدثاً إلى فريقه بصوت يسمع الجميع

    مارتي: قد أتغيب لنحو ساعتين .. إذا تأخرت أكثر سأتصل بكم لأحدد ما يتعين عليكم فعله .. لكن أظنكم تعرفون جيداً ما عليكم القيام به حتى تنتهي الساعتين .. أليس كذلك؟؟
    BAY EVERY BODY
    و خرج مسرعاً ..

    بينما اقتربت فتاه باحثة شابة من ديفيد معلقة على الموقف بشيء من الود : ستحتاج إلى أربعة أسابيع فقط لتصبح مؤهلاً لأن تكون واحداً من فريق (مارتي لاربي) .. دون أن ترتسم علامات الذهول البلهاء هذه على وجهك ..

    بينما علق باحث آخر منهمك في عمله دون أن يلتفت : كلنا كنا كذلك في يومنا الأول ..

    ديفيد بنوع من الضعف : أخشى أن لا أستطيع الاستمرار ..

    ضحك الباحث المنهمك بسخرية : لو كنت لن تستطيع الاستمرار .. لما كان قد أختارك من الأساس .. إنه يستطيع بعد 5 دقائق أن يصدر حكماً نهائياً حاسماً في مصير من يتحدث إليه ...
    !!!
    يـ تـ بـ ع
    بقلم / يوجين مصطفى
    *********


    عدل سابقا من قبل professional_Eh في الخميس 19 فبراير 2009, 9:54 pm عدل 15 مرات
    professional_Eh
    professional_Eh

    عضو ذهبي


     عضو ذهبي


    رقم العضوية : 289
    تاريخ التسجيل : 29/11/2008
    العمر : 42
    عدد المساهمات : 1711
    البلد : لو سألتك انت مصرى هتقولى ايه ؟؟ اوعى تغلط بس
    نقاط التميز : 11580
    السٌّمعَة : 39
    الأوسمة : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ffd3680cfa

    عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ff3146877d
    أهم مواضيعي : لقراءة أهم مواضيعى إضغط هنا .. اقرأ وتكفينى ابتسامتك

    المزاج : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة 8010
    النادي المفضل في مصر : الأهلى
    النادي المفضل عالميا : برشلونة
    SMS : Start of Something New

    GMT + 3 Hours الحلقة الثانية

    مُساهمة من طرف professional_Eh الجمعة 02 يناير 2009, 9:51 pm

    (2)
    في مكان فخم على نحو مخيف قليلا !!.. جلس (مارتي) على مقعد مريح في مكتب شديد الأناقة .. وبدت عليه علامات من التهكم الغامض كنتيجة لحديث يستمع إليه من الرجلين والمرأة التي كانت معهما والذين كانوا يجلسون في المقاعد الأخرى والأريكة معه .. وكعادته الأزلية عندما يستمع إلى أمرا يقززه أو يثير انفعاله فإنه يحرك إصبعه حول ياقة القميص أو رقبة التي شيرت بصورة بطيئة متتابعة وهو محتفظ بعلامات الاستياء المتهكمة على وجهه الوسيم .. ثم صمت لثوان وتحدث بشيء من السخرية والبرود وبصوت منخفض أخذ في الارتفاع تدريجياً على نحو يشي بكم الانفعال الذي يحمله صدره : عفوا..!! هل تعتقدون أني شاب مراهق .. أعمل (هاكر) على شبكة النت لتتصلون بي وتعطلونني عن عملي .. لأستمع إلى هراء عن شخص .. مغمور تريدون تتبعه ومعرفة هويته .. ومكانه .. لتستطيعون التوصل إليه .. ومعرفة شخصيته الحقيقية..؟؟
    ثم يتابع بسرعة وبصوت غاضب منفعل : هل يستطيع أحد منكم أن يخمن كم تكلف جلوسي بينكم الآن لأستمع إلى تلك المهمة البلهاء؟؟؟
    تبادل الأشخاص الآخرين النظرات بهدوء شديد .. هو بطبيعة عملهم الخطيرة جداً أحد سماتهم المميزة !! .. ثم تحدث أحدهم إليه بهدوء شديد ممتصاً انفعاله : بروفسير لاربي.. أولاً كان يجب أن تتنبه إلى مصطلحاتك بدقه .. فأنت من العبقرية بمكان يسمح لك أن تفهم جيداً أننا لا نعرف معنى كلمة التخمين ..
    مارتي بسخرية لاذعة : OH حقا ؟؟.. إذن فأنتم تعرفون الجزم أليس كذلك؟؟ ومن أجل هذا تتصلون بأحد أكبر العباقرة وتعطلونه عن عمله ليتتبع لكم شخصاً مغموراً على النت يفترض أنكم تستطيعون بما لديكم من إمكانيات خرافية إيجاده بسرعة البرق ولو كان في كوكب آخر!!! أليس كذلك سيدي؟؟
    ابتسم الرجل بسخرية يسيره بهدوء .. بينما تحدثت المرأة بلباقة فائقة وذكاء حاد : سيد لاربي .. إن كنت تتحدث عن إمكانياتنا الخرافية فأنت تعلم جيداً أنك واحد منها .. وتدرك كذلك أننا ليس لدينا وقت لتضييعه ولو لم يكن الأمر يحتاج تعاونك معنا لما كنا قد كلفناك اقتطاع جزء من وقتك .. لكن الأمر جد خطير سيدي ..
    بينما تابع الحديث بنفس الجدية والهدوء الرجل الآخر : إن الشخص الذي نتحدث إليك عنه سيد لاربي وفقاً للتقارير التي أعدها رجالنا شخص عبقري .. بمعنى الكلمة بل إن أحد مفكرينا قد أكد أن عبقريته نادرة .. على نحو لم يجعلنا نستطيع تحديد موقعه أطلاقاً
    تابع الرجل الثالث الحديث : وكما تعرف فنحن لم ندون في قواميسنا كلمة (اليأس) أو كلمة (الاستسلام) وبما أنك بشهادة عباقرة العالم .. عبقرية نادرة فنحن نحتاجك ونحن على ثقة من أنك من سينجز المهمة كما أن هناك أسبابا أخرى جعلتك المرشح الوحيد للمهمة ..
    استمع لاربي إليهم بنوع من الإنصات والاهتمام ..ثم ..علق بشيء من الهدوء : أية أسباب هذه؟؟
    المرأة بجدية وثقة : إن الشخص المعني والذي لا نعلم شخصيته الحقيقية نعرف عنه معلومة وحيدة سمح للجميع بمعرفتها ..
    ثم تابعت بثقة وشيء من الغيظ : إنه عربي ومسلم .. ثم تنهدت ببطء ..
    وتابعت : ولهذا فأنت الأقدر على مساعدتنا سيد لاربي ..
    صمت لاربي متفكراً قليلا .. ومتفهماً أيضا فكما سبق وأسلفت أن جانباً غامضاً من حياة لاربي وتاريخه الخاص لا تعلمه الغالبية الساحقة !!!
    ثم مط شفتيه بشيء من الضيق اليسير وتحدث قائلاً : أعطوني تصوراً مبدئيا للأمر .. أريد سبباً مقنعاً لأضيع جزءاً من وقتي في تتبع شخص مجازي على النت ..
    أحد الرجلين باسماً بثقة : سيد لاربي أنت تعلم جيداً أننا لا نحب الأسئلة .. ولا نجيب عليها .. لكنك لست عميلاً فحسب .. كما تعلم لذا فيجب أن تفهم مدى خطورة الوضع بالنسبة لنا جميعا..
    تابع الحديث الرجل الآخر : إن الشخص المعني .. كاتب .. ربما قد لا تكون هذه هي وظيفته الحقيقية لكنه يكتب أعمالاً أدبية وينشرها على النت على نطاق واسع إلى حد لا تتخيله ..
    المرأه بغيظ مكتوم : هذه الأعمال ليست أعمالاً عادية .. جميعها ضد سياساتنا العالمية ..
    الرجل : ليس في هذا جديد لكن الجديد أنه من العبقرية والموهبة في الكتابة بمكان يسمح له بالتنبؤ بدقة خرافية بسياسات دول عظمى
    الرجل الآخر : وأسلوبه مؤثر إلى حد قد تسبب لنا في شغب .. وكوارث لم تكن في الحسبان بأي حال من الأحوال
    المرأة بجدية واهتمام : سيد لاربي هل تستطيع أن تتصور مدى خطورة أن يتمكن شخص من التنبؤ السليم بسياسة دول .. هل تعني ماذا يعني هذا ؟
    الرجل بغيظ : هل تفهم جيدا ماذا يعني .. أن تشعر بأن عينا معك تنقل أخبارك للعالم الثالث..؟
    الرجل الثالث : هل تدرك مدى خطورة وجود شخص له تأثير سحري على أشعال الحماس في نفوس يجب ان تبقى نائمه.. هل تدرك كم العنف الذي سيثيره فهمها لحقائق يجب أن تبقى غائبه عنها تماما..؟
    المرأة بحنق شديد و بطء : بل .. هل تفهم معنى أن يخرج من هؤلاء مثل ذلك الشخص ويظل ولاءه لهم .. أنها بكل المقاييس .. كارثة
    أستمع (مارتي) للجميع بإنصات وبشيء من الاندهاش وعدم التصديق قليلاً ثم أردف بنوع من الجدية والتفهم والضيق معاً
    مارتي : سيدتي الجميلة .. سادتي الكرام .. إنني أقدر جيداً خطورة المسألة .. لكنكم أيضاً يجب أن تقدروا أني عميل غير متفرغ .. إنني الآن أعيش مرحلة في منتهى الحساسية في عملي الأساسي .. وأخوض أبحاثاً في منتهى الخطورة إذا نجحت وستنجح .. سيحدث انقلاباً في عالم البرمجيات لم يشهدها العالم ولن يشهد مثلها لقرون قادمة .. كما أني كما تعرفون سأتقدم بها .. وسأفوز بجائزة نوبل .. التي أطمح محقا في نيلها .. كل هذا يجعلني بكل أسف..
    قاطعه أحد الرجلين بحزم وجديه هذه المرة : سيد لاربي .. هل تتذكر جيداً .. أنك لولا هذه البلاد كيف كنت ستكون؟؟
    لاربي بنوع من الغضب : نعم سيدي وهل تتذكر هذه البلاد لولاي .. لولا مساعداتي كيف كانت ستكون؟؟ هل تتذكر أني صاحب الطفرة الخرافية في أسلحة الجيش..؟؟ هل تتذكر أن البرامج التي صممتها لكم قد منعت أي مخلوق على وجه الأرض من التصنت بكل الأشكال على أجهزتكم الخطيرة .. وهل تتذكر أني استطعت أن أجعلكم ترون أنظمة وأجهزه العالم الأمنية كلها من مكانكم ومن حيث لا يرونكم ؟؟ ها .. سيدي ؟ هل تتذكرون ؟؟
    نهض الرجل الآخر من مكانه بهدوء و تحدث بثقة شديدة : بالطبع لم ننسى سيد لاربي .. لكن أعتقد أنك أيضا لم تنسى .. أنك أتيت إلى هنا بإرادتك و برغبتك الكاملة .. وأنك قد مُنحت الجنسية الأمريكية باسم أمريكي منتسب إلى عالم جليل (البروفسير لاربي ترون) الذي تبناك علمياً وأعطيناه نحن التأشيرة لأن يتحول هذا التبني إلى رسمي وجعلنا منك مواطن أمريكي من الدرجة الأولى وأحسبك تفهم جيدا قيمة هذا لفتى مراهق مفلس قادم من قعور التخلف البعيدة .. ربما يكون عبقرياً .. لكن ما قيمة هذا بدون الدراسة المجانية المرفهة التي وفرناها لك في كبرى مدارس البرمجيات ، ثم بعدها في عظمى جامعات الدولة .. ما قيمة ذلك بدون المعمل الباهظ الخطير الذي كان تحت أمرك وأنت فتى دون السابعة عشر من عمرك ..
    ثم أردف بتهكم وتمنن شديد الاستعلاء : لقد كانت تكاليف تعليمك سيد لابي توازي ميزانية تعليم دفعة من الفتيان أمثالك في الدولة التي أتيت منها ..
    أضيقت عينا (لاربي) بشيء من الغيظ والحنق الشديدين وهو يستمع إلى محاضرة المعايرة والتمنن المقززة منهم .. والتي لا ينسون تذكيره بها كل فترة
    بينما أردف الرجل الآخر في لهجة خبيثة مفهومة : كما أنك بالتأكيد مازلت تحتاج الى دعم ..
    أكثر ثم يتابع بخبث شديد مفهوم قصده : كمآآآآ أنك تريد أن تحوز على جائزة نوبل أليس كذلك؟؟
    مارتي بانفعال: سأنالها لأني أستحقها .. ليس أكثر
    المرأه بابتسامة خبيثة : نعم سيدي أنت تستحقها .. لكن .. كثيراً لا تعطي الحياة الإنسان ما يستحقه أليس كذلك جون ؟
    قالتها بتعاطف مصطنع وهي توجه كلامها إلى أحد الرجلين بخبث مفهوم ..
    صمت لاربي بغيظ الدنيا كله .. ثم جلس متفكرا لثوان .. رفع رأسه بعدها .. متسائلاً بثقة : لكني لن أرضى بأقل من مقابل مجزي هذا بالطبع بخلاف تماماً للجائزة التي سأنالها حتما بكم أو بدون ..
    أبتسم الثلاثة في سعادة شديدة .. ثم تحدثت المرأة بود شديد مختلف عن التمنن السابق : سيد لاربي ..أنت ابن هذه البلاد وهي لك .. بكل ما فيها .. ونحن لا نبخل على أبنائنا الأبرار أمثالك أبداً .. واعتقد أنك قد فهمت ذلك من تعاملاتنا السابقة ..
    ابتسم مارتي بتهكم يسير .. ثم أردف بتقزز : أنا لست ابناً لأحد .. سوى نفسي .. والآن أسمحوا لي أن أتصل بفريقي من الباحثين لأملي عليهم ما يتعين عليهم فعله .. حتى ننتهي من مناقشه التفاصيل ..
    يـ تـ بـ ع
    بقلم / يوجين مصطفى
    محمد أفندي حسن
    محمد أفندي حسن

    Admin


    Admin


    رقم العضوية : 2
    تاريخ التسجيل : 24/11/2007
    العمر : 36
    عدد المساهمات : 7099
    البلد : مــــــ أم الدنيا ـــصر
    نقاط التميز : 15858
    السٌّمعَة : 70
    أهم مواضيعي : اضغط هنا
    المزاج : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة 8010
    النادي المفضل في مصر : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ahly10
    النادي المفضل عالميا : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Arsena10
    SMS : إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي

    GMT + 3 Hours رد: عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة

    مُساهمة من طرف محمد أفندي حسن الأحد 04 يناير 2009, 1:29 am

    قصة مشوقة اوي يا عماد

    بجد انت دماغك عالية اوي

    تم التثبيت

    في انتظار باقي الحلقات

    professional_Eh
    professional_Eh

    عضو ذهبي


     عضو ذهبي


    رقم العضوية : 289
    تاريخ التسجيل : 29/11/2008
    العمر : 42
    عدد المساهمات : 1711
    البلد : لو سألتك انت مصرى هتقولى ايه ؟؟ اوعى تغلط بس
    نقاط التميز : 11580
    السٌّمعَة : 39
    الأوسمة : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ffd3680cfa

    عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ff3146877d
    أهم مواضيعي : لقراءة أهم مواضيعى إضغط هنا .. اقرأ وتكفينى ابتسامتك

    المزاج : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة 8010
    النادي المفضل في مصر : الأهلى
    النادي المفضل عالميا : برشلونة
    SMS : Start of Something New

    GMT + 3 Hours الحلقة الثالثة

    مُساهمة من طرف professional_Eh الأحد 04 يناير 2009, 6:14 pm

    (3)
    جلس (مارتي) أمام شاشة جهاز الكمبيوتر الغير عادي
    الذي سيستخدمه في مهمته بالإضافة إلى أجهزة أخرى .. هذا طبعاً بالإضافة إلى أخطر
    ما سيستخدمه والذي لم يستطع أصدقاؤه أن يستخدموه .. إنه فصه الأيمن المعجزة ..
    الذي اعتبره العالم أحد النوادر ..
    ووفقا للخطة المتفق عليها فإنه يتعين عليه أولاً
    أن يقرأ عدداً من مؤلفات ذلك الشخص الغامض .. (الهدف) حتى تساعده على رسم تصور
    مبدئي له في جمجمته العبقرية .. لاحظ مارتي أولاً وقبل أن يقرأ أن الشخص حقاً كما
    وصف له عبقري بصورة نادرة جداً .. كما أنه قد نجح في نشر أعماله بصورة مخيفة تشبه
    خلايا السرطان الفتاكة التي تنشر نفسها بسرعة لا تسمح معها لأحد بإيقافها ..
    لكن أيا من ذلك لم يزعزع من ثقة (لاربي) الجنونية
    بنفسه وبعبقريته الفذة .. كانت أعماله منشوره بعدة لغات .. بالطبع إنها في الأساس
    مكتوبة بالعربية لكنه كان ينشرها مترجمه بكل لغات العالم .. كان أمام مارتي من
    المواقع أعداداً مهوله بلغات لا حصر لها للخلايا السرطانية كما سماها .. لكنه
    بحرفنه شديدة أراد أن يفهم عدوه من زاويته الخاصة .. وبما أن له ميزة نسبيه هي تلك
    التي جعلتهم يرشحونه للتعامل مع الشخص لأنه عربي ومسلم .. فيجب عليه أن لا
    يتجاهلها بأي حال من الأحوال !!!
    نعم يا أعزائي .. إن (مارتي لاربي) .. في يوم من
    الأيام .. لعلة قد نسيه .. من شدة تجاهله له .. كان .. عربي .. مسلم..
    قرر (لاربي) أن يأخذ فكرته المبدئية من الأعمال
    المنشورة على المواقع العربية والمكتوبة باللغة العربية وليس غيرها ..
    و بدأ بأخر الخلايا السرطانية وأحدثها .. فإذا
    بها قصة بعنوان (الطريق إلى الكعبة) ابتسم (لاربي) بنوع من السخرية عندما تذكر كم
    الغيظ والحنق اللذان بدا على وجه أصدقاؤه عندما حدثوه عن هذه القصة بالذات وكيف
    أنها كانت القشة التي قسمت ظهر البعير .. وجعلت جنونهم يجن ..لأنها ببساطه .. ليست
    سوى خريطة مفصلة بدقة رهيبة منشورة على الملأ لسياسة دولة عظمى بأكملها .. وكيف
    أنهم قد فعلوا المستحيل لإفساد كل موقع نشرت عليه .. لكن الملعون العربي كان
    كالسرطان يعيد نشرها في كل بقعة من الأرض حتى الصفحات الإباحية لم تسلم من قلمه
    الجريء .. لقد فعل ما لم يجرؤ أحد قبله عليه .. لقد غزى عقولهم في عقر ديارهم !!
    نظر إلى اسمه الحركي بنوع من الابتسام الخبيث ..
    فوجده بالعربية .. (شهيد) ..
    ابتسم بشيء من عدم الاكتراث .. ثم شرع بتركيز
    شديد وفضول أيضاً في قراءة تلك القصة التي أشعلت النار في قلوب رفاقه ..
    لكن ما وجده لم يكن بكل المقاييس له أي علاقة
    بتصوره .. لا .. لم يكن الأمر مرتبطاً بالانبهار بأسلوب الكاتب .. لا .. لا .. ليس
    له أي صلة بالفص الأيمن من مخه العبقري .. ولأول مرة منذ سنوات طويلة يتنحى الفص
    الأيمن تماماً من مهمة التفكير ..
    ليتركها بكل تسليم للفص الأيسر وهي تلك المهمة
    التي خلقه الله تعالى من أجلها .. نعم .. إن الفص الأيسر من المخ هو المسئول عن كل
    ما يرتبط بالماضي .. كله بتفاصيله يخزن في ذلك الفص الأيسر .. أما الأيمن فهو ذلك
    المختص بالابتكار والإبداع والتخطيط وكل ما أرتبط بالمستقبليات ..
    شعر مارتي بفصه الأيسر الذي لم ينشطه منذ أعوام
    يتحرك رغماً عنه .. ببطء شديد وينشط .. وارتسمت على وجهه علامات تدريجية بطيئة من
    التفاعل والتأثر الشديد لم تكن في واقع الأمر سوى انعكاس لعاصفة ذهنية قوية هبت
    بسرعة مذهلة في عقله بل وفي قلبه الذي لم يعد يستخدمه سوى لضخ الدم منذ سنين طويلة ..
    أعوام طويلة قد مضت .. أحداث خطيرة .. أشياء لا
    حصر لها قد تغيرت تماماً في حياته ..
    جنسيته .. هويته .. أخلاقه .. مبادئه .. حتى دينه .. أصبح وجوده وعدمه سواء
    عنده .. لقد أغلق على الماضي كل أبواب الفولاذ والحديد والمعادن الثقيلة .. ودفنه
    في قعر سحيق بلا عودة ..
    لكن كل هذا .. وبعد كل هذه السنين .. من أول
    أربعة سطور في القصة .. لم يستطع أن يمنع فصه الأيسر من التذكر .. لم يستطع أن
    يوقف الدوامة الذهنية التي جذبته بقوة .. إلى الوراء .. وقطعت به رحلة طولها 20
    عاماً كاملة إلى سن الرابعة عشر .. ذلك العمر الحاسم من حياته .. عندما كان بالصف
    الأول الثانوي ..
    وبلا إرادة .. أجبرته على مشاهدة شريط سينمائي قد
    عُرض قهراً ورغماً عنه في داخل جفونه .. لا .. لا .. لم يستطع أن يقطعه ويفر منه
    .. لقد فرض نفسه عليه رغم إرادته ..
    ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    يـ تـ بـ ع
    بقلم / يوجين مصطفى
    نوراامورا
    نوراامورا

    صاحب مكان


     صاحب مكان


    رقم العضوية : 172
    تاريخ التسجيل : 21/07/2008
    العمر : 38
    عدد المساهمات : 3199
    نقاط التميز : 11515
    السٌّمعَة : 7
    المزاج : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة 2610
    النادي المفضل في مصر : اهلاويه على طووووووووووووووووووووووول
    النادي المفضل عالميا : المانيا

    GMT + 3 Hours رد: عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة

    مُساهمة من طرف نوراامورا الأحد 04 يناير 2009, 7:36 pm

    فعلا جامد يا عماد
    professional_Eh
    professional_Eh

    عضو ذهبي


     عضو ذهبي


    رقم العضوية : 289
    تاريخ التسجيل : 29/11/2008
    العمر : 42
    عدد المساهمات : 1711
    البلد : لو سألتك انت مصرى هتقولى ايه ؟؟ اوعى تغلط بس
    نقاط التميز : 11580
    السٌّمعَة : 39
    الأوسمة : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ffd3680cfa

    عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ff3146877d
    أهم مواضيعي : لقراءة أهم مواضيعى إضغط هنا .. اقرأ وتكفينى ابتسامتك

    المزاج : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة 8010
    النادي المفضل في مصر : الأهلى
    النادي المفضل عالميا : برشلونة
    SMS : Start of Something New

    GMT + 3 Hours رد: عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة

    مُساهمة من طرف professional_Eh الثلاثاء 06 يناير 2009, 12:08 am

    تريكا
    نورا
    شكرا لمروركم الجميل وتابعوا معايا باقى الحلقات وان شاء الله تعجبكم كلها
    professional_Eh
    professional_Eh

    عضو ذهبي


     عضو ذهبي


    رقم العضوية : 289
    تاريخ التسجيل : 29/11/2008
    العمر : 42
    عدد المساهمات : 1711
    البلد : لو سألتك انت مصرى هتقولى ايه ؟؟ اوعى تغلط بس
    نقاط التميز : 11580
    السٌّمعَة : 39
    الأوسمة : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ffd3680cfa

    عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ff3146877d
    أهم مواضيعي : لقراءة أهم مواضيعى إضغط هنا .. اقرأ وتكفينى ابتسامتك

    المزاج : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة 8010
    النادي المفضل في مصر : الأهلى
    النادي المفضل عالميا : برشلونة
    SMS : Start of Something New

    GMT + 3 Hours الحلقة الرابعة

    مُساهمة من طرف professional_Eh الثلاثاء 06 يناير 2009, 12:17 am

    (4)
    وبدأ الشريط الإجباري بذلك المشهد البعيد الذي يرجع تاريخه إلى 20 سنه إلى الوراء .. ويرجعه مكانه إلى أحد الفصول المتهالكة بتلك المدرسة القديمة (مدرسة الحلمية الثانوية بنين)
    *********
    ===================>>>
    في أحد المقاعد الخشبية المتهالكة في أحد فصول الصف الأول الثانوي جلس صلاح ذلك الفتى الوسيم شديد الطيبة والسذاجة ومتواضع الذكاء .. وقد بدت عليه علامات الاستياء وعدم الفهم تماما وهو يستمع إلى شرح مدرس الرياضيات وبخفه شديدة .. اقترب من أذني الفتايان اللذان كانا جالسين متجاوران في المقعدين اللذان أمامه .. واللذان هما في واقع الأمر أعز أصدقاؤه وعشرة العمر من أيام الطفولة البريئة .. وهمس لهما بلهجة من أقرب من الاستغاثة والرجاء..!! بصوت خافت جداً حذراً من المعلم ..
    صلاح : يا دي النيلة السوده .. أنا مش فاهم أي حاجه يا جدعان .. هو الدرس اللى صعب ولا أنا اللي غبي .. ولا في إيه بالظبط..؟
    مط (ماهر) شفتيه باستياء بينما استمر في تحريك أصابعه حول ياقة القميص ببطء وانتظام معبراً كعادته بلا قصد بهذه الحركة الأزلية عنده عن تقززه واستياءه ..
    ثم تحدث بشيء من القرف من المعلم الأبله بصوت خافت شديد الثقة : هو أنت فعلا غبي ما قلناش حاجه بس المرة دي العيب مش منك أنت ..
    بينما تدخل الفتى الثالث في الحوار بصوت خافت جداً .. وهو يتظاهر باستخدام المنديل الورقي حتى لا يلمحه المعلم وهو يتحدث وبلهجة استياء لكن مهذبة قال : أول مرة في حياتي أشوف رياضيات بتتسمّع كأنها أناشيد ... ده عمرو دياب لو جه شرح .. حيوضح أكثر من كده ..
    (صلاح) بصوت منخفض وأكثر رجاء مخاطباً الشاب الثالث الذي اعتاد منه صدراً أرحب من (ماهر) سريع التأفف ..
    صلاح : طيب ما تفهمني أي حاجة يا معتصم .. ما تسبنيش زي الكرسي اللي أنا قاعد عليه كده ..
    معتصم بتلقائية وود ومازال صوته هامس : أفهمك إيه يا ابني انت .. هو أنا فاهم حاجه أصلاً ..
    تدخل ماهر بضيق في الكلام بصوت منخفض: يا أبني هو أنت شايف اللي بيتقال ده ينفع يتفهم ..علشان نفهمك حاجه ما تبطل زن ..أحنا ناقصينك مش كفاية البلوه اللي بيشرح ده ..
    صلاح بعفويته الساذجة : يا نهار مش فايت .. لما انتو الاثنين مش فاهمين وانتو البريمو بتوع المدرسة .. أعمل أنا أيه يا عالم؟؟؟
    قاطع نحيبه الطريف صوت المعلم الأجش بروتينية شديدة : بتقول إيه يا حيوان .. يا واطي .. يا قليل الأدب .. يا عديم الرباية .. قوم اقف يا حمار وأنا بكلمك ..
    تبادل كل من (ماهر) و(معتصم) النظرات المفهومة لما سيناله صديقهما الساذج بينما لطم (صلاح) وجهه بشئ من الدعابة بخفه ونهض ببطء ..
    الأستاذ : كنت بتقول أيه يا أغبى مين طلعت عليه شمس فيكي يا مصر بحالها .. ؟؟ انطق يا حمار ..
    صلاح بشئ من اللطف : ما كنتش بقول حاجة يا أستاذ عطى .. ده أنا كنت ..
    الأستاذ بقرف : كنت بتكلم نفسك يا مجذوب .. يا معتوه .. يا أهبل .. يا أبو رياله هه .. ؟؟ ما تنطق يا وله؟؟ ... ولا كنت بتميّل على اللوحين التانيين اللي فاكرين نفسهم بيفهمو قوي تسألهم على حاجة في اللي أنا بشرحه .. طيب خليهم ينفعوك بقى ..
    وأقترب من الفتى بعصاته الغليظة التي هي أقرب لعامود من الخرسانة منها إلى عصا خشبية .. ارتعد (صلاح) إلى الوراء بينما نهض معتصم بسرعة وأدب شديدين : أستاذ عطى .. صلاح ما كانش بيسأل ولا حاجه .. ده .. ده بس أصله القلم بتاعه فضي وكان عايز يستلف قلم مني ..
    صلاح صائحاً برجاء : أيوه .. أيوه القلم فضي وكنت عايز..
    أستاذ عطى مقاطعاً : قلمه فضي؟؟ ولا مخه اللي فضي .. فاكرني كروديا يا صيع يا أوباش .. وبعدين أنت بأي حق تتحشر يا لوح ؟؟ ولا حتعدل عليه ..؟؟ إيه عينت نفسك محامي عن البغل ده .. مافيهوش لسان ينطق .. ولا صدقت نفسك إنك فيلسوف .. ومصلح اجتماعي .. تكونش فاكر نفسك طه حسين ولا إحسان عبد القدوس يا ولا؟؟
    تنهد (معتصم) بشيء من الضيق .. لم يخرجه عن طبيعته المهذبة .. فتحدث بجدية لا تخلو من الأدب : إيه علاقة هوايتي ونشاطي في المدرسة بكلامي مع حضرتك يا أستاذ؟؟
    أستاذ عطى بتهكم روتيني : هوايتك يا تافه .. يا أبو مخ فاضي .. أنت بتسمي الكلام العبيط اللي بتكتبه ده هواية .. يا أخويا التفت لمذاكرتك ..
    معتصم بجدية وغضب يسير : بيتهيألي يا أستاذ أني واخد بالي منها كويس ..
    أستاذ عطى : واخد بالك .. طب سمّع يا أبو لسانين أنا كنت بقول أيه قبل ما البغل ده يتكلم ؟؟
    لم يستطع (ماهر) أن يمسك ضحكه ساخرة أفلتت منه على كلمة (سمّع) مع إن المفترض أنها حصة رياضيات..!!
    التفت إليه (أستاذ عطى) الذي (ما صدق) لقى صيدة ثالثة لا .. ومن هذه المرة أكثر طالب مجننه في المدرسة..
    أستاذ عطى بضحكة شديدة التهكم : الله الله .. يا حلاوة يا ولاد .. وحضرة العبقري .. اللي ما جابيتوش ولادة ممكن يتكرم ويتعطف ويقولي بيضحك على إيه ؟؟
    ثم أردف بصوت غاضب مرتفع : قوم يا حيوان يا متخلف .. وردّ ..
    نهض ماهر ببطء وثقة وابتسامه مستفزة ..
    أستاذ عطى : طب سمّع انت بقى يا أبو مخ منور .. كنت بقول إيه قبل ما أقوم الحمار ده؟
    ماهر بابتسامة باردة : أسمّع !!؟؟ أسمع درس رياضيات .. ليه ؟ هو أنا حمار ؟؟
    ضج الفصل بضحكات الطلاب بينما أنفجر أستاذ عطى غاضباً : يا نهار أبوك زي وشك .. انت قصدك إن أنا حمار يله؟؟
    معتصم بسرعة وأدب محاولاً إنقاذ صديقه وهو يحاول إمساك ابتسامته : يا .. يا أستاذ عطى ماهر ما يقصدش..
    أستاذ عطى بصوت مرتفع: ولا يقصد يا أخويا .. مش ناقص إلا أنتو يا اغبيا يا حمير اللي حتعلموني شغلي .. طب يلا يا حبيبي منك له على مكتب الناظر .. إن شاء الله رفد أسبوع .. وما شوفش وش بغل منكم في حصة ليه تاني .. وابقو خلو البغل الكبير بتاعكم يشرح لكم بمخه الضلم .. يلااااا على بره يا .. يا زباله منك له ..
    تبادل الفتيان الثلاثة نظرات الغضب المكتوم والاستياء وغادروا الفصل ..
    يـ تـ بـ ع
    بقلم / يوجين مصطفى
    *********


    عدل سابقا من قبل professional_Eh في الثلاثاء 06 يناير 2009, 10:36 pm عدل 1 مرات
    professional_Eh
    professional_Eh

    عضو ذهبي


     عضو ذهبي


    رقم العضوية : 289
    تاريخ التسجيل : 29/11/2008
    العمر : 42
    عدد المساهمات : 1711
    البلد : لو سألتك انت مصرى هتقولى ايه ؟؟ اوعى تغلط بس
    نقاط التميز : 11580
    السٌّمعَة : 39
    الأوسمة : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ffd3680cfa

    عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ff3146877d
    أهم مواضيعي : لقراءة أهم مواضيعى إضغط هنا .. اقرأ وتكفينى ابتسامتك

    المزاج : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة 8010
    النادي المفضل في مصر : الأهلى
    النادي المفضل عالميا : برشلونة
    SMS : Start of Something New

    GMT + 3 Hours الحلقة الخامسة

    مُساهمة من طرف professional_Eh الثلاثاء 06 يناير 2009, 10:33 pm

    (5)
    في غرفة (صلاح) في عصر اليوم التالي .. تجمع الرفاق الثلاثة في زيارة ودية لصديقهم وجارهم الثالث..
    رفع (ماهر) يديه إلى أذنيه بشئ من الانزعاج والضيق وخاطب (صلاح) : يآآآه.. أيه يا ابني ده ؟ أبوك بيزعق كده ليه؟ ايه الدوشه دي؟
    معتصم بأسلوبه المهذب الودود مخاطباً صلاح : أنت لسه قاعد ؟؟ يا أبني أبوك عمال يسب ويلعن فيك .. ما تقوم تشوفوه عايز إيه؟
    صلاح بنوع من الخيبة والخوف: ما أنا عارف هو بيزعق ليه ؟ .. علشان الكمبيوتر لسه ما رجعش من عند شركة الصيانة وهو متصور إن أنا اللي خربته ..
    ماهر باندهاش: كمبيوتر إيه يا ابني اللي لسه ما رجعش من الشركة ما هو متلقح أهه !!
    صلاح بانزعاج :هوشششش وطي صوتك أنا مفهم بابا إنه لسه مارجعش .. على ما أشوف لي حل في البلوة دي
    معتصم باندهاش : بلوة إيه؟؟ الله؟؟ هي الشركة ما صلحتهوش؟؟
    صلاح بأسف شديد وشبه نحيب : الشركة قالت لي أرميه في صفيحة الزبالة .. الـmother board خلاص تعيش أنت ..
    معتصم : طب وبعدين ..؟؟
    صلاح بلطمة يسيرة : ولا قبلين يا أخويا .. مستني ألاقيلي حل .. ما تفكروا معايا ينوبكم ثواب .. أبويا لو عرف حاجة زي دي حيقطعني ..
    صمت كل من (ماهر) و (معتصم) لثوان متفكرين أردف بعدها ماهر بنوع من الثقة : بقولك إيه ؟؟ أنت متأكد من حكاية إنه ايدك منه والقبر دي؟
    صلاح : قصدك إيه؟
    مط ماهر شفتيه بنوع من التفكر بدهاء .. ثم أردف: طب خليني أجرب معاه ..
    صلاح باندهاش : يا ابني بقولك الmother board خلاص ..انتهت .. يعني ما ينفعش حد يلمسها..
    ماهر بثقة ومرح وبطئ يسير مداعباً بابتسامة : همم .. ما ينفعش حد يلمسها .. بس بيتهيألي إني لو لمستها .. مش حتوديني القسم مش كده؟
    صلاح بذهول : حتعمل إيه ؟؟
    خلع (ماهر) جاكيته الجينز بنوع من السرعة وبمرح شديد وثقة تحدث إلى (صلاح) بينما تحرك في اتجاه جهاز الكمبيوتر: اجري يالا أنت أعمل شاي .. وقول لأبوك اللي بيزعق بره ده يوطي صوته علشان نعرف نشتغل ..
    صمت (صلاح) بذهول لكنه أسرع بالخروج لتهدئة والده واستعجال واجب الضيافة لصديقيه ، وانهمك (ماهر) في عمله في محاوله منه لإحياء (اللوحة الأم) التي أكدت شركة الصيانة موتها تماماً بينما ابتسم معتصم بنوع من الود والإعجاب وعقد ذراعيه إلى صدره في أحد أركان الغرفة ..
    ماهر بشيء من الود مخاطباً معتصم بينما يتابع بعينيه ويديه عمله : على فكرة .. أنا خلصت قراية القصة الجديدة بتاعتك أمبارح بالليل سهرتني لوش الفجر..
    معتصم باهتمام وود : عجبتك؟؟
    التفت إليه ماهر بثقة باسماً : خرافة ..
    معتصم بسرعة : بجد يا ماهر ؟؟
    ماهر : وحياة ربنا ما قريت في حياتي أروع منها .. على فكره يله يا معتصم ..أنت موهوب بجد ..لا .. انت مش موهوب .. أنت عبقري .. صدقني ..
    تنهد معتصم بشئ من التهكم .. وابتسم بسخرية يسيره ..
    ماهر بتلقائية بينما يتابع عمله : اوعي تكون اتأثرت بكلام الراجل المتخلف ده .. اللي زي ده عمره ما يقدر يفهم اللي أنت بتكتبه علشان يكون له رأي فيه .. ثم يحرك ماهر شفتيه بنوع من القرف ..
    ويتابع : إحنا خسارة في البلد يله يا معتصم ..
    معتصم باندهاش متهكم: يا سلآلآلآم!!
    يلتفت إليه ماهر باندفاع : أيوه يا ستين سلام .. انت عارف اللي زيك بيتعمل معاه ايه بره ؟؟ .. بيشجعوه .. وبينمو موهبته .. وبيصرفو عليه بالهبل .. لحد ما يعملو منه كاتب محترف .. وبيعتبروه طالب غير عادي .. بيعتبروه نعمة من ربنا ..إنه خلى في وسطهم واحد زيه .. إنما أحنا بقى .. اتعمل فينا إيه ؟؟ هه؟؟
    ثم يتابع بضيق وحنق : اتشتمنا واتهزأنا واترفدنا أسبوع من راجل متخلف وغبي كل ده ليه ؟؟ ههه!! علشان ما رضيناش نسمّع درس الرياضيات ؟؟ بذمتك شوفت مهزلة أكثر كده؟؟ ..
    صمت معتصم متفكرا بأسى ثم أردف بهدوء : يا ابني انت حتعترض على حكم ربنا .. الحمد لله .. إحنا برضوه أحسن من غيرنا ..
    ماهر باندفاع : لكن في غيرنا كثير أحسن مننا .. مع إننا ما نقلش عنهم أي حاجة .. إن ماكناش أحسن منهم كمان ..
    ثم يتابع بنوع من الصدق والشرود : عارف يله يا معتصم ..أنا بحلم بإيه .. بحلم إني أسافر بره .. إنت عارف يله أنا لو طلعت بره الفقر والتخلف ده .. حبقى حاجة ثانية خالص ..
    مط معتصم شفتيه بدهاء ثم قال : مفيش حاجه ببلاش ؟
    ماهر بتلقائية : مش فاهم ؟
    معتصم باندفاع : يعني عمرهم .. ما حيعلموك ويعملو منك اللي بتحكي عنه ده من غير مقابل أبداً ..
    ماهر : وافرض حتى .. ما أنت لسه قايل إن ما فيش حاجة ببلاش ..
    معتصم : أيوه بس في حاجات ما ينفعش الواحد يتنازل عنها .. والناس دي عمرها ما حتعمل منك حاجة مهمة إلا أذا اتأكدت إن ولائك ونفعك بالكامل حيبقى ليهم هم وبس ..
    ماهر بتفكر يسير : وافرض برضوه .. ما أنا كمان حبقى مستفيد .. مش أنا اللي حتعلم .. وحبقى حاجة ..
    معتصم بغضب واحتداد : انت بتخرف بتقول إيه ؟ .. يعني لو اتخيرت بين موهبتك أو عبقريتك ودينك أو بلدك حتختار مين؟
    صمت ماهر لثوان متفكرا بضيق وهو مازال يتابع عمله .. ثم تنهد ببطء وأجاب بهدوء : طب انت تختار مين؟
    معتصم بثقة : أنت عارفني كويس ..
    ماهر بتهكم وشيء من المرارة : كلام.. لما حتحس بابتذال عبقريتك .. لما حتلاقي واحد أقل منك مية مرة بيتفوق عليك لمجرد إنه بيعرف يحفظ وأنت بتعرف تفهم .. لما تلاقي واحد متخلف خد مكانك علشان عنده واسطة وانت لا .. ساعتها حتلعن أبو المبادئ والأخلاق اللي في الدنيا ومش بعيد تنتحر ..
    صمت معتصم متفكرا .. في ضيق .. بينما .. تابع ماهر حديثه بحنق شديد : خليني ساكت بقى .. ما تفتحنيش .. أنا لما بدخل على النت وأشوف الناس دي عايشين إزاي بتعقد ..
    قاطعهما دخول فتاه في سن العاشرة من عمرها .. شديدة الرقة ووديعة الجمال .. إنها (سارة) أخت (صلاح) تحمل صينية الشاي بحياء وأدب .. كعادته السيئة المتأصلة .. رفع (ماهر) عينيه إليها باسماً بخبث بتلك النظرة الغير أمينة التي يعرفها كل شاب لا يعرف الالتزام .. بينما اتسعت نظرة من الغضب في عيني (معتصم) الذي أسرع إليها بحياء وأدب متناولاً الصينية وشاكراً .. ومانعاً بذلك تقدمها بخطوات أكثر إلى داخل الغرفة ..
    وما أن خرجت وأغلقت الباب حتى التفت إلى (ماهر) باندفاع وخاطبه بصوت محتد غاضب لكنه لا يخلو من المودة : انت مش حتبطل الداء القذر اللي فيك ده بقى .. حتى أخت صاحبك كمان حتبص لها وانت في بيته ؟؟؟
    ماهر بعفوية مصطنعة : إيه يا أبني أنت ؟ وأنا عملت حاجة ؟
    معتصم بنوع من الغضب : أنت حتستعبط يا ماهر ؟
    ماهر باسماً بود : خلآلآلآلآص .. خلاص يا عم الواعظ .. آسفين .. ما حصلش حاجة ..
    ثم يردف بابتسامة أوسع ولهجة ود خبيثة : انت بتحبها؟؟
    معتصم بحدة أقل : مش هي دي القضية .. بس في حاجة اسمها غض البصر .. الأمانة .. الرجولة ..
    تناول ماهر بيده اليسرى قطعه معدنية كان ممسكها بفمه .. ثم التفت إليه باسماً بخبث : انت كداب ..حكاية الأمانة والرجولة دي ..أنا معاك إنهم بينقحوا عليك آه بس الحكاية مش كده وبس ..
    هز معتصم رأسه باسما بتهكم يسير .. ماهر بثقة : معتصم .. بص لي .. ركز معتصم عينيه في عيني ماهر لثوان ..
    اتسعت الابتسامة بعدها في عيني ماهر وخاطبه بثقة شديدة : انت بتحبها .. أنا مش كروديا .. أنا أما أبص لك .. أجيب أخرك ..
    ابتسم معتصم بسخرية ودوده : ليه ؟ بكلم آينشتاين؟؟
    ماهر بابتسامة دعابة مرحه : لا .. بتكلم الشيطان..
    معتصم بضحكة ودوده : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    اقتحم الغرفة بقلق صلاح : ها يا جماعة عملتو إيه؟
    معتصم : أنا عن نفسي ما عملتش حاجه اسأل بسلامته .. شغال من الصبح ..
    صلاح : ها يا ماهر ؟؟
    انتهى (ماهر) من إغلاق الذي كان بيده .. ثم مسح بظهر يده الأخرى جبينه من العرق بسرعة ولياقة .. ونهض من مكانه وشرع في تركيب القطعة في مكانها قبل أن يجرب فتح الجهاز ..
    ثم وقف الشبان الثلاثة بقلق أمام الجهاز بينما اقترب منه (ماهر) بحذر وثقة وأوشك بالضغط على زر التشغيل ..
    لكن معتصم أستوقفه : ماهر .. سمي بالله ..
    ابتسم ماهر ابتسامة يسيره ثم سمى : بسم الله الرحمن الرحيم ..
    وفتحه فإذا بالجهاز يعمل بصوره طبيعية جداً وبسرعة ..
    لم يصدق الشبان الثلاثة أعينهم .. بينما اتسعت ابتسامه انبهار وحب في عيني (معتصم) ..
    أما (صلاح) فقد صاح كالأبله من شدة السعادة غير مصدق .. : يخرب بيت مخك .. عملت أيه يلا.؟؟
    ماهر بثقة شديدة .. ومرح : شوفت اللي غيري .. ما أقدرش يشوفوه .. علشان استعملت عين ثالثا خالص ..
    ثم يردف بمرح : ولا .. روح قول للشركة ما تشغلش حمير تاني .. هه؟؟
    صلاح بسذاجة ومرح صاخب : يا حبيبي ..يا حبيبي..
    ماهر : طب يالا .. شغل لي الأغنية اللي بحبها بقه
    صلاح : أنهي دي؟
    ماهر بضيق يسير : يا له الأغنية بتاعتنا .. ياآآآد ؟؟
    صلاح متسائلاً: I’m a Barpy girl ؟؟
    ماهر : ما انت بتفهم أهه .. أمال بيقولوا عليك حمار ليه؟؟
    انطلق (صلاح ) بسرعة إلى الجهاز مشغلا الأغنية الصاخبة .. وما أن تدفقت موسيقاها الراقصة إلا وشرع في الرقصة السريعة الخاصة بها ..
    بينما خاطبه ماهر بمرح صاخب : هو أنت فالح إلا في كده ..
    ثم أنطلق يشاركه الرقصة الأجنبية السريعة ..
    بينما اتسعت ابتسامة معتصم المتعجبة : والله أنتو عالم هايفه بجد !!
    صلاح : انت ما بتعرفش ترقص يا معتصم ..؟
    ماهر بثقة : بيعرف ..
    صلاح : لا مش ممكن !!
    ماهر مؤكداً بثقة ومرح: والله العظيم بيعرف .. وأحسن مني ومنك ..
    صلاح بمرح جاذباً معتصم : طب تعالى بقى ..
    معتصم بضيق مرح : أوعى يا عم أنت وأنا مجنون زيكم ..
    ماهر بمرح وهو يجذبه من يده الأخرى : يا عم الواعظ .. ساعة وساعة .. تعالى بس ..
    معتصم : يا أبني أنت أوعى بقى بلاش هبل ..
    وما هي إلا ثواني وارتفعت ضحكات الأصدقاء الثلاثة من القلب .. بمرح صاخب .. وبحب شديد .. وهم يرقصون بلياقة ومرح وسرعه على الأغنية الصاخبة .. ويتبادلون التعليقات الطريفة بحب ومشاكسة !!!
    *************************
    يـ تـ بـ ع
    بقلم / يوجين مصطفى
    professional_Eh
    professional_Eh

    عضو ذهبي


     عضو ذهبي


    رقم العضوية : 289
    تاريخ التسجيل : 29/11/2008
    العمر : 42
    عدد المساهمات : 1711
    البلد : لو سألتك انت مصرى هتقولى ايه ؟؟ اوعى تغلط بس
    نقاط التميز : 11580
    السٌّمعَة : 39
    الأوسمة : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ffd3680cfa

    عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ff3146877d
    أهم مواضيعي : لقراءة أهم مواضيعى إضغط هنا .. اقرأ وتكفينى ابتسامتك

    المزاج : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة 8010
    النادي المفضل في مصر : الأهلى
    النادي المفضل عالميا : برشلونة
    SMS : Start of Something New

    GMT + 3 Hours الحلقة السادسة

    مُساهمة من طرف professional_Eh الأربعاء 07 يناير 2009, 11:44 pm

    (6)
    <<<===================
    لمعت عينا (مارتي) ببريق شديد وارتسمت ابتسامة حزينة لكنها رائعة على وجهه .. وبلا شعور نهض من على مقعده .. وأغلق جهاز التكييف الحديث .. وأتجه بشرود شديد وحنين غريب إلى احدى الشرفات .. وفتحها .. ووقف أمامها .. والهواء البارد يعصف بشعره الناعم .. ويداعب ملامحه تنهد بعمق شديد .. وهو ينظر إلى السماء .. ثم أغمض جفنه .. من جديد ليكمل شريط السينما البشري .
    ===================>>>
    نهض (ماهر) بضيق وإحباط من على مكتبه من أمام جهاز الكمبيوتر التقليدي جداً الموجود بغرفته .. الصغيرة بتلك الشقة القديمةالتي يقيم بها مع جدته المسنه .. التي تولت تربيته وحدها على معاش والده بعد أن توفي هو ووالدته في حادث سيارة أجرة وهو مازال دون الرابعة من عمره..
    نظرفي ساعته ليجدها اقتربت من الثالثة .. زفر بملل .. ثم أتجه إلى الوسادة بحذر يسيرلتأكده التام من أن الجدة غارقة في نومها من العِشاء !! .. استخرج علبة سجائر رخيصة يخفيها تحتها .. وأخرج كبريت وأشعل سيجارة .. وأخذ منها نفس ببطء شديد ..
    ثم أتجه بضيق إلى الشرفة المتهالكة .. ليتابع شرب السيجارة .. أبتسم ببطء و شيء من السعادة لأن النورمازال مضاءاً في الغرفة المجاورة لغرفته والتي تقع في الشقة الملاصقة لشقته .. والتي هي في الواقع غرفة (معتصم) ..
    هز رأسه باسماً .. ثم مد عنقه محاولا رؤيته وأطلق بفمه صفارة مميزة .. يعرفها (معتصم) جيداً .. الذي لم يلبث إلا وخرج إليه في الشرفة الملاصقة بملابس النوم باسماً ..
    معتصم بابتسامه ودودة : أنت لسه صاحي ؟؟
    ماهر باسماً بتهكم ودود : لأ .. نايم .. ثم يتابع شرب السيجارة ..
    معتصم بود و حرص: يا أبني أنت مش حتبطل الهباب ده بقى .. ؟؟
    ماهر باسماً بتهكم لاذع : أديني بطلع زهقي فيه ..
    هزمعتصم رأسه متعجباً بود : يا ابني هو أنت دايماً متبطر كده .. ما بتعرفش تقول الحمد لله أبداً؟؟
    ماهر بشئ من التسليم المكره : الحمد لله يا عم .. بس الواحد أحياناً بيتعب ..
    معتصم بدهاء متفهماً : آآآه .. تبقى لسه عامل شات .. مع الست الامريكانيه دي ..
    ثم يردف متعجباً بجدية : يا ابني أنت أنا مش فاهم .. الست دي بتكلمك ليه .. دي قد أمك .. وانت بتقول إنها ست مشغولة جداً ومهمة .. إيه اللي يخلي واحدة زي دي .. تكلم عيل قد أبنها ما كملش 15 سنة .. ما فيش أي حاجه مشتركه بينكم علشان تتكلمو فيها ..
    ماهر بسخرية لاذعة مداعباً بمزاح : أيوه .. أصلها واقعة في دباديبي .. واحده عندها 47 سنة ودكتورة وباحثة في فريق لبروفسير كبير يبقى في نفس الوقت أبوها .. حتسيب كل ده .. وتقعد تعاكس في ماهر المنصوري مش كده؟؟
    معتصم بضيق : لأ يا أبو دم خفيف .. أنا ماأقصدش كده .. بس أنا بصراحة مش مستريح للست دي أبداً ..
    ماهر انفعال ودود : يعني حتكون عايزة مني أيه يعني .. ؟؟ كل الحكاية أن الست عاجبها مخي .. بتفهم .. بتقدر .. مش زي المتخلفين اللي الواحد خد عليهم .. بنتكلم في الاجتماع في السياسة في الأدب في علم النفس .. بس اللي بيجنني بقه لما بتقعد تحكي لي عن المعملبتاع أبوها .. والإمكانيات الخرافية اللي فيه .. والأرقام الفلكية اللي بتتصرف على العلماء هناك .. والرفاهية اللي الطلبة بتوع المدارس والجامعات عايشين فيها .. يا ابني الطلبة المتميزين هناك بيتعاملو أحسن من الوزرا عندنا .. بيتصرف عليهم قد ميزانية الجيش ..فاهم؟؟
    معتصم بدهاء : والله ما أنا خايف غير من كلامها ده ..
    ماهر بضيق : يوووآآآه يا معتصم .. هو الواحد حرام يتكلم معاك خالص .. حرام نعرف بس الدنيا فيها إيه ..؟؟
    معتصم بود : أنا ما أقصدش أجيب لك إحباط ..بس اللي أنا متأكد منه أن الناس دي عمر ما بيجي من وراهم خير أبداً ..
    ثم أردف معتصم بود : هو .. أنت قلت لي أبوها بروفسير في إيه .. ؟؟
    ماهر بسعادة لاهتمام صديقه باهتماماته : في البرمجيات .. واسمه (لاربي ترون) .. راجل عجوز عنده فوق السبعين سنة .. إنما إيه .. مصيبة .. وهي بقى بنته الوحيدة .. وواحدة من فريق البحث بتاعة .. اسمها (آنا) يعني هي ست أشلانه كده .. إنما عليها حتة دماغ .. توزن بلد بحالها ..أصلها بتاعة شغل وبس ..
    معتصم بلهجة دهاء مميزة : طيب ..آآ.. وعندها منين وقت علشان تعمل شات مع واحد زيك .. يعني .. تفتكر واحده زي دي لما تحب تقضي وقت فراغها في محادثة .. حتختار واحد زيك أنت ليه و تكلموه.. ؟؟
    ماهر بتفكر يسير : قصدك إيه ؟
    معتصم بثقة : قصدي خذ بالك .
    *********
    في منتصف تلك الليلة العاصفة من الشتاء .. هطلت الأمطار بغزارة .. وأضاءت السماء وأطفأت بسبب البرق .. بينما قام الرعد بتسابيحه التي لا نفهمها .. ولا تثير فينا سوى الخوف والفزعتلوى (ماهر) في فراشه بعنف من ألم فظيع في بطنه .. حاول أن يقاومه بكل وسيله لكن بلا جدوى ..
    تحرك ببطء وإعياء محاولاً أن ينهض فلم يستطع صرخ بصوت مدوي في غرفته متأوها : آآآآآههههه ..آآآآآآآآآآههه ..
    تصبب العرق من جبينه بغزارة في تلك الليلة التي لم يعرف أحداً فيها شيئا عن العرق .. وصرخاته مازالت متقطعة .. مريرة .. تقلب بعنف حتى سقط من فوق فراشه على الأرض وراح يزحف بصعوبة شديدة في اتجاه باب الغرفة وهو يقاوم الألم الفتاك ..
    استيقظت الجدة العجوز أخيراً على صوت صرخاته المدوية وعلى أد مشيتها البطيئة هرولت إلى حجرته .. ودخلتها مفزوعة بحنان ..
    الجدة : ماهر !! مالك يا أبني !!؟؟
    ماهر بصوت ينزف دماً ودموع الألم الفتاك تتفجر من عينيه : حموت يا ستي .. أآآآآهههههه .. بطني .. مش قادر .. سكاكين بتقطع في بطني ..
    الجدةبفزع يشبه الصراخ : يا حبيبي يا ابني .. اسم الله عليك .. أعمل أيه يا ربي دلوقتي.. ؟؟
    حاولت (الجدة) أن تساعد (ماهر) على النهوض لكن ضعفها لم يساعدها .. فانهمرت الدموع من عينيها فاقدة القدرة على التفكير .. إنها امرأة مسنة فوق السبعين .. ومريضة .. فكيف تنقذ حفيدها الوحيد من الموت في ليلة كهذه يخشى الرجال والشبان الأقوياء الخروج فيها ..
    ماهر بصراخ مرتفع : آآآآآآآهههههه ...
    ثم فجأة نادى بأعلى صوت له صارخا باستغاثه : معتصـآآآآآآآآآم .. معتـآآآآآآآآآآآآآآآآآآآصم
    تنبهت الجدة فجأة فهرولت ببطء إلى باب الشقة لكن قبل أن تصله كان الباب يكاد يتحطم من قوة الطرق عليه .. فتحت الجدة الباب ليندفع (معتصم) بجنون متجها إلى غرفة (ماهر) في فزع شديد .. ويدخل من بعده والده .. ووالدته الذين استيقظوا على صوت صرخات (ماهر) المدوية التي تنامت إلى مسامعهم بالرغم من صوت الرعد والأمطار .. اندفع (معتصم) إلى الغرفة بفزع رهيب .. ليحمل (ماهر) بقوه ويعيده إلى فراشه ..
    متسائلا بفزع : مالك يا ماهر في أيه؟
    ماهر بتألم شديد وبكاء مستمر : حموت يا معتصم .. بطني آآهههههأأههههه..
    تلاحقت أنفاس معتصم بسرعة جنونية .. وفقدصوابه .. وقد ارتسمت ملامح من الرعب على وجهه .. بينما أقتحم الباقين الغرفة .. بفزع
    والدمعتصم : أنا حتصل بالإسعاف بسرعة ..
    وهرول إلى الصالة .. لكن الحالة المناخية السيئةقد أثرت على ما يبدو بالسلب على شبكة الاتصالات ..
    الوالد برعب : التليفون ما فيهوش حرارة ..
    اندفع معتصم بسرعة رهيبة إلى باب الشقة ليمسكه والده : أنت رايح فين يا معتصم.. ؟؟
    معتصم بثقة وسرعة وفزع : حاجري لحد ما أوصل المستشفى المركزي اللي في الميدان وأجيب الإسعاف و أجي فوراً إن شاء الله ..
    والدة معتصم بفزع : حتخرج في الجو ده بالبيجامة يا معتصم .. طب البس بالطو ولا أي حاجة بسرعة ولا خذ معاك مظله ..
    لكن قبلأن تكمل (الأم) توسلاتها ونصائحها .. كان (معتصم) قد غادر المكان كالمجنون .. بملابس البيت ..
    هطلت الأمطار بغزارة رهيبة على رأس (معتصم) الذي ركض بأقصى سرعة له في الشارع في اتجاه الميدان وهو ينهج بقوه .. ويبتلع قطرات المطر التي أغرقت وجهه وبللتشعره وملابسه تماماً ..
    دار كل من والدة معتصم ووالده في شقة (ماهر) كالمجانين بفزع رهيب بينما انفجرت الجدة المسكينة في البكاء بفزع خوفاً على حفيدها الذي توقف عن الصراخ غائباً عن الوعي منذ دقيقتين .. ولا أحد يجرؤ على لمسه أو الاقتراب منه .. من رهبة الموقف ..
    تنامى إلى مسامعهم صوت سارينة سيارةالإسعاف المميزة جداً فدب أمل يسير في قلوبهم .. بينما أقتحم (معتصم) الشقة بسرعة وقبلحتى أن يصعد رجال الإسعاف السلم لحمل (ماهر) .. وحمله وحده على ذراعيه بصعوبة .. وهبطبه درجات السلم .. بينما قابله في منتصف السلم رجال الإسعاف ليساعدوه في حمله ..
    فيفجر تلك الليلة .. وقف الطبيب أمام حجرة العمليات .. التي خرج منها للتو متحدثاً إلى الجدة ووالداي معتصم ومعتصم الذي كانوا يدورون في الطرقات فزعاً طوال الجراحة ..
    الطبيب : يا جماعة بجد .. الولد ده ربنا كتب له عمر جديد .. أنا أول مره في حياتي أشوف حالة انفجار في الزايدة .. متأخرة كده .. وصاحبها يعيش .. لسه ما حصلتش ..
    ثم يلتفت إلىمعتصم الذي كان صدره يعلو ويهبط بعنف وفزع وقد تساقطت دموعه بغزارة : أنت لو كنت اتأخرت دقيقه واحدة زيادة .. كان زمانه في عداد الأموات .. احمدو ربنا ..
    تنهد معتصم بقوه وعنف وهو يبكي بحرارة .. وبالتدريج شرع في كحه شديدة وقوية وبدأ في الارتجاف بقوة .. حيث كانت خضته الشديدة عازل لم يجعله يشعر بدرجة الحرارة التي كانت ليلتها أقل من 5 درجات مئوية .. ثم تتابعت كحاته بصوره مفزعه .. وسقط مغشيا عليه ..
    *********
    يـ تـ بـ ع
    بقلم / يوجين مصطفى
    professional_Eh
    professional_Eh

    عضو ذهبي


     عضو ذهبي


    رقم العضوية : 289
    تاريخ التسجيل : 29/11/2008
    العمر : 42
    عدد المساهمات : 1711
    البلد : لو سألتك انت مصرى هتقولى ايه ؟؟ اوعى تغلط بس
    نقاط التميز : 11580
    السٌّمعَة : 39
    الأوسمة : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ffd3680cfa

    عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ff3146877d
    أهم مواضيعي : لقراءة أهم مواضيعى إضغط هنا .. اقرأ وتكفينى ابتسامتك

    المزاج : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة 8010
    النادي المفضل في مصر : الأهلى
    النادي المفضل عالميا : برشلونة
    SMS : Start of Something New

    GMT + 3 Hours الحلقة السابعة

    مُساهمة من طرف professional_Eh الخميس 08 يناير 2009, 11:17 pm

    (7)
    في غرفة (معتصم) جلس (صلاح) إلى جواره برفق وحنان وهو يبدل من وضع منشفتين مبللتين بالمياه المثلجة على رأسه .. بينما تحدثت (الأم) إلى (صلاح) بحنق وحزن وغضب يسير : عاجبك كده يا صلاحشوفت صاحبك عمل في نفسه إيه ؟ حد في الدنيا يا عالم ينزل في ليلة زي دي يجري في وسط المطر .. بالبيجامة ..
    معتصم بابتسامة يسيره وبصوت شديد الإنهاك والتعب : يعني .. أححح .. يعني كنت أعمل إيه يا ماما أسيبوه يموت يعني..؟؟
    الأم بغضب : لأ .. تاخد انت التهاب رئوي حاد.. في صدرك مش كده؟؟
    صلاح بلطف : خلاص يا طنط .. اللي حصل حصل ده نصيب .. ارتاحي حضرتك أنا حسهر جنبه لحد الصبح ..
    انصرفت الأم شاكرة .. بينما تحدث معتصم إلى صلاح بإعياء : ماهر عامل إيه النهاردة ؟؟
    صلاح بابتسامه ومرح : يا عم ماتخافش عليه .. ده زي القطط بسبع ترواح .. خليكفي نفسك انت .. أنا زرته النهاردة بعد المدرسة .. والدكتور طمني وحيخرج بعد يومين إن شاء الله .. وبيسلم عليك .. قوي .. أنا زي ما وصتني ما رضيتش أقوله أنك عيان .. قلت له أنك مش قادر تيجي تشوفه في المستشفى ..
    هز معتصم رأسه ممتناً ..
    *********
    في منتصف نهار أحد الأيام سمع (معتصم) صوت ضجيج على سلم العمارة فهم بعد قليل أن صديقه قد خرج من المستشفى وأن (صلاح) وجدته يسندانه لصعود السلم .. هم بأن ينهض من فراشه بفرحه شديدة ليستقبله لكنه لم يستطع .. لكنه قبل أن يحاول الاستعانة بوالديه للنهوض فوجئ بصوت الضجيج يقترب لأن (ماهر) قد أصر أن يكون أول مكان يذهب إليه بعد خروجه من المستشفى هو غرفة معتصم .. ليطمئن عليه بعد أن أخبرته (الجدة) بالحقيقة وكيف أن (معتصم) قد أصيب بالتهاب رئوي حاد أرقده في الفراش لينقذه من الموت ..
    دخل (ماهر) إلى غرفة (معتصم) بمساعدة (صلاح) ووالد معتصم .. اللذان أجلساه على أحد المقاعد .. وانصرف بعدها الأب مرحباً بالجدة وتاركاً الأصدقاء الثلاثة مع بعضهم البعض..
    معتصم بود وابتسامة : حمد لله على السلامة ..
    ظل (ماهر) صامتا بنظرة شديدة الاحترام والحب ثم أردف بتأثر شديد : لولاك كان زماني مت..
    معتصم بثقة باسماً : عمرك ما كنت حتموت وربنا عايزك تعيش ..
    صمت ماهر متفكرا في شرود بينما قاطعهما صلاح بمرحه المعتاد : عارفين مين سألعليكم في غيابكم من المدرسه؟؟ .. أستاذ عطى .. قالي ..
    ثم نهض و رسم ملامح منالكأبة المفتعلة على وجهه وقلد صوت أستاذ عطى الاجش قائلاً بنفس طريقته كأنه هوالمتحدث : إزي اللوحين أصحابك دلوقتي ؟؟ أبقى سلم لي على الحمارين .. و قول لهم ألف سلامه يا بغل منك له
    انفجرت ضحكات الثلاثة من القلب .. بينماأثرت ضحكة (ماهر) في جرحه الذي في بطنه فتأوه وهو يضحك فجأة ممسكا الجرح ..
    ماهر : أهه..
    مد معتصم يده بانزعاج وحرص وحنان شديدين إلى ماهر ليضع يده على يد ماهر قائلاً بفزع : على مهلك ..
    <<<===================
    اتسعت ابتسامة تأثر حزينة على وجه (مارتي) الذي وجد نفسه بلا شعور .. يتحسس بطنه عند موضع الألم القديم.. وقد تخيل أن يد (معتصم) مازالت فوقها
    يـ تـ بـ ع
    بقلم / يوجين مصطفى
    محمد أفندي حسن
    محمد أفندي حسن

    Admin


    Admin


    رقم العضوية : 2
    تاريخ التسجيل : 24/11/2007
    العمر : 36
    عدد المساهمات : 7099
    البلد : مــــــ أم الدنيا ـــصر
    نقاط التميز : 15858
    السٌّمعَة : 70
    أهم مواضيعي : اضغط هنا
    المزاج : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة 8010
    النادي المفضل في مصر : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ahly10
    النادي المفضل عالميا : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Arsena10
    SMS : إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي

    GMT + 3 Hours رد: عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة

    مُساهمة من طرف محمد أفندي حسن السبت 10 يناير 2009, 8:42 pm

    ما تنساناش يا جميل

    احنا عاوز اكمل القصة يا برنس

    professional_Eh
    professional_Eh

    عضو ذهبي


     عضو ذهبي


    رقم العضوية : 289
    تاريخ التسجيل : 29/11/2008
    العمر : 42
    عدد المساهمات : 1711
    البلد : لو سألتك انت مصرى هتقولى ايه ؟؟ اوعى تغلط بس
    نقاط التميز : 11580
    السٌّمعَة : 39
    الأوسمة : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ffd3680cfa

    عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ff3146877d
    أهم مواضيعي : لقراءة أهم مواضيعى إضغط هنا .. اقرأ وتكفينى ابتسامتك

    المزاج : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة 8010
    النادي المفضل في مصر : الأهلى
    النادي المفضل عالميا : برشلونة
    SMS : Start of Something New

    GMT + 3 Hours رد: عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة

    مُساهمة من طرف professional_Eh السبت 10 يناير 2009, 10:23 pm

    لا تقلق يا غالى مش ناسيك انت تؤمر بس
    ويالا بينا نشوف الحلقة التامنة فيها ايه
    professional_Eh
    professional_Eh

    عضو ذهبي


     عضو ذهبي


    رقم العضوية : 289
    تاريخ التسجيل : 29/11/2008
    العمر : 42
    عدد المساهمات : 1711
    البلد : لو سألتك انت مصرى هتقولى ايه ؟؟ اوعى تغلط بس
    نقاط التميز : 11580
    السٌّمعَة : 39
    الأوسمة : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ffd3680cfa

    عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ff3146877d
    أهم مواضيعي : لقراءة أهم مواضيعى إضغط هنا .. اقرأ وتكفينى ابتسامتك

    المزاج : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة 8010
    النادي المفضل في مصر : الأهلى
    النادي المفضل عالميا : برشلونة
    SMS : Start of Something New

    GMT + 3 Hours الحلقة الثامنة

    مُساهمة من طرف professional_Eh السبت 10 يناير 2009, 10:27 pm

    (8)
    تنامى صوت الموبايل المرتفع إلى مسمع (مارتي) الذي غلبه النوم على أحد الأرائك بمنزله الفخم استيقظ بتثاقل .. لتقع عينيه على ساعة الحائط فيجدها تقترب من العاشرة صباحاً .. قضب حاجبيه باستياء وذهول .. لأنه ببساطة لا يتذكر أخر مرة استيقظ فيها بعد السادسة متى كانت؟؟؟ ..
    اقترب ببطء من الموبايل .. ونظر إلى شاشته فأدرك أن المتصل هو فريق البحث من المعمل .. رد على الموبايل بصوت نائم : هلو..
    أحد الباحثين : سيدي ..هل أنت بخير؟؟
    مارتي ببطئ: نعم .. أنا بخير .. كيف سارت الأمور هل انتهيتم ؟؟
    الباحث : أوشكنا سيدي
    مارتي بنوع من الغضب المغلف بتهكم كعادته : أوشكتم؟؟ هل كنتم تتابعون مبارة البيسبول الليلة الماضية جيمي؟؟
    الباحث : لا سيدي .. لكن ..
    مارتي بحزم : سآتي في غضون 15 دقيقة ..
    ثم أغلق الخط .. وألقى بالموبايل بضيق على الأريكة .. ثممسح بيده مؤخرة رأسه بإعياء شديد .. لم يكن الإعياء أبداً بسبب السهر وهو الذي اعتاد أن لا ينام سوى 5 ساعات يومياً ويبقى باقي الوقت منكباً على عمله لا يعرف معنى الإعياء أو الملل .. بل كان الإعياء بسبب المجهود النفسي الفظيع الذي سببه لهقراءته للقصة التي أعادته السطور الأولى منها فقط إلى عالم الذكريات البعيد .. وبسبب الصراع النفسي والعصبي العنيف الذي عاشه بعد أن تخلص من شريط الذكريات وتنبه إلى حقيقة في منتهى الخطورة .. ألا وهي .. ببساطه أنه قد تعرف بأسرع مما تصور بكثير وبدون استخدام أي تكنولوجيا أو أبداع .. أو عبقرية .. على الشخص الذي كُلف بإخبار الجهاز الأمني الخطير عن شخصيته الحقيقية .. نعم لقد تعرف عليه .. بأسرع مما تصور .. لم يكن يتوقع أبداً أن كل هذه السنين لم تنجح في أن تنسيه ذلك الأسلوب المميز في الكتابة .. تلك الموهبة التي أحبها وآمن بها .. ليس هذا فحسب .. بل أحب صاحبها حباً لم يحبه لبشر سواه .. بل لعل آخر عهده بالحب أو بأي مشاعر إنسانية أخرى كانت مع نهاية عهده بصاحبها .. ألقى بنفسه على الأريكة من جديد متفكراً ومازالت الحرب الداخلية الطاحنة دائرة بداخله من ليلة الأمس .. وشرد بعمق .. متسائلاً عما يتعين عليه فعله .. ؟؟ هل يخبرهم ؟؟ سينال جائزة نوبل .. حلم حياته .. سيواصل طريقه الحالم الذي اختاره في لحظه مصيرية وهو ما يزال فتى دون الخامسة عشر .. يصبح في غضون سنوات قليلة أثرى رجال العالم .. لقد أصبح بالفعل معجزة عبقرية .. لم يشهد لها مثيل من قبل .. فهل يحطمكل هذا بهذه البساطة ويدعي أنه قد فشل في معرفة الشخص؟؟ حتى لو فعل لن يصدقوه .. لأنهم مع الأسف يدركون جيداً مدى عبقريته .. وسيفهمون أنه يخدعهم وحينها لن يرحموه ..
    لكنه يعود فيشيح وجهه إلى الجهة الأخرى بنوع من الرعب والتأثر .. ثم يتساءل بتردد شديد إذن فهل يخبرهم من هو ..
    لكن رغماً عنه يسمع صوت شبح ضميره الذي ماتمنذ سنين يخاطبه ويسأله على نحو موجع .. هل يخبرهم أن عدوهم الذي يريدونه حياً أو ميتاً هو صديق عمره .. وأيامه الجميلة الماضية..؟؟ هل يخبرهم أنه توأم روحه التي فارقته منذ أن فارقه ولم تعد إليه ؟؟هل يخبرهم أنه قرينه في العبقرية والموهبة الذي رفض أن يرافقه طريقة داهساً دينه وأخلاقه ومبادئه مثله ؟؟ هل يدعهم يقتلون الإنسان الوحيد الذي احترمه بكل معاني الكلمة وطالما حدثه عقله الباطن بأنه يا ليته كان يمتلك شجاعته وإيمانه ليتخذ بها قراراً صعباً إلى درجة المستحيل كالذي أتخذه صديقه وهو مازال فتى دون الخامسة عشر؟؟ ..
    ثم تلمع عينيه بدموع قد نسيت خلايا عينه كيفتتكون ؟؟ وهو يتساءل هل يحمله على ذراعه لينقذ حياته .. ويحمل هو اسمه إلى هؤلاء ليفتكوا به بلا رحمه .. ؟؟؟؟؟
    أمسك رأسه من شدة التفكير وهو يشعر أنها تكاد تنفجر ..
    *********
    في مكتب رئيس مجلس إدارة الشركة العملاقة .. جلس (مارتي) على المقعد الذي أمامه بينما تحدث الرجل إليه باحترام و تقدير شديدين ..
    بروفسير كيمتال: OH!! لاربي .. بالتأكيد لا أمانع ..
    ثم يردف بمرح : إنني لا أكاد أتذكر متى آخر أجازة أخذتها يارجل .. هل تعرف ..أني أعد في ميزانية الشركة بند لإهلاك الآلات لكني لم أفكر يوماً في أن أعد بنداً لاستهلاكك أنت مع أنك عن حق تعمل أكثر منها وبتواصل بلا انقطاع ..
    ثم علت ضحكة المدير مداعبه ثم أردف بجديه وود : سأرسل لك شيكاً خالياً من الأرقام لتحدد فيه المبلغ الذي تحتاجه للأجازة التي أرجو أن تستمتع بها عزيزي مارتي ..
    أبتسم مارتي بشيء من الود .. ثم أردف بجدية : لقد كلفت فريقي بالأعمال التييتعين عليهم القيام بها أثناء سفري لأنني سأقضي أجازتي بعيداً عن الولايات المتحدة .. و..
    قاطعهالرجل بود : OH!! مارتي .. ماذا تقول ؟؟ أنا لا شأن لي بفريقك .. هل جننت لأتابع أو اعدل على عمل فريق مارتي لاربي .. إنهم أساتذتي أنا شخصيا يا رجل ..
    نهض مارتي باسماً باحترام .. وصافح الرجل بحرارة وغادره شارداً إلى حد ما ..
    *********
    في المكان الخطير.. رفع رجل الجهاز الأمني الخطير حاجبيه بشيء من الاندهاش بدهاء .. وهو يستمع إلى حديث (مارتي) ..
    ثم تحدث بنوع من الخبث : عفواً سيد لاربي .. هل لي أن أسألك عن سبب الأجازة المفاجئة ؟؟
    مارتي ببرود وثقة مستفزة : سيدي هل من المحظورات الأمنية أن ينال عالم أجازة بعد 6 سنوات لم ينل فيهما ساعة راحة واحدة ؟؟
    المرأةبلطف وخبث : بالطبع سيد لاربي هذا من حقك .. كل ما في الأمر أن السيد جون مندهش من توافق توقيت الأجازة مع انشغالك الشديد بأبحاثك العلمية التي ستتقدم بها لجائزة نوبل ..
    قاطعها مارتي بخبث وثقة : عفواً سيدتي الحسناء .. تقصدين توافق الأجازة مع المهمة التي كلفتموني بها أليس كذلك؟؟
    تبادل الثلاثة النظرات بدهاء ثم تحدث الرجل الثاني بلباقة فائقة ولهجة من الود : سيد لاربي إننا لا نسعى للضغط عليك أو تقييدحركتك .. وأعتقد أنك تعي جيداً أهميتك بالنسبة لنا جميعا وتستوعب أنك كنز نادر لا يمكن أن نخسره بأي حال من الأحوال كل ما في الأمر أننا نريد أن نطمئن عليك ..
    مارتي بابتسامه ساخرة وهادئة : إن حالتي النفسية شديدة السوء بسبب انخراطي الجنوني في العمل منذ سنوات طويلة لم أعرف خلالها معنى للراحة .. وطبيبي النفسي قد حذرني منأن أصاب بمصير العباقرة .. انشقاق في المخ أو غيره من الإمراض العصبية الخطيرة التي تنجم عن شدة التركيز المتواصل بهذه الصورة الجنونية .. وأمرني وبحزم أن أعطي نفسي أجازة أنسى خلالها تماما كل ما له أي علاقة بالبحث أو التركيز أو العمل .. وكنت قدتجاهلت نصيحته الطبية هذه إلا أنني بالأمس ومع قراءتي للسطور الأولى من أعمال ذلك العبقري العربي .. شعرت بشيء من التعب الشديد .. والدوار وأصبت بصداع فتاك جعلني أتذكر تحذيرات طبيبي النفسي الذي بالتأكيد تعرفونه و تعرفون متى آخر زيارة كانت مني لعيادته ..
    ثم يردف بخبث : هذا إن لم تكونوا على علم بكل ما قلته منذ قليل ..
    أبتسم الرجلين والمرأة بشيء من الارتياح لكلام مارتي الذي وافق معلوماتهم تماماً .. تحدثت بعدها المرأة إليه برقة شديدة : سيد لاربي نتمنى لك أجازه سعيدة ..
    بينما أردف الرجل الآخر بمرح وثقة : أرجو أن تلتقط لي صورة لمومياء الملك حتسبشوت أنني مولع به..
    ابتسم مارتي بغير اندهاش : ليس غريباً أن تكونوا قد علمتم بأني سأقضي الأجازة السياحية بمصر مع أني لم أحجز التذكرة إلا منذ ربع ساعة من جهاز موبايلي وأنا فيسيارتي أمام المبنى ..
    الرجل الآخر بثقة مؤكداً بابتسامة ودودة : سيد لاربي .. لو نكن كذلك .. لما بقيت هذه الدولة ..منذ قرون بعيده ..
    هز مارتي رأسه باسماً ومتفهماً وغادرهم بعدمصافحة حارة
    *************************
    يـ تـ بـ ع
    بقلم / يوجين مصطفى
    professional_Eh
    professional_Eh

    عضو ذهبي


     عضو ذهبي


    رقم العضوية : 289
    تاريخ التسجيل : 29/11/2008
    العمر : 42
    عدد المساهمات : 1711
    البلد : لو سألتك انت مصرى هتقولى ايه ؟؟ اوعى تغلط بس
    نقاط التميز : 11580
    السٌّمعَة : 39
    الأوسمة : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ffd3680cfa

    عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ff3146877d
    أهم مواضيعي : لقراءة أهم مواضيعى إضغط هنا .. اقرأ وتكفينى ابتسامتك

    المزاج : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة 8010
    النادي المفضل في مصر : الأهلى
    النادي المفضل عالميا : برشلونة
    SMS : Start of Something New

    GMT + 3 Hours الحلقة التاسعة

    مُساهمة من طرف professional_Eh الإثنين 12 يناير 2009, 1:25 am

    (9)
    في عاصمة مصر - القاهرة
    في موقع بناء فخم مازال تحت الإنشاء .. بأحد أحياء القاهرة الحديثة الإنشاء .. وقف المهندس المصري الشاب مرتدياً خوذته المعدنية .. وهو يستمع إلى حديث مقاول البناء .. وقد ارتسم على وجهه الوسيم أمارات من الفهم الشديدة وابتسامه دهاء وعبقرية نادرة ..
    ثم ارتفع صوته تدريجياً بالضحك متهكماً اندهش المقاول الخبيث من ضحك المهندس وخاطبه بذهول : عدم المؤاخذة يا باشمهندس .. هو أنا بلا أفيه قلت حاجه تضحك؟؟
    المهندس الشاب بثقة باسماً : لا يا حاج ..لاسمح الله .. أنا عدم المؤاخذة برضوه ما بضحكش على كلامك .. أنا بضحك على واحدبلدياتي .. أفتكر نفسه حدق وعايز يضحك على معتصم التاجي ..
    الرجل باندفاع : لا يا باشمهندس أنا..
    قاطعه معتصم بأسلوبه المميزة .. رافعاً ذراعه ومطوقاً بها رقبة الرجل بود مفتعل وتحدث إليه باسما بلطف مستفز وهو يتحرك معه متمشياً في موقع البناء : يا حاج رياض .. لو عايزني أقولك كام حبة رمل نقصت بالظبطمن وردية امبارح لحد النهارده ؟.. وراحت على فين ؟ وأستلمها مين؟ .. واتعمل بيها إيه؟ حقولك وبالأرقام .. هه؟؟ فاهمني يا .. يا حاج ؟؟
    ثمأنزل ذراعه ببطء وتحدث إلى الرجل بجدية وحزم : يمين بالله العظيم .. إذا اللي حصل النهادرة ده أتكرر مره واحدة بس كمان .. لأخليك تندم على اليوم اللي اشتغلت فيه في كار المقاولة ده كله ..
    الرجل بتردد وشيء من الخوف : يا باشا أنا ..
    قاطعه معتصم بانفعال وصوت مرتفع وثقة شديدة : أنا مش باشا .. أنا باشمهندس .. ومش حرامي .. وبيتهيألي إن اللي اتعاملوا معايا قبلك حكولك مش كده؟؟ بس تلاقيك ما صدقتش .. علىالعموم لو ما كنتش مصدق يا ريت تخطف رجلك لأبو زعبل .. تعمل زيارة سريعة كده لشويةرجاله حدقين قوي زي جنابك كده .. وهم حيفهموك كويس مين هو معتصم التاجي .. أخد لي بالك ..
    أدار الرجل عينيه ما بين الأرض وبين معتصم بنوع الغيظ المكتوم ..
    رفعمعتصم حاجبيه متسائلا بلطف شديد مستفز : أستنى الحاجة اللي نقصت الساعة كام بمشيئة الرحمن ؟؟
    الرجل بهدوء : بعد ساعة يا باشمهندس ..
    ربت معتصم على كتف الرجل بود مستفز : أيووووه.. تعجبني كده .. سلام عليكم ..
    ثم انطلق متابعاً عمله بأمانة ودقة شديدة وحرص .. حتى تنبه على صوت أحد العمال يناديه وهو يهرول في اتجاهه : يا باشمهندس معتصم .. يا باشمهندس
    التفت إليه بعيون ضيقه بسبب قوة أشعة الشمس : إيه يا حامد في أيه؟؟
    أقترب الرجل مهرولاً و بيده جهاز الموبايل الخاص بمعتصم وهو يرن : الموبايل يا باشا بقاله ساعة بيرن ويقفل ويرن بنفس النمرة فأنا خفت يكون حاجه خطيرة ولا حاجه قلت أجيبهولك يا باشمهندس ..
    معتصم بود وجديه : طيب يا حامد .. ألف شكر ..
    ثم تناول الموبايل ناظراً فيه فإذا رقم من القاهرة غريب عليه ..
    معتصم بجديه ولباقة : ألو .. إيه؟؟ معلش مش سامع .. علي صوت حضرتك شوية .. ولاأقولك .. خليك معايا ثواني ..
    ثم أتجه إلى مكتبه في الموقع وأغلق الباب ليستطيع أن يسمع بعيداً عن ضجيج ماكينات البناء ..
    معتصم بهدوء ولباقة : أيوة يا فندم مين معايا .. فندق إيه .. ؟؟ هيليتون ..!! .. أهلا وسهلاً .. خير؟؟ همم.. همم..يقضب حاجبيه بتعجب شديد : آه طبعا سمعت عنه .. أيوة حضرتك .. وأنا دخلي أيه مش فاهم بإنه نازل عندكم .. ؟؟ أنا !!!!!!!!!!! ..
    ثم يردف بتهكم لذيذ : آآآآه ..هو واضح إما أنه الأمر أختلط على ساعتك .. وإما إن ساعتك فاضي شوية وعايز تهزر مش كده؟؟ يا أستاذي العزيز .. عايز يقابلني أزاي وليه وأنا ماعرفوش خالص .. ولا هو كمان يعرفني .. أكيد في لبس تلاقيه إداكم أسم واحد غيري وأنتو أتلخبطم ..
    صمتقليلا منصتا ثم أردف باندهاش : أيوه اسمي معتصم عبد الكريم حسين التاجي .. مظبوط
    تنهد بشيء من الاندهاش والثقة .. وهو يستمع إلى باقي الحديث ثم أردف بثقة شديدة : إسمع أسمعني لو سمحت .. هو شخصية V.I.P على عيني وراسي من فوق .. بس ببساطة شديدة أنا ماعرفوش بصفة شخصية خالص .. وبيتهيألي كمان إن عمرنا ما اتقابلنا .. فلو كان يقصدنيأنا فعلا .. فيتفضل يجيلي هو .. طالما هو اللي عايز .. وساعتها حقابلوه أحسن أستقبال ..
    ثم يردف بنوع من التهكم المكتوم : ده مهما كان برضوه ضيف في بلدنا .. بس اللي اتعلمناه بقى أن الضيف بيبقى عارف حدوده كويس .. مش بيدخل البيوت ويحط رجل على رجل وينادي على أهلها يجولوا لحد عنده .. ودلوقتي متأسف .. مضطر أقفل مع حضرتك لأني ورايا شغل ..
    ثم أغلق الخط .. وشرد قليلاً باندهاش شديد .. ثم أردف محدثاً نفسه : سكران ده؟.. ولا مسطول ولا إيه ؟؟ أنا ناقص بلاوي؟؟
    *********
    أدار (معتصم) مفتاح شقته القديمة التي أعاد تأثيثها بعد وفاة والديه .. لتصبح عشه الهادئ الجديد هو وأسرته الصغيرة الجديدة .. أغلق الباب خلفه بنوع من الإعياء لكن سرعان ما تبدلت ملامحه ببطء إلى ابتسامة نشوة هادئة لاستنشاقه لرائحة الطعام الشهية الرائعةأتجه بسرعة إلى المطبخ ليجد زوجته الشابة الرائعة تتابع بعناية وحرص نضجالطعام .. في هدوئها ووداعتها المعهودة ..
    ابتسم بنوع من الإعجاب الشديد وبنبرة من الشوق تحدث إليها بلطف: حرام عليكي يا سارة .. والله أنا بيصعب عليه الجيران اليبيشمو ريحة الاكل الي تهبل دي ..يوماتي !! ..
    التفتت إليه بابتسامه رائعة .. ثم أردفتبمرح رقيق : خلاص .. ابقى بعد كده اشتري كميات أكبر ..ونطبخ للجيران بالمرة معانا ..
    أردف بسرعة ممازحاً : آه .. وماله.. وبالمرة كمان أبقى أعدي على المحكمة في سكتي علشان أشهر إفلاسي .. مش كده؟
    ارتفعت صوت ضحكاتها الرقيقة .. بينما أردف معتصم بشوق شديد و سرعة : فينالعيال ؟؟ وحشوني موت ولاد اللذينا دول؟
    هزت سارة رأسها بنوع من الضيق قائلة : إسكت يا معتصم ما تفكرنيش.. أحسن أنا خلاص .. كان حيجيلي مرستان في دماغي منهم .. طولالنهار مناقرة مع بعض .. ماهر يقعد يغيظ في صلاح .. وصلاح حمقي .. وعصبي بصورة ماتتخيلهاش .. وأنا سايبة شغلي في البيت وواقفة أحجز بينهم طول النهار لما دماغيأتقلبت .. أنا بس نفسي أعرف لما عاملين فيه كده وهم لسه في كي جي2 أمال دول لما يدخلوا ثانوي حيعملوا أيه .. أما بيتناقروا من دلوقتي بالطريقهدي؟؟
    ضحكمعتصم الذي كان يستمع إليها باسماً باهتمام ثم أردف مداعباً : حيجننونا .. إن شاء الله ..
    ثم تقلصت الابتسامة ببطء يسير لتصبح ابتسامه شبه حزينة ..
    ثم أردف بشرود غريب غامض كأنه يتحدث عن شخصين آخرين غير طفليه : هما كانوا طول عمرهم كده برضوه .. دايما يتناقرو..
    ثم تنبه إلى نفسه .. فأردف بمرح .. : أنا رايح لهم .. على ما تحطي الأكل ..
    *********
    على مائدة الغذاء اجتمعت الأسرة الصغيرة .. هزت سارة رأسها بشيء من الضيق وهيتقوم بوضع قطعة من اللحم أما معتصم بعد استماعها إلى حديثه عن يوم العمل ..
    سارة : يووه .. يا معتصم .. هو كل يوم ..؟؟ أنا مش فاكره مرة واحدة من يوم ما أتجوزنا .. ما حكيت ليش على خناقه جديدة حصلت في الشغل ..
    معتصم بود ومرح : أعمل أيه يعني يا حبيبتي ..؟؟ أبقى حرامي علشان أعجب الكل ؟؟ ما أنا لو كنت عايز أبقى حرامي كنت وفرت علىنفسي التعب .. وخدتها من قاصرها .. وسيبت التعليم .. واتفرغت للسرقة .. كان زماني بقيت شيخ منصر دلوقتي ..
    تدخل فجأة أحد الصغيرين في الحوار ببراءة شديدة : بابا .. أنا مش عايز أطلع مهندس..
    ضحك معتصم بحنان شديد : أمال عايز تطلع أيه يا عم صلاح؟؟
    صلاح الصغير ببراءة : عايز أطلع في التليفزيون .. زي خالو صلاح..
    تبدلت فجأة ملامح الأبوين .. إلى أسى شديد غامض .. وتبادلا نظرات من الشجن لم يفهم الصغيرين معناها .. وقد توقفا عن الأكل .. قرأ بعدها معتصم أحزان زوجته العميقة .. فأردف بنوع من الافتخار الشديد مخاطباً الصغير : وماله يا حبيبي لما تطلع زي خالو .. مفيش حاجة في الدنيا أعظم من اللي فيها خالو دلوقتي .. يا ريتني أنا أبقى زي خالك ..
    شهقت سارة بفزع غريب وبلا وعي وضعت يدها على فم معتصم .. لتمنعه من إكمال الأمنية !!!
    قبل يدها الموضوعة على فمه بحنان وحب شديدين وتنهد بعمق .. ثم تظاهربالمرح .. مغيراً مجرى الحديث : تصوري النهاردة حصلت حاجه غريبة جداً ..
    سارة بهدوء محاولة التجاوب معه للخروج من الحالة السابقة : خير .. يا حبيبي ؟؟
    معتصمباندهاش : تصوري إني فوجئت وأنا في الموقع بواحد بيتصل بيه على الموبايل يقولي إنهمن خدمة النزلاء في فندق الهليتون .. وأن الراجل العبقري بتاع البرمجيات اللى أسمه (مارتي لاربي) ده نازل عندهم .. وقال إيه أداهم أسمي أنا وعايزهم يتصلوا بيه ويطلبوامني أروح اقابلوه !!!!!!!!!!!!!!
    سارة باندهاش : بجد يا معتصم؟؟
    معتصم بابتسامة ساخرة : والله العظيم..
    سارة بتساءل : طب و قلت لهم إيه؟
    معتصم : ولا حاجه طبعاً .. أولا أنا واثق إنه في سوء فهم تلاقيه أداهم اسم واحد تانى وهم اتلخبطو ..
    سارة بتفكر : طب ما تروح تشوف في إيه .. مش يمكن عايزك أنت فعلاً
    معتصم بانفعال يسير : أروح فين يا سارة .. أولا أنتي عارفة مارتي لاربي ده مين ؟؟ ده اللي بيطور أسلحة الجيش الفتاكة .. اللي بننضرب بيها .. والكل بيقول عليه عميل للمخابرات الأمريكية والإسرائيلية كمان .. الله يلّعنه في كل كتاب .. ده أنا لو طلت أشرب مندمه مش حتأخر .. وبعدين حيطلب يقابلني بتاع إيه إن شاء الله ؟؟ كان بيلعب معايا كوره في مركز شباب الحلمية واحنا صغيرين؟؟ ..
    تدخل ماهر الصغير في الحوار ببراءة : بابا .. هو شكله إيه؟؟
    سارة بغضب يسير : قلت لك مية مرة يا ولد ما تتدخلش في كلام الكبار..
    معتصم بحنان باسماً : سيبيه يا سارة .. طالما اتكلمنا قدامه .. يبقى من حقهيتدخل في الحوار ويقول رأيه كمان ..
    ثم التفت إلى الصغير بحب ومرح : يعني .. حيكون شكله إيه يعني يا سي ماهر .. حتلاقيه خواجة بشعر أصفر وعيون زرقة ..
    سارة باسمة : أصفر إيه بقة .. قول أبيض..
    معتصم بشيء من الجدية والود : لأ.. ماأفتكرش .. أنا قريت عنه إنه شاب صغير في الثلاثينيات .. بس عبقرية نادرة جداً ..
    ماهر الصغير ببراءة شديدة : بابا .. هو إحنا ليه عنينا مش رزقه؟؟؟
    ابتسم الأب بحنان شديد ثم أجاب بافتخار أشد : علشان إحنا عرب يا ماهر .. عنينا سودا ..
    ثم أردف بحب : عارف زي مين ؟؟
    تدخل صلاح مشاكساً لماهر ليخطف منه الإجابة ببراءة شديدة : أنا عارف يا بابا .. زي سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ..
    ابتسم الأبوين بسعادة شديدة بالصغيرين وهمهما بإجلال بالصلاة على النبي
    - صلى الله عليه وسلم -
    *************************
    يـ تـ بـ ع
    بقلم / يوجين مصطفى
    professional_Eh
    professional_Eh

    عضو ذهبي


     عضو ذهبي


    رقم العضوية : 289
    تاريخ التسجيل : 29/11/2008
    العمر : 42
    عدد المساهمات : 1711
    البلد : لو سألتك انت مصرى هتقولى ايه ؟؟ اوعى تغلط بس
    نقاط التميز : 11580
    السٌّمعَة : 39
    الأوسمة : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ffd3680cfa

    عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ff3146877d
    أهم مواضيعي : لقراءة أهم مواضيعى إضغط هنا .. اقرأ وتكفينى ابتسامتك

    المزاج : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة 8010
    النادي المفضل في مصر : الأهلى
    النادي المفضل عالميا : برشلونة
    SMS : Start of Something New

    GMT + 3 Hours الحلقة العاشرة

    مُساهمة من طرف professional_Eh الأربعاء 14 يناير 2009, 9:50 pm

    (10)
    اقتربت (سارة) بحذرمن فراش (معتصم) .. أثناء نوم الظهيرة .. وهزته برفق وهدوء : معتصم .. معتصم .. معتصم ..
    بتثاقل وهو مازال غائب عن الوعي التام : هممم ..
    سارة برفق وهي تواصل هزه ليستيقظ : معتصم اصحى ..
    معتصم بصوت نائم متعب : إيه يا سارة في إيه ؟؟ المغرب إدن؟؟
    سارة : لأ .. لسه .. بس في واحد على التليفون مصمم يكلمك .. وبيقول إن في حاجة مهمة قوي..
    معتصم بشيء من الضيق : يوووه .. يا حبيبتي واحد إيه بس ؟؟ أنا قايلك ميت مره ما تصحينيش من نوم الظهر قبل المغرب بأي حال من الأحوال ..
    سارة بنوع من التفكر الشديد : أيوه بس آآآ؟؟ مش عارفة نبرة صوته بتقول أنه حد يعرفك كويس قوي .. بيتهيألي أنه صاحبك مثلاً ..
    اعتدل معتصم بشيء من الضيق والزهق المهذبين : صاحبي إيه بس ؟؟ هو أنا عاد لي أصحاب؟؟ ما انتي عارفة .. أي حد يقولك صحيه تصحيني على طول كده ؟؟ .. حرام عليكي يا سارة !! ..
    سارةبحنان شديد : معلش يا حبيبي .. علشان خاطري ..
    ثم أردفت باهتمام : اسمع اتكلم من السماعة في أوضة الصالون .. لحسن الولاد بيلعبوا في الصالة وقالبينها مرستان ..
    معتصم بهدوء : طيب اغسل وشي الأول على الأقل يعني ..
    انتظر (ماهر) أو (مارتي) على السماعة ودقاتقلبه تتسارع .. وأنفاسه تتلاحق .. يتساءل بخجل شديد وحنين أقوى من أن يحتمل : (( ترىهل حقا لم يبقى سوى ثوان ويسمع صوت صديق عمره ورفيق الأيام الجميلة الخالية ؟؟ترى كيف سيكون وقع نبرة صوته علي بعد مرور 20 سنه ؟؟ ترى هل سيعرفني ؟؟ أم أنه قد نسيني .. لن ألومه لو كان قد فعل .. فهذا أهون عقاب أستحقه .. ))
    سار (معتصم) ببطء وكسل في اتجاه غرفة الصالون التي لم تكن في الواقع سوى غرفته القديمة أيام الصبا .. تلك الغرفة التي طالما حدثه من شرفتها في لياليهما الجميلة .. داعبأحد الصغيرين في طريقه ثم تركه ليكمل لعبه السريع المرح ..
    دخل غرفة الصالون وأغلق بابها عليه .. وألقى بنفسه بنوع من الاعتياد الشديد على المقعد المجاور للتليفون .. ثم رفع السماعة بطريقة تلقائية جداً..
    معتصم : ألو.. ألو..!! ألو..؟؟؟
    تسارعت دقات قلب (مارتي) أو (ماهر) حتى بلغتذروتها .. (( يا إلهي !! إن عبقريته بجلالتها لم تستطع التنبؤ بوقع نبرة صوت صديقالعمر .. يا لها من لحظة ؟؟ يا له من شعور ..؟؟ لم أكن اعرف أن للحنين سواعد بهذة القوة تهز القلوب بهذا العنف الرهيب ؟ يا إلهي ؟؟ إن صوته لم يتغير .. مازال قوياً رخيماً .. يشع ثقة بالنفس مستمدة من إيمان وثيق بالله تعالى)) ..
    ارتسمتملامح من الاندهاش والتعجب التقليدية جداً على وجه (معتصم) ..الذي مال بجسده في اتجاه الهاتف ليتأكد من سلامة وضع فيشته التليفون .. لكنه توقف عن الحركة فوراً لاستماعه إلى هذه النبرة .. الحزينة الهادئة التي تشي بحنين لا أول له من آخر ..
    مارتي : أزيك يا معتصم ؟ ..
    تصلب (معتصم) في مكانه .. وقد ارتسمت ملامح يصعب وصفها على وجهه من عدمالاستيعاب أو القدرة على التصديق .. شعر أنه قد يكون غائب عن الوعي .. هربت منهبسرعة البرق كل الكلمات المفيدة التي تعلمها في حياته .. ظل كلاهما صامتا لعدةدقائق .. لم يشعرا كم كان عددها ..وكأن حسابات الزمان قد توقفت عند هذه المكالمة ..
    وبعدصمت عميق دام لدقائق .. استطاع (مارتي) أو (ماهر) استجماع شيء من تركيزه بصعوبة .. وبنبرة من الجدية محاولاً التغلب على الحنين العنيف : معتصم أنآآآ .. أنا لازم أشوفك ..في مسألة في منتهى الخطورة .. مسألة حياة أو موت ..
    أغمض (معتصم) جفنه وفتحه ببطء و بابتسامة تهكم حزينة وخفيفة .. ثم تحدث أخيراً بنبره من التعجب الحزين المؤثر : حياه أو موت !! ..
    أبتلع (ماهر) أو (مارتي) ريقه بصعوبة مغالباً حنينه ثم أردف بنوع من الجدية الهادئة : معتصم .. أنا قدامي أسبوع واحد أنهي فيه المسألة دى من غير خسائر .. أرجوك لازم أشوفك .. وبسرعة .. أنا تحركاتي مش ضامن أنها مش متراقبة .. ياريت تجيلي أنت .. حدد المعاد اللي أنت عايزه ..
    مط (معتصم) شفتيه بنفس التهكم الحزين المؤثر ثم أردف متسائلاً بنفس التعجب : متراقبة !!! أجيلك !!! انتآآآآ ؟ نسيت الطريق بتاع شارعنا للدرجة دي ..
    أغمض (ماهر) جفنه بتأثر شديد .. ثم أردف بصعوبة وجدية : معتصم .. أنا نازل في الهيلتون فيالجناح الماسي .. للـV.I.P’s ..
    اتسعت عينا (معتصم) بصورة مخيفة من هول الصدمة .. ولم يعد يستطيع أن يستوعبها بأي شكل من أشكالها .. ألجم لسانه تماما .. وكاد قلبه يقفز من بين ضلوعه من قوة الصفعة ظل صامتاً لوقت طويل ..
    أثار قلق (ماهر) أو (مارتي) .. الذي تحدث إليه بشيء من القلق : معتصم ..معتصم ؟؟
    أغمضمعتصم جفنه لثوان وفتحها وقد امتلأت بالدموع .. لكنه نجح بجدارة وصعوبة في أن لا يدعها تظهر في صوته قائلا ببطء وثقة وهدوء وتحفظ شديدين : انت طلبت مني أروح معاك الهليتون برضوه من 20 سنة وأنا رفضت .. والخدمة المتميزة بتاعة سيادتك اتصلوا بيه .. النهاردة .. وأنا بلغتهم ردي .. وأكيد بلغوه لسيادتك .. ثم مط شفتيه بثقة وبطئوأردف : المكالمة انتهت .. و أغلق سماعه الهاتف!!!
    أغمض (ماهر) جفنه في تأثر شديد .. وأغلق الهاتف ببطء وحزن شديدين واحتقار للذات بينما
    أغلق (معتصم) الهاتف بنفس الحزن .. لكن إلى جواره أسى عميق وحسرة تمزق القلوب .. رفع رأسه إلى سقف الحجرة .. متأملاً .. بعيون تملأها الدموع .. خيل إليه أن سقف الحجرة يدور ببطء تحول تدريجياً إلى سرعة أخذت تتضاعف وتتضاعف حتى لم يعد يستطيع متابعتها .. فأغمض عينيه بقوة .. ليتابع نفس الشريط السينما الذي بدأه مارتي في الولايات المتحدة منذ أيام ..
    ===================>>>
    *********
    في ملعب كرة القدم الواسع بمركز شباب الحلمية في نهاية أحد المباريات الودية بين الشباب .. انطلق (ماهر) يقطع الملعب بسرعة الصاروخ صارخاً بقوه ومرح صرخة الانتصاربعد أن انتهت المباراة بفوز فريقه الذي يلعب فيه هو وصديقيه الغاليين ..
    ماهر بمرح صاخب وهو يجوب الملعب بسرعة فاتحا ذراعيه : هآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ
    اتجه (معتصم) نحوه بنفس السرعة راكضاً بمرح وسعادة حتى قفز فوقه معانقا بحب وود شديدين ومهنأ بفوز الفريق بينما لحقهما (صلاح) وعدداً من لاعبي الفريق .. في مشهد ينطق بفرحة الفوز الجميلة .. بينما اتجه إليهما بغضب ودود رياضي أحد لاعبي الفريق الآخر ..
    اللاعب مخاطباً ماهر ومعتصم : والله العظيمما ينفع كده أبداً .. ده استهبال .. قلنا ميت مره أنتو الاثنين ما ينفعش تلعبوا في فريق واحد .. كده ظلم .. ما هو لازم حيكسب ..
    لاعب آخر من لاعبي الفريق المهزوم بغضب رياضي : واحد يلعب معانا .. وواحد يلعب عندكم .. إنما كده .. استهبال بجد!!! ..
    علق ماهر بنبره استنكار مرحة وهو ينهج من الركض : أنا ألعب ضد معتصم؟؟؟؟؟
    بينما أردف معتصم بلهجة نفي شديدة مفتعلة : وأنا لو لعبت في فريق ما فيهوشماهر .. يجيلي شد عضل ..
    اللاعب بغضب وضيق رياضيين : لا ده استعباط بقى .. مش لاعبين معاكم تاني خالص .. يلا يا ابني ..أحنا الغلطانين أصلاً ..
    بينما علق صلاح بصوت مرتفع ليسمعهما أثناء انصرافهما غاضبين : يا أبني واحنا بنعلب .. في نهائي كاس العالم ؟؟ يخرب بيت مخك المتربس!! ..
    *********
    عقد (معتصم) ذراعيه وقد ارتسمت ملامح منالضيق والغيظ الصامتين على وجهه وهو يستمع إلى حديث (ماهر) الذي رواه له أثناء قيام (ماهر) بغسيل وجهه ورقبته من أثر العرق من صنبور المياه العام الموجود بمركز الشباب عقب المباراة ..
    تحدث بعدها معتصم بنبرة من الضيق : جاية مصر هي وأبوها يهببوا إيه إن شاء الله ؟؟ ..
    ماهر بتلقائية وهو يتابع غسيل وجهه بقوه : عادي يا ابني سياحة .. إيه ؟ أنتمش عارف أنك في بلد بيجيها مخاليق ربنا كلهم من كل مله؟؟ ..
    معتصم باندفاع وسرعه وثقة : لأ عارف يا فالح .. بس بيتهيألي يعني إن المحروسة وأبوها ماعندهمش وقت يضيعوه في ركوب الجمال قدام الاهرامات ولا إيه؟؟
    ماهر بنوع من التهكم : آه .. جايه مخصوص علشاني مش كده ؟؟
    معتصم بانفعال : انت بتهزر .. أقطع دراعي ده من جدره لو ما كان كده ..
    ماهر بضحكه اندهاش عالية ودوده من القلب : يا أبني انت عامل زي ما تكون البت بتاعتي .. في إيه يلا ؟؟ انت بتغير عليا ؟؟ يخرب بيت كده !!!!! ..
    حرك (معتصم) فكه بنوع من الغيظ والضيق دون أن يفتح فمه .. ثم قذفه بعنفبالمنشفة الصغيرة التي كان يمسكها له أثناء غسيله لوجهه قائلا بغضب مكتوم : طب خذ نشف وشك ..
    ثم انصرف مندفعا بلا تحية .. بينما أرتفع حاجبي (ماهر) بذهول باسماً .. من قذفه المنشفة .. ثم استعملها بسرعة ولحق بصديقه مهرولاً ..
    ماهر وهو يهرول لاحقاً بمعتصم : ولا .. استنى يلا .. أنا نفسي مقطوع من اللعب .. يا معتصم أستنى بلاش شغل عيال بقى يا أخي .. اللاه؟؟
    توقف معتصم بضيق دون أن يلتفت بينما لحقه ماهر ووقف في مواجهته : جرى إيه يا معتصم ؟؟ يعني ما أبقاش أحكيلك حاجه تاني .. كل اللي قلتوه إنها جاية مصر سياحة هي وأبوها .. حصل إيه يعني للحمقة دي كلها هه؟؟ ولا أنت مش لاقي حاجه تتخانق عليها؟؟ ..
    زفرمعتصم بهدوء محاولاً السيطرة على انفعاله .. ثم رفع ذراعيه إلى كتفي ماهر بود وحرص شديدين: يا ماهر أفهم .. انت لو لفيت الدنيا دي كلها مش حتلاقي حد يحبك ويخاف عليك قدي ..
    قاطعه ماهر بحب يخفيه كالأطفال : عارف..
    ابتسم معتصم بود : طب أما أنت عارف بتزعل مني ليه أما تلاقيني خايف عليك؟؟
    ماهر بود وجدية : علشان مش لاقي أي مبرر للخوف ده !! ..
    معتصم بشئ من الغضب المكتوم : يا ماهر لو ماكنتش أخاف من دول ..حخاف من مين ؟؟
    ماهر باندفاع ودود : مالهم يا معتصم ؟؟ اللاه يا أخي!!!!!.. مش بني أدمين زينا ولا دول من آكلي لحوم البشر؟؟
    صمت معتصم بغضب مكتوم ثم أردف بهدوء ولهجة مميزة جداً : أيوة ..من آكلي لحومالبشر .. و يمكن الملايكة لو طالوا..
    أخفض ماهر رأسه متفهما ما يعينه صديقه .. وزفر بضيق دونتعليق
    *********
    يـ تـ بـ ع
    بقلم / يوجين مصطفى
    professional_Eh
    professional_Eh

    عضو ذهبي


     عضو ذهبي


    رقم العضوية : 289
    تاريخ التسجيل : 29/11/2008
    العمر : 42
    عدد المساهمات : 1711
    البلد : لو سألتك انت مصرى هتقولى ايه ؟؟ اوعى تغلط بس
    نقاط التميز : 11580
    السٌّمعَة : 39
    الأوسمة : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ffd3680cfa

    عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ff3146877d
    أهم مواضيعي : لقراءة أهم مواضيعى إضغط هنا .. اقرأ وتكفينى ابتسامتك

    المزاج : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة 8010
    النادي المفضل في مصر : الأهلى
    النادي المفضل عالميا : برشلونة
    SMS : Start of Something New

    GMT + 3 Hours الحلقة الحادية عشر

    مُساهمة من طرف professional_Eh الجمعة 16 يناير 2009, 11:43 pm

    (11)
    في غرفة (ماهر) حوالي الساعة الواحدة ليلاً .. جلس (ماهر) أمام شاشة الكمبيوتر .. بينما وقف خلفه (معتصم) منحنياً على رأسه من الخلف ومتابعاً للحوار الذي يدور بينه وبين (د.آنا) ..بعيون تشع دهاء و تفهماً ..
    أسند (ماهر) رأسه إلى ذقنه متفكراً في ما قرأه ثم رفع رأسه بنظرة جدية مميزة إلى (معتصم) .. الذي ابتسم بتهكم ودهاء شديد .. ثم أردف بهدوء وثقة تحولت تدريجياً إلى انفعال شديد : علشان أما أقولك حاجة .. ماتبقاش تقاوح .. وخلاص .. أتفضل يا سيدي .. واحده لسة واصلة النهاردة العصر بعد رحلة طيران 22 ساعة .. صابحة زي المجنونة الساعة واحده بالليل تقولك عايزة أقابلك بكره .. انت عارف ده معناه إيه ؟؟ دي ماناميتش ساعتين على بعض ترتاح من السفر .. حتعمل كل ده ليه فهمني .. أديني مخك ده كده وفهمني ..
    لم يجد (ماهر) أي إجابة مقنعة ليقدمها لمعتصم هو شخصياً كان غير قادر على الفهم أو التفسير لما يحدث ..
    تنبه على صوت (معتصم) الذي قرأ رداً آخر منها أثناء شرود ماهر : اتفضل يا بيه جاوب .. بتقولك إديني رقم تليفونك ؟؟
    تنبه (ماهر) إلى العبارة المكتوبة .. ثم هم بالرد لكن (معتصم) وضع يده على يديه بعنف : انت حتهبب إيه؟؟ ما تستنى شويه لما نشوف إيه حكاية البلوة دي .. إيه ما صدقت ؟؟ إحنا عارفين وراها أيه .. مش يمكن توديك في حديد .. اهرب منها بأي طريقه دلوقتي قلها عايز أنام .. تعبان ..أي بلا أزرق فوق دماغها ..
    تنهد ماهر متفكراً .. ثم كتب لها بالانجليزية طبعاً أن جدته تناديه لأمر ضروري جداً وعليه إنهاء الحوار فوراً ..
    تبادل كل من ماهر ومعتصم نظرات الذهول الشديدة ..لقرائتهما لردها العجيب :
    (أرجوك عزيزي .. حدد لي الآن متى أستطيع رؤيتك )
    هز (معتصم) رأسه متفهماً ثم جذب كرسي وجلس إلى جوار (ماهر) ببطء قائلا بجديه : شكلها كده والله أعلم حتبقى ليله قلق من أولها ..
    انتهت المحادثة الساخنة بينه وبينها تلك الليلة قرب الرابعة فجراً .. التفت بعدها (ماهر) الى معتصم ..الذي هز رأسه بحسره وضيق من صديقه : ما فيش فايدة .. عرفت توقعك برضوه زي الجردل .. يعني حتروح لها برضوه يا ماهر ..
    ماهر بتردد محاولاً إرضاء صديقه بأي طريقة : يا معتصم مالك بس يا أخي ؟؟ يعني هي حتآكلني؟ ..
    معتصم بجديه وانفعال : آه حتآكلك يا ماهر .. ارتحت ..
    تنهد ماهر ببطء ثم أردف بجدية وإصرار : أقولك ما تيجي معايا ؟؟ ..
    معتصم بتعجب ساخر : نعم يا اخويا؟؟؟؟ ..
    ماهر بسرعة : أنا بتكلم بجد .. فيها إيه يعني .. حتى على الأقل تتعرف عليها يا أما تغير رأيك فيها يا أما تبقى متأكد منه ..
    نهض معتصم ببطء وثقة : أنا متأكد من غير ما أروح في أي حته .. عن أذنك ..أنا نازل أصلي الفجر ..
    *********
    في نهاية اليوم التالي .. جلس (معتصم) على أول سلالم العمارة حتى الساعة الثانية عشر في انتظار عودة صديقه من اللقاء المريب .. حتى كاد يجن جنونه قلقا عليه .. ثم تنبه أخيراً على صوت خطواته البطيئة قادماً من بعيد .. نهض (معتصم) بقلق شديد .. بينما أقترب (ماهر) الذي كان يسير ببطء وشرود عميق كانا باديين عليه .. رفع رأسه إلى (معتصم) فأدرك أنه كان ينتظره .. أقترب منه حتى أصبح في مواجهته تماماً ..
    معتصم بجدية واهتمام : كنت بتعمل إيه كل ده ؟
    ماهر بشرود واندهاش غامض : بعد الضيافة .. والترحيب والغذاء.. والحوارات التقليدية معها هي وأبوها .. سألتني أسئلة كثيرة قوي ..بس آآآ .. !!!
    معتصم باهتمام شديد : بس إيه؟؟
    ماهر بتفكر : أسئلة غريبة قوي .. لا هي اجتماعية ولا شخصية ولا حتى سياسية ..!! أسئلة .. !! أسئلة كده .. زي ما تكون بتخاطب العقل وبس ..
    معتصم باهتمام شديد : فاكرها ؟
    ماهر بثقة : اتحفرت في مخي ..
    معتصم : طب قولها لي بسرعة ..
    ماهر : أقولهالك إيه ؟؟ كثير منها مينفعش يتقال باللسان .. يعني .. كان في منها أسئلة بتعتمد على رسومات .. أشكال .. ألوان حجات زي كده
    معتصم بتركيز شديد : إيه؟؟ بتقول أشكال ؟؟
    ماهر بتلقائية : أيوة ..
    معتصم بثقة : أطلع معايا بسرعة ..
    ماهر : إيه ؟
    معتصم بثقة : الست دي أخضعتك لاختبار ذكاء ..
    *********
    في غرفة (ماهر) وعلى مكتبه انتهى (ماهر) من كتابه كل الأسئلة في ورقة ..
    بينما جلس معتصم يقرأها بتمعن شديد .. ثم التفت إليه ..
    معتصم : جاوبت على الاسئلة كلها؟ ..
    ماهر بجديه وثقة : أيوة .. وبسرعة ..
    معتصم : خدت وقت قد إيه؟؟
    ماهر بتفكر : مش متأكد بس تقريباً عشر دقايق أو أكثر دقيقه .. دقيقتين .. كده ..
    ثم يردف باندهاش شديد : لكن!!!!!
    معتصم باهتمام : لكن أيه؟؟؟
    ماهر بتفكر : مش عارف .. لما كنت بجاوب .. كانت في حاجه غريبة باينة على وشوشهم هي وأبوها .. زي ما يكونوا اتخضوا .. خافو .. مش مصدقين .. حاجه زي كده ..
    معتصم باندهاش: مش مصدقين إيه بالظبط؟؟
    ماهر بنوع من الإعياء الذهني : ما اعرفش ..ما أعرفش .. أنا مش فاهم حاجة .. بس مش قادر أوصف لك كانوا بيبصوا لي إزاي حسيت وأنا جاي أمشي إن عنيهم كانت حتطلع عليه ..
    ثم أردف بشيء من الخوف والقلق : معتصم ممكن تجاوب على الأسئلة دي .. أنا عايز أطمن .. أنا مش فاهم هما كانوا عاملين كده ليه؟؟
    صمت (معتصم) بتوجس شديد وشرع في الإجابة التي علم من ماهر أن (آنا) اشترطت عليه أن لا يستعمل أي ورقة أو قلم في الإجابة عليها ..
    لكنها لم تفصح له عن زمن الإجابة الطبيعي عليها ..
    *********
    في أحدى الأجنحة الفاخرة بفنق الهيليتون جلست (آنا) تلك المرأة الخبيثة مع والدها ..
    وقد ارتسمت عليهما علامات مخيفة من الذهول والاندهاش .. ثم تبادلا النظرات ..
    تحدثت بعدها إلى والدها بهدوء : ما رأيك ؟؟
    البروفسير لاربي ترون بجدية شديدة : إنها معجزة .. لا أستطيع أن أصدق ..
    (آنا) بابتسامه فرح خبيثة : إنها ماسة شديدة الندرة وسط مستنقع .. لم يكتشفها قبلنا مخلوق
    لاربي ترون : أنا شخصياً لم أسمع في حياتي من قبل عن مخلوق أستطاع إجابة الأسئلة في نصف الزمن المخصص للإجابة .. وبهذه السرعة لكل سؤال على حدى
    (آنا) بنوع من الانبهار المخيف : 260 درجة !! يا إلهى .. إن أحداً لم يحققها من قبل في العالم .. أنه ليس عبقريا فحسب..
    قاطعها الأب بصوت منخفض مخيف وشديد الثقة : إنه .. فوق مستوى العبقرية ..
    (آنا) بشيء من عدم التصديق : هذا وهو لم يتمرن في حياته أي تمارين ذهنية ..
    الأب بذهول : يستطيع أن يفعل هذا وقد عاش عمره في التخلف .. والتعليم العقيم..
    (آنا) : فكيف لو تم تدريبه بإمكانيات عالية ..
    الأب بثقة : سيصبح أسطورة .. لا تحدث إلا على مدار قرون طويلة .. ويمكن عدها على أصابع اليد الواحدة ..
    *********
    خمسة أسابيع تلك التي مرت ..على وجود (آنا) ووالدها في مصر .. لم يمضي فيها يوماً واحداً لم يلتقى (ماهر) بهما فيه من أول اليوم وحتى نهايته في جناحهما الفاخر بالفندق .. لساعات طويلة .. لم يعد هذا الاختبار هو الوحيد .. هناك عشرات غيره تم أجراؤها على (ماهر) .. منها ما أستطاع فهم هويته أو تصنيفه ومنها ما لم يستطع أن يفسر عن ماذا يكشف هذا الاختبار .. وفي كل مرة كانت نظرات الانبهار المخيفة تزداد بريقاً في عيني (آنا) ووالدها .. كأنهما قد عثرا على كنز من الماس ..
    وتضاعفت مخاوف (معتصم) حتى بلغت ذروتها .. لكنه لم يعد يستطيع أن يحمي (ماهر) الذي أصبحت (آنا) ووالدها مسيطرين على عقله بصوره ..لم يكن هو نفسه يتصورها أبداً ..
    حتى جاءت اللحظة الحاسمة التي غيرت مصيره تماما !!!
    ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    *************************
    يـ تـ بـ ع
    بقلم / يوجين مصطفى
    professional_Eh
    professional_Eh

    عضو ذهبي


     عضو ذهبي


    رقم العضوية : 289
    تاريخ التسجيل : 29/11/2008
    العمر : 42
    عدد المساهمات : 1711
    البلد : لو سألتك انت مصرى هتقولى ايه ؟؟ اوعى تغلط بس
    نقاط التميز : 11580
    السٌّمعَة : 39
    الأوسمة : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ffd3680cfa

    عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ff3146877d
    أهم مواضيعي : لقراءة أهم مواضيعى إضغط هنا .. اقرأ وتكفينى ابتسامتك

    المزاج : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة 8010
    النادي المفضل في مصر : الأهلى
    النادي المفضل عالميا : برشلونة
    SMS : Start of Something New

    GMT + 3 Hours الحلقة الثانية عشر

    مُساهمة من طرف professional_Eh الإثنين 19 يناير 2009, 6:56 pm

    (12)
    في غرفة (معتصم) ظل واقفاً في مواجهة الشرفة من الداخل من خلف الزجاج .. ومولياً ظهره إلى (ماهر) الذي شرعفي حديث طويل دام لساعات و (معتصم) لا يتفوه بكلمة واحدة مكتفياً بالإنصات فحسب حتى انتهى (ماهر) تماماً من حديثه وصمت منتظراً رأي (معتصم)فيما سمعه منه على مدار أربع ساعات كاملة ..
    التفت (معتصم) ببطء إلى (ماهر) .. وظل مركزاً نظره في عينيه لدقائق .. تحدث بعدهابنبره من الهدوء الشديد متسائلا : عايز تسافر يا ماهر؟؟؟
    أطرق (ماهر) رأسه للأرض بشيء من الضيق ثم رفعها إليه كأن شيئا لم يكن : فيها إيه ؟؟ فرصه و جات لي لحد عندي .. تعليم على أعلى مستوى .. وحياة مرفهة .. دخل ثابتأبويا وأبوك لو عاشو عمرهم كله يشقو ويتعبو عمرهم ما حيجبو اللي حيدوهولي في الشهر .. لمجرد إني حدرس عندهم بس ..... و....
    وهم أن يتابع المزايا المبهرة لكن (معتصم) قاطعه بحزم وهدوء ..
    معتصم : بكام؟؟؟ حيعملو كل ده ..بكام ؟؟
    ماهر بشئ من التفكر : ما قلت لك إنها منحة عندهم للعباقرة ..
    معتصم بهدوء وثقة : سمعني تاني اللي قلته بالظبط يا ماهر ؟؟ (منحة عندهم) يعني هي منحة آه بس للي عندهم بس .. انت بقى حتاخذها كأنك من اللي عندهم مع إنك من عندنا .. بكام؟؟؟صمت ماهر بتفكر ثم أردف بجديه : قصدك إيه؟؟
    ابتسم معتصم بتهكم و دهاء شديدين : قصدي إنك خلاص حتبقى من اللي عندهم ..
    ماهر بود شديد واندفاع : انت بتقول إيه يا معتصم .. أنا لا يمكن ..أبداً في يوم من الأيام..
    قاطعه معتصم فجأة بغضب الدنيا وصوته يزأر في الغرفة : أنت تخرس خالص .. عمرك ما إيه ..هه؟؟ أنطق عمرك ما إيه؟ أقولك أناعمرك ما إيه .. عمرك ما حتعرف ترفع عينك في وشهم وتقول لأ .. لأ على أي حاجة وكل حاجة .. عارف ليه؟؟ علشان لو عملت كده .. حتطرد يا عربي يا متخلف يا حقير زي ما هم شايفينك .. منعندهم تاني ويرجعوك العالم الثالث اللي جيت منه حيعلموك انت ؟؟ .. انت حيعلموك ببلاش ؟؟..ليه ؟؟ .. بيفهمو في الإنسانية قوي ..؟؟ عندهم أخلاق ومبادئ قوي .. بيقتلو في المسلمين في كل حتة .. بيمرمطو بآدميتهم التراب .. حيكرموك أنت .. ليه ؟؟ ما سألتش نفسك ليه..؟؟
    ثم اقترب منه بعصبية شديدة وأمسك جمجمتهبكلتا يديه بقوه وهو يهزه ببطء تحول إلى عنف بعدها : شغل دماغك دي ..
    ثم تعالىصوت أنفاس (معتصم) على صوت كلماته وهو يتحدث إلى (ماهر) بابتسامة مجنونة وبسرعة مخيفه في النطق : دماغك دي ..هما عايزين دماغك دي وبس .. مش مهم البني آدم اللي شايلها من الأساس هما مش شايفين إنك بني آدم زيهم إلا إذا بقيت واحد منهم .. عايزين دماغك دي علشان يدمرونا إحنا بيها.. هي دي السلاح الجديد اللي حيحاربونا بيه ..
    شعر (ماهر) بفزع شديد من طريقة كلام معتصم وهزه العنيف لرأسه خاطبه بنوع من الفزع : سيبني يا معتصم .. سيب دماغي يا مجنون ..
    بينما تابع معتصم كلامه بنفس الانفعال الجنوني : مش حسيبك .. مش حسيبك تدمرنا ..
    ثم فجأة خفف تدريجياً من قوة القبضة علىجمجمة ماهر متابعا حديثه بحده أقل و بصوت متهدج من أثر دموع مريرة في طريقها للنزولقائلا ببطء مجاهداً للدموع : مش حسيبهم ياخدوك .. مش حسيبك تبعد عني .. مش حسيبك تنسانا .. أنا وجدتك وصلاح .. و .., و..
    ثم يردف بصعوبة شديدة وقد انهمرت الدموعبالفعل من عينيه : مش حسيبك تنسى ربنا ..
    ثم تحولت فجأة لهجته إلى رجاء أشبه بالتوسل ودموعه تجري في مسارها بلا توقف : ما تسافرش يا ماهر ..أرجوك .. علشان خاطري .. علشان خاطر صلاح .. علشان جدتك اللي محتاجه لك .. وحياة الأيام الجميلة اللي بينا وحياة عِشرة عمرنا .. ما تسافرش يا ماهر .. ما تسافرش ..أرجوك يا ماهر .. ما تسافرش ..
    تساقطط العبرات في صمت على وجنتي (ماهر) الذي كان يحس بصديق عمره جيدا .. ربمالم يدرك أو يقتنع بما قاله عن المبادئ والأخلاق و الدين لكنه كان ما يزال لديهوقتها قلب ينبض بالمشاعر الجميلة التي لم تعرف بعد التدمير للأبرياء ..لمصلحة القوة فحسب مسح (ماهر) الدموع من على وجنتيه ...
    ثم تابع حديثه بصوت متهدج : معتصم .. أنا كمان مش عايز أسيبك .. أنا عمري ماعشت لحظه من غيرك .. أنت كل حاجه في حياتي ..أخويا وأبويا وصاحبي .. لكن ..لكن ..
    ثم التفت بسرعة رافعاً صوته بشيء من الانفعال وهو ما يزال يبكي : لكن مش معقول أدفن مخي في التراب .. أرمي عبقريتي في صفيحة الزبالة علشان ناس عمرهم ما حيقدروها ..ولو حصل .. ما حيلتهمش علشان يصرفو عليها ويستخدموها .. افهمني يامعتصم .. حس بيه ..أنت الوحيد اللي ممكن يفهمني ..علشان ..علشان ..
    ثم يتابع بهدوء : علشان انت قرين عبقريتي .. أيوه .. انت جاوبت على الأسئلة في نفس الزمن بالظبط اللي أنا جاوبت عليه فيه وبنفس السرعة ..
    ثم يردف بابتسامه الممني لصاحبه : تعالى معايا يا معتصم .. أنا أقدر أأثر على آنا وأبوها .. وحيسعموا كلامي لما يعرفوا الحقيقة .. لما يعرفو إنهم فازو باثنين عباقرة مش واحد .. تعالى معايا .. ونفضل زيزمان طول العمر مع بعض .. أنت عبقري وموهوب في الكتابة .. هناك حيقدروك .. حتعيش حياة تانية خالص .. وحنفضل سوا .. سيبك من الكلام الأهبل اللي قلتوهولي من شويه ده .. عيش لنفسك وبس .. اللي بتحكي عنهم دول لو واحد فيهم ربنا ادالو مخ زي مخك .. عمره ما كان حيردد زيك الشعارات الهبلة دي .. اسمع كلامي يا معتصم .. اسمع الكلام ..
    لم يستطع (معتصم) إمساك أعصابه أكثر .. فاندفع إلى ماهر ودفعه للوراء بعنف في اتجاه باب الغرفة دفعه جعلته يرتطم بالجدار بقوة ..
    وصاح فيه بعصبيه محاولاً السيطرة على دموعه :
    غور .. يالا من وشي .. مش عايز أشوفك تاني .. أنت فاهم .. بره .. اطلع بره ..
    ظل (ماهر) واقفاً ينظر إلى (معتصم) باشفاق لإدراكه التام أنه لم يجن جنونه بهذه الصورة إلا من شدة حبه له .. فأراد أن يترك عينيه تودعان ملامح (معتصم) لثوان أخرى قبل سفره .. برغم من طرده له .. حتى تنبه على والداي معتصم يدخلون الغرفة .. صارخين في (معتصم) بغضب علىتصرفاته الجنونية مع صديقه وجاره ومحاولين الاعتذار لماهر .. الذي ظلت عينيه معلقتين بعيني (معتصم) .. ثم انصرف ببطء بلا كلام ..
    *********
    يـ تـ بـ ع
    بقلم / يوجين مصطفى
    professional_Eh
    professional_Eh

    عضو ذهبي


     عضو ذهبي


    رقم العضوية : 289
    تاريخ التسجيل : 29/11/2008
    العمر : 42
    عدد المساهمات : 1711
    البلد : لو سألتك انت مصرى هتقولى ايه ؟؟ اوعى تغلط بس
    نقاط التميز : 11580
    السٌّمعَة : 39
    الأوسمة : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ffd3680cfa

    عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ff3146877d
    أهم مواضيعي : لقراءة أهم مواضيعى إضغط هنا .. اقرأ وتكفينى ابتسامتك

    المزاج : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة 8010
    النادي المفضل في مصر : الأهلى
    النادي المفضل عالميا : برشلونة
    SMS : Start of Something New

    GMT + 3 Hours الحلقة الثالثة عشر

    مُساهمة من طرف professional_Eh الأربعاء 21 يناير 2009, 9:13 pm

    (13)
    في مطار القاهرة أمام إحدى بوابات العبور الجمركية التي يختفي بعدها المسافرين وقفت (جدة ماهر) باكية ومستندة إلى صديقه (صلاح) الذي رافقها لتوصيله إلى المطار .. عانق (ماهر) (صلاح) بقوة الذي بسذاجته وسجيته المعتادة انفجر في البكاء في المطار وهمس بحب وطيبه في أذن ماهر وهو معانقه باكياً : ولا.. يا ماهر .. حتبقى تيجي تحضر فرحي يلا .. أصلك بترقص حلو قوي ..
    لم يستطع (ماهر) أن يحبس دموعه التي بللت كتف (صلاح) .. لكنه تماسك بسرعة .. تاركاً صلاح .. ثم أكب على يد جدته يقبلها .. وقد ألجم البكاء لسانها فلم تستطع حتى أن تسمعه عبارات الوداع التقليدية أو تدعو له بالحفظ أو السلامة ..
    رفع (ماهر) بعد ذلك رأسه وأدار عينيه في المكان باحثاً عنه .. لكنه لم يجده .. فاستدار متجهاً إلى (آنا) ووالدها اللذان كانا ينتظرانها بعيون باسمة سعيدة ظافرة غانمة .. عبر (ماهر) بوابة الجمرك .. وسار من خلف حاجز زجاجي نظر من خلاله إلى (الجدة) و (صلاح) النظرة الأخيرة قبل أن يختفي عنهما .. لكنه توقف فجأة وقد انهمرت الدموع من عينيه بقوة .. عندما لمح (معتصم) واقفاً من بعيد في هدوء وصمت ودموعه تنساب بتلاحق سريع على وجنتيه دون كلام سوى نظره عتاب وحنين شديدة القسوة ..
    ظل (ماهر) متصلباً في مكانه يبكي بحرارة .. لم يكن يدرك أنه لا يودع بهذه الدموع صديق عمره فحسب ..لآ .. لقد كان يودع كل شيء جميل عرفه في حياته .. كان يودع عهد الإنسانية والرحمة .. بلا عودة .. كان يودع (ماهر) الإنسان للأبد .. كانت هذه اللحظة هي لحظة موت ماهر المنصوري بلا رجعة ...
    ===================>>>
    *********
    انهمرت الدموع من عيني (معتصم) وهو مازال مركزاً بصره إلى سقف الحجرة .. بعد انتهاء شريط السينما البشري .. وقد استرجع الذكرى الحزينة بتفاصيلها المؤلمة كاملة ..
    تنبه فجأة على يد ناعمة تستقر على كتفه برفق وحنان وبحرص شديد تحدثت إليه سارة : معتصم !! أيه ده ؟؟ أنت بتعيط؟؟ أول مرة في حياتي أشوف دموعك في غير صلاة التهجد .. في إيه يا حبيبي حصل حاجة ..؟؟ حد جراله حاجه؟؟ ..
    تنبه (معتصم) الذي غاب عن العالم لساعات أن الساعة قد أصبحت منتصف الليل .. وهو غير شاعر بالعالم من حوله .. التفت إليها فإذا ملامح القلق الشديدة تكسو وجهها الجميل .. فمسح دموعه بجديه وتماسك .. وأبتلع ريقه ببطء ..
    ثم ربت على وجنتيها بحب و حنان قائلا: ما فيش حاجة يا حبيبتي .. ما تقلقيش ..أنا كويس .. أناآآآ بس تعبان شوية وعايز أستريح .. يا ريت تسيبيني لوحدي الليلة دي..
    سارة بحرص شديد : طيب مش حتقوم تنام جوه .. ؟؟
    معتصم بهدوء وشيء من الشجن : لأ أنا .. حنام في الأوضه دي الليلة دي ..على الكنبة .. معلش يا حبيبتي .. أنا حاسس أني لو نمت هنا حستريح أكثر .. ثم أردف بشيء من الشرود: أصلي من زمان قوي ما نمتش فيها ..
    صمتت سارة بقلق .. لكنها أردفت باسمه بحنان : على راحتك يا حبيبي ..المهم أنك تبقى مرتاح ..
    معتصم بود ولطف شديدين : متشكر .. تصبحي على خير ..
    سارة بابتسامه حزينة : وأنت من أهله .. ثم غادرته شاردة مذهولة ..
    لم يستطع (معتصم) الذهاب إلى عمله في اليوم التالي .. كانت الصدمة أكبر من أن يستوعبها .. كيف يستطيع أن يصدق أن حدسه لم يخطئ من 20 سنة ..؟؟ كيف يستوعب أن (ماهر) صديق العمر قد تحول إلى سلاح مدمر في أيدي أعداء الإسلام ..؟؟ هل (ماهر) حقا هو من يطور أسلحة الجيش التي تضربنا ؟؟ (ماهر) صديقي الذي أحببته بكل قلبي حتى ألصقت اسمه بإبني هو من يصمم برامج التجسس على المسلمين هو من يقتل الملايين من الأطفال الصغار الأبرياء من عمر (صلاح) و (ماهر) ولداي ؟؟؟ (ماهر المنصوري) صديق العمر هو الذي قتل صديقنا الثالث البريء (صلاح) ؟؟؟؟ كاد معتصم أن يفقد عقله طوال الليل وهو يفكر في كل هذا ..
    *********
    فتح السائق باب السيارة الفاخرة المخصصة للـV. I. P’s باحترام شديد لماهر أو (مارتي) في نهاية اليوم التالي .. إلا أن (مارتي) رفض أن يركبها مدعياً أنه يرغب في التمشية على النيل قليلاً .. وما أن أبتعد عن الفندق حتى استوقف سيارة أجره عادي وركبها ..
    تحدث إليه السائق بلغة إنجليزية ركيكة : to where يا خواجة ؟؟
    أجابه ماهر باللغة العربية بجديه وهدوء : أنا مش خواجة .. اطلع على الحلمية..
    التفت الرجل إلى الطريق بذهول .. واتجه إلى المكان المقصود ..
    *********
    وقف (مارتي) على أول درجات السلم متأملاً المكان الذي رسم الزمن تضاريسه عليه .. تحسس الترابزين ببطء وحنين شديدين .. وأضاء أمامه فجأة فلاش لمشهد واحد سريع لا يدري ما الذي ذكره به بالذات ..
    <<<===================
    إنه مشهد (ماهر) بالصف الأول الثانوي .. وهو يصعد السلم نفسه بسرعة متكفياً على وجهه وضحكاته الصاخبة الخبيثة تدوي في المكان هارباً من (معتصم) الذي يلاحقه بسرعة متوعداً له بود ومرح بتلقينه درسا لن ينساه على النكتة الوقحة التي أسمعه إياها رغما عنه ..
    ===================>>>
    ابتسم بحزن للذكرى البعيدة .. ثم واصل الصعود .. حتى توقف أمام نفس الشقة التي طرد منها بسبب الحب والحرص الشديدين عليه منذ 20 سنة .. ودق الجرس بحذر شديد ..
    فتح الباب بعد ثواني ليظهر له طفلين صغيرين دون السادسة من عمريهما .. ومتشابهين إلى حد يشي بأنهما توأم ..
    تفحصهما (ماهر) أو (مارتي) باهتمام وشيء من الحنان الصامت .. بينما سأله أحدهما ببراءة : مين حضرتك يا عمو ..؟؟
    صمت ماهر متفكراً لكن قبل أن يجيب تنبه إلى امرأة شابه ظهرت من آخر الصالة المواجهة للباب ونادت الصغيرين بشيء من الجدية والحنان وهي تتقدم نحو الباب : صلاح .. ماهر .. تعالو هنا ..
    خفق قلب (ماهر) بعنف الدنيا كله لاستماعه إلى أسماء الصغيرين .. وقبل أن ينصرفا من أمامه فوجئ بنفسه يمسكهما بقوه وحنان ويجثو على ركبتيه متفحصا لوجهيهما البريئين باهتمام شديد .. وبلا شعور ضمهما إليه ضمه قوية سريعة .. إلا أن ضمته القوية قد أفزعت الصغيرين منه .. فتملصا بسرعة هاربين والتصقا بأمهما في شيء من الخوف ..
    ربتت الأم بلطف على رأس الصغيرين وتركتهما متجهة إلى باب الشقة بلباقة ولطف بينما ارتفع (ماهر) من جثيته بلياقة شديدة وبطئ .. توقفت سارة أمامه صامته .. ثم تحدثت إليه : خير يا فندم .. حاضرتك عايز مين ؟؟
    ظل (ماهر) محملقا في وجهها باهتمام لثوان كأنما يستدعيه من الذاكرة .. سرعان ما كشفت له الذاكرة .. فاستنتج وحده من تكون وما الصفة التي جعلتها هنا الآن .. أخفض بصره بهدوء وسرعة ثم رفعه إليها قائلا بهدوء ولباقة : معتصم موجود لو سمحتي؟؟
    سارة بلطف باسمه باحترام : أيوه يا فندم ..أتفضل..
    دخل (ماهر) ببطء متفقداً المكان ..
    سارة بنوع من كرم الضيافة : اتفضل .. الصالون من هنا ..
    فإذا بها تشير إلى تلك الغرفة التي لم يكن يقصد من هذا البيت سواها في الأيام الخالية .. أتجه معها ببطء .. لكنه توقف فجأة أمام صورة متوسطه الحجم معلقة على الحائط في أحد الأركان تفحص الصورة بحنين غريب ..
    لقد كانت تجمع الثلاثة أصدقاء في سن الرابعة عشر .. إلى اليمين (ماهر) مرتديا جاكيته الجينز وفي عينيه ابتسامة خفيفة .. وذكاء حاد .. وإلى اليسار (معتصم) بابتسامته الواثقة وملامحه التي تشي بأدب جم وأخلاق فاضلة .. ويتوسطهما (صلاح) بابتسامته الساذجة الواسعة .. وقد طوق صديقيه بذراعيه بحب ومرح يكادا ينطقان من الصورة ..
    تنبه على صوت الزوجة الرقيقة ..تخاطبه ذاهلة : أتفضل ..
    تقدم معها إلى باب الحجرة .. طرقت عليها ببطء ثم فتحت بابها ..
    تعجب (ماهر) من أنها لم تستأذن زوجها أو تخبره أولا بأن هناك من يسأل عنه .. لم بفهم (ماهر) أن (معتصم) الذي لا تقل عبقريته عن عبقرية (ماهر) كان على ثقة من تلك الزيارة مما جعله يعتكف العالم في تلك الحجرة التي كانت آخر مكان جمعهما منفردين .. ويعطي زوجته فكره مسبقة أن زائر لا تعرفه سيأتي ليسأل عنه ..
    دخل (ماهر) الحجرة بتردد غريب جعل الزوجة تتوجس من ذلك الزائر المريب .. إلا أنه في النهاية تقدم ودخلها .. ببطء .. لتقع عينيه على ظهر (معتصم) الذي وقف نفس الوقفة التي وقفها من 20 سنه موليا ظهره لباب الحجرة ومتجها إلى زجاج الشرفة في صمت وسكون .. نظر إليه بحنين رهيب .. يا إلهي هكذا كان يبدو منذ 20 سنه .. لا شيء تغير .. ربما يكون ظهره الآن أعرض قليلا لكن سكونه وثباته مازالا كما هما .. تنبه على صوت باب الحجرة بغلق عليهما بعد مغادرة الزوجة ..
    تقدم إلى معتصم بخطوات بطيئة .. حتى أصبح خلفه بمسافة مترين تقريباً .. ثم توقف وقد تلاحقت أنفاسه بسرعة جعلت لها صوتاً مسموعاً .. تنامى إلى مسمع (معتصم) الذي بدا شارداً عن العالم من حوله ..
    ابتسم (معتصم) ابتسامه خفيفة حزينة متهكمة وهو مازال في نفس وضعه ثم تحدث بصوت هادئ قائلاً : غريبة .. أول مره ألاقي عبقري متوتر بالطريقة دي .. هدي نفسك يا بروفسير ..إحناآآآآ مش من آكلي لحوم البشر ..
    ثم استدار إليه بثقة وبطء لتلتقي عينيهما لأول مره بعد 20 سنة ..
    ظل كلاهما صامتا و متفحصا لوجه الآخر لدقائق طويلة .. كان كل منهما يفكر في نفس اللحظة بنفس السرعة .. في نفس العبارات .. (( مش مصدق إني شايفك قدام عينيه .. أعمل أيه ..؟؟ يا ترى المفروض أعمل أيه ؟؟ أخذه في حضني بكل قوة زي زمان..؟؟ نفسي أعملها .. عمري ما تمنيت أعملها زي دلوقتي .. بس مش قادر .. ))
    هذا مادار في ذهنيهما العبقري في نفس اللحظة ..
    !!!!!!!!!!!!!!
    *************************
    يـ تـ بـ ع
    بقلم / يوجين مصطفى
    professional_Eh
    professional_Eh

    عضو ذهبي


     عضو ذهبي


    رقم العضوية : 289
    تاريخ التسجيل : 29/11/2008
    العمر : 42
    عدد المساهمات : 1711
    البلد : لو سألتك انت مصرى هتقولى ايه ؟؟ اوعى تغلط بس
    نقاط التميز : 11580
    السٌّمعَة : 39
    الأوسمة : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ffd3680cfa

    عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ff3146877d
    أهم مواضيعي : لقراءة أهم مواضيعى إضغط هنا .. اقرأ وتكفينى ابتسامتك

    المزاج : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة 8010
    النادي المفضل في مصر : الأهلى
    النادي المفضل عالميا : برشلونة
    SMS : Start of Something New

    GMT + 3 Hours الحلقة الرابعة عشر

    مُساهمة من طرف professional_Eh الخميس 22 يناير 2009, 11:53 pm

    (14)
    أنهى (ماهر) هذا الصمت الطويل .. بخفض بصره للأرض لثوان .. ثم رفع رأسه إلى (معتصم) بابتسامه ودودة حزينة قائلاً : هي آآآ؟؟ هي المدام تبقى ... ؟؟
    قاطعه معتصم بهدوء باسماً بسخرية يسيره : هممم أيوه هي .. إيه؟؟ عايز تطمن على صدق تخمينك اللي خمنتوه من20 سنة؟؟
    تنهد (ماهر) بشجن وخجل يسير .. ثم أردف بود وهدوء شديدين باسماً : أنا سلمت على الولاد .. هم اللي فتحولي الباب ..
    ابتسم (معتصم) بتهكم هادئ قائلاً : طب والله كويس إن العيال سلموا على عبقري وهم لسه ما كملوش 6 سنين .. يا رتني كنت صورتهم علشان زمايلهم في المدرسة يصدقو ..
    تنهد ماهر ببطء وخجل من جديد .. ثم أردف بود شديد وهو يجاهد للتغلب على حنينه : انت اللي سميتهم .. صح؟؟
    أخفض معتصم رأسه .. متجاهلاً كم الحنين الرهيب الذي يعصف بقلبه .. لكنه رفع رأسه باسماً بسخرية لاذعة وعلق بهدوء : على العموم .. ملحوقة .. ممكن تردهالي أبقىآآآآآ .. صمم صاروخ عابر للقارات وسميه (معتصم6) ..
    ثم ضحك بسخرية لاذعة قائلاً : اسم بايخ مش كده ؟؟ يعني .. كفاية أنه عربي .. ماهو يعني مش معقول أن الصاروخ اللي بينضرب بيه محمد ومحمود ومصطفى وغيرهم يبقى اسمه معتصم .. دي حتى تبقى نكته .. إنما (لاربي) لايق أكثر صح؟؟
    زفر (مارتي) أو (ماهر) زفره خجل يسيره .. لكنه عاد من جديد يحاول التهرب من مثل هذا الحوار قائلا بنبرة من الامتنان : أناآآ .. عرفت إن جدتي فضلت في رعاية والدك لحد ما ماتت ..
    ثم تابع باسما بامتنان أشد : سمعت كمان أنك كنت بتقضي لها طلباتها كلها .. زيي وأحسن شوية ..
    أطرق معتصم رأسه بشيء من التواضع .. ثم رفعها قائلاً بود وعتاب مؤثر : آه فعلا .. اجتهدت على قد ما قدرت في أني أحققلها كل طلباتها .. ماعدا حاجه واحدة بس .. ما أقدرتش أحققها لها
    .. ثم أردف بحزن شديد : لما طلبت تشوفك وهي بتموت ..
    أطرق (ماهر) بتأثر وحزن شديدن .. ثم جاهد من جديد لرسم ابتسامة يسيره على وجهه..
    خاطب (معتصم) بود شديد صادق : وأنت عامل أيه؟؟
    اتسعت ابتسامة حزينة مؤثرة على وجه (معتصم) ثم رفع يديه وأنزلهما بتهكم يسير قائلاً : زي ما أنت شايف .. باشتغل مهندس مدني في شركة مقاولات كبيرة .. بس طبعاً ما تجيش حاجة يا فندم في الشركة العملاقة بتاعة حضرتك .. زوج للإنسانة اللي حبيتها .. أب للطفلين اللي شوفتهم .. يعني .. إنسان عادي جداً .. مفيش طفرات .. أو خوراق .. في حياتي مطلقاً ..
    ثم أردف باسما بسخرية لاذعة وهادئة : طبعاً أحوال حضرتك .. غنية عن التعريف .. علشان كده مش حسأل ..
    خفض ماهر رأسه بأسى يسير .. ثم رفعها .. متسائلاً بحرص وحنين شديدين : إزي صلاح ؟؟
    اتسعت إبتسامة حزينة مؤثرة إلى أبعد الحدود على وجه (معتصم) .. ولم يجيب لكنه تقدم خطوات قليلة من ماهر ليصبح أمامه مباشرة ثم تحدث إليه باسماً بحزن وتأثر شديدين :
    صلاح؟؟ صلاح أتقتل ..
    تحولت ملامح (ماهر) فجأة إلى فزع شديد ولمعت عينيه بدموع لم تنزل
    بينما تابع معتصم حديثه بهدوء : أسف ما أقصدش أنه أتقتل .. هو في الواقع .. أستشهد ..
    ثم أردف بابتسامة سعادة مصطنعة لاذعة : عارف إزاي يا بروفسير .. أصلوه .. كان مراسل التلفزيون المصري قطاع الأخبار في العراق .. الموقع اللي كان فيه أضرب ..
    ثم أردف بنبرة انبهار وسعادة جنونية مصطنعة : إنما إنضرب بحتة طياره يلا يا ماهر .. إنما إيه .. وهم .. خرافه ..!! .. بتطير في الجو من غير طيار .. لو نشنت على دبانة طايرة لازم تصيبها أصل اللي صمم البرنامج بتاعها واحد عبقري .. مفيش منه في العالم اثنين .. عارف أسمها إيه؟؟ إسمهاآآآآآآآآ (لاربي4) ..
    أقتضب حاجبي (ماهر) بتأثر شديد وقد فتح فمه في ذهول وفزع الغير مصدق وتساقطت الدموع من عينيه .. بينما تابع معتصم حديثه الساخر الجنوني باسماً بسعادة وانبهار مفتعلين : إنما ..قولي صحيح يا بروفسير .. هي الطيارة دي بتشتغل أزاي ؟؟
    ثم تابع ضاحكاً بجنون وهستريا : لا .. لا .. لا .. أنا مش عايزك تشرح لي التكنيكال بتاعها .. أصل أنا يعني واحد متخلف من العالم الثالث يعني .. يعني استحالة حأقدر أفهم الكلام الكبير اللي حضرتك حتقوله ..أنا بسأل على حاجه تانية خالص .. أنآآآ ..أنا بس كنت عايز أعرف ..
    ثم هدئت ابتسامته لتتحول تدريجياً إلى دموع مريرة وهو يتساءل ببساطة : كنت عايز أعرف ..هي أزاي بتقدر تنشن على الأبرياء وتحصدهم في جزء من الثانية بالبساطة دي ..؟؟ أزاي ؟؟ أزاي قدرت تنشن على إنسان ساذج .. طيب زي (صلاح) .. لابس لبس مدني .. ما عملش أي حاجة ؟؟ .. إزاي قدرت تخطفه من وسطنا في لحظة .. قبل ..
    ثم توقف مجاهداً الدموع .. ثم تابع بصعوبة شديدة :
    قبل فرحه بأسبوع واحد ...
    ثم تابع بنبره من الفرح المفتعل المؤثرة بقوة قائلاً : تصور !! تصور يا ماهر إن المرحوم كان عايز يعمل حاجه ساذجة قوي .. ما أنت عارفه الله يرحمه طول عمره كان على نياته .. تصور إنه كان بيقعد قدام النت يعمل search في سجلات المدنيين في أمريكا عن اسم (ماهر المنصوري) علشان يجيب الإيميل بتاعه ورقم تليفونه ..عارف ليه ؟؟ أصله كان عايز يعزمك على فرحه .. هاهاهاها .. تصور الساذج .. كان متخيل أنك ممكن ترجع بعد السنين دي كلها علشان تحضر فرحه ..؟؟ ما كانش يعرف ... ما كانش يعرف أنك مش فاضي تحضر فرحه .. لأنك كنت مشغول .. مشغول بتصميم برنامج الطيارة اللي حيتضرب بيها .. صح ؟؟ صح يا ماهر؟؟
    انتفض جسد (ماهر) بعنف من شدة البكاء .. وتساقطت الدموع بغزارة من عينيه وهو يستمع إلى تساؤلات (معتصم) الموجعة له .. وما تلاها من أنباء (صلاح) الأخرى وتذكر العبارة التي قالها له بسذاجه وطيبه في المطار وهو يودعه .. ولم يستطع أن يصمد أكثر فألقى بنفسه بقوه على أحد المقاعد بالغرفة وهو يبكي بلاوعي .. بينما شاركه معتصم البكاء الموجع .. وألقى بنفسه ببطء على المقعد المجاور .
    *********
    ... وبعد دقائق من البكاء الصامت من كلاهما .. تحدث (معتصم) بنبرة شديدة الحب والود والحنين والضعف قائلاً ببطء وأسلوب مؤثر : تعرف يا ماهر ؟؟ كثير بعد ما سافرت .. وأنا سهران بذاكر أو بصلي في الأوضة دي .. كان بيتهيألي أنا سامع صوت صفارتك جاية من البلكونة ..
    ثم يضحك بتهكم من نفسه ويتابع بألم شديد : تصدق إني كنت باجري زي العبيط على البلكونة كان بيتهيألي في كل مرة أني حأدخل الاقيك واقف في بلكونتك بالبيجامة .. وماسك السيجارة في أيدك .. أقوم .. أناكفك وأقولك (أنت مش حتبطل يلا الهباب ده ) .. وأغلس عليك وآخذها من أيدك وأرميها في الشارع .. وتتنرفز عليه .. وتغضب .. وبعد شويه تهدى .. ونضحك ويعلى صوتنا .. ونلحق نوطيه بسرعه قبل ما جدتك .. وأبويا وأمي يصحو ..
    ثم تابع بحنين شديد : تعرف إن طول سنين الدراسة في المدرسة الثانوي .. ما سمحتش لأي حد يقعد جنبي .. ولا حتى صلاح الله يرحمه .. كنت بأحط الشنطة مكانك .. اللي فضل فاضي ثلاث سنين لحد ما اتخرجت من المدرسة وسيبتها .. تعرف أن آخر ماتش كوره لعبته في حياتي .. كان من 20 سنة .. ثم أردف بضحك صافية للذكرى : الماتش الي كسبنا فيه 10 : 2 فاكره يا ماهر ؟؟
    هز ماهر رأسه بصعوبة باكياً .. مؤكدا أنه مازال يذكره ..
    بينما تابع معتصم حديثه بحنق وغيظ شديدين : بس كل ما كنت بأدخل البلكونة .. كنت بلاقيها ضلمة وفاضية وكئيبة .. كنت بلعن أبو النت والشات والامريكان .. وأحيانا كنت بلعنك أنت كمان من كثر غيظي .. تعرف .. أني كل ما أروح المطار لأي سبب من الأسباب .. أحس أني مخنوق .. مش قادر آخذ نفسي ..
    ثم يكمل بحنق شديد وهو يجز على أسنانه من الغيظ : كل ما أفتكر عينيهم اللي كانت حتخرج من الفرحة .. وهما واخدينك .. معاهم .. أحس إني بكره العالم باللي فيه .. وبكرهك أنت كمان ..
    ثم يتابع بذهول شديد .. ذهول الغير مصدق .. الغير قادر على الاستيعاب بالمرة : بس عمري .. عمري ما تصورت .. إنك حتبقى كده !!.. عمري ما خطر في بالي لحظة .. إن أنت واحد من الي بيدمونا !!.. عمري .. ما تخيلت أني لما كنت بأدعي ورا الإمام في صلاة الجمعة (اللهم أجعل تدميرهم في تدبيرهم) إني كنت بدعي عليك !!..عمري ما كنت أصدق أنك أنت اللي قتلت صلاح إزاي ده حصل ؟؟ أزاي يا ماهر ؟؟أزاي فهمني؟؟ ..
    ظل (ماهر) مطرق الرأس في خزي شديد ودموعه تتساقط بتتابع سريع دون كلام ..
    قطع ذلك الصمت نهوض (معتصم) من مكانه بعد دقائق بثبات وثقة وتحدث بهدوء وجدية وجفاء إلى ماهر : جاي ليه؟؟ وأوعي تقولي أننا وحشناك .. أوعي كمان تقولي إنك جاي سياحة فقلت تعدي علينا تطمن بعد 20 سنه .. أنا دلوقتي عايز أفهم إيه اللي جابك؟؟
    نبهت كلمات (معتصم) (ماهر) إلى هدفه الحقيقي من الزيارة والذي ألهاه عنه ذلك الحديث الموجع الممزق لنياط القلوب .. فرفع رأسه بإندهاش لأنه كاد أن ينسى تماما هدفه الخطير من الزيارة المريبة ..
    أستجمع تركيزه ورتب أفكاره بهدوء .. ثم نهض هو الآخر من مكانه ليقف في مواجهة (معتصم) مباشرة بنفس الثبات والثقة التي يقف بها (معتصم) .. وبعد لحظات من تركيز كل منهما في عيني الأخر تحدث (ماهر) بهدوء وثقة قائلاً : جاي علشان (شهيد) ..
    *********
    يـ تـ بـ ع
    بقلم / يوجين مصطفى
    professional_Eh
    professional_Eh

    عضو ذهبي


     عضو ذهبي


    رقم العضوية : 289
    تاريخ التسجيل : 29/11/2008
    العمر : 42
    عدد المساهمات : 1711
    البلد : لو سألتك انت مصرى هتقولى ايه ؟؟ اوعى تغلط بس
    نقاط التميز : 11580
    السٌّمعَة : 39
    الأوسمة : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ffd3680cfa

    عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ff3146877d
    أهم مواضيعي : لقراءة أهم مواضيعى إضغط هنا .. اقرأ وتكفينى ابتسامتك

    المزاج : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة 8010
    النادي المفضل في مصر : الأهلى
    النادي المفضل عالميا : برشلونة
    SMS : Start of Something New

    GMT + 3 Hours الحلقة الخامسة عشر

    مُساهمة من طرف professional_Eh الجمعة 23 يناير 2009, 9:19 pm

    (15)
    قضب (معتصم) حاجبيه ساهماً في شيء من الاندهاش الغريب .. لقد كان في الماضي حزينا بشده على أن الظروف لم تسمح له بنشر موهبته .. في الكتابة .. وبأن يصبح كاتباً أدبياً كبيراً كما كان يحلم وهو صبي مراهق .. لكنه عندما كبير فهم مغزى الحكمة الإلهية العظيمة التي جعلته يبقى مغموراً لا يعرفه أحد .. لقد كان الله تعالى يعده ليصبح سيفاً قاطعاً من سيوف الإسلام يغزو أعداؤه في عقر ديارهم .. وبالطبع كان من المستحيل أن يحدث هذا لو كان (معتصم) قد نال نصيبه الطبيعي من النجاح والشهرة وإلا كان سينكشف لأعدائه فوراً .. فيتم القضاء عليه منذ البداية .. لكنه لم يخطر بباله أبداً .. أن هناك مخلوقا آخر غيره يعلم بهذا السر الخطير في حياته الذي كان يظن أن لا أحد غير الله تعالى يعلمه .. وهو أن معتصم التاجي هو نفسه (شهيد) الكاتب المسلم الذي أخترق عقولهم وغزاها بعبقريته وقدرته الخرافية على تخيل ما يدور برؤوس أعداؤه .. وبأسلوبه الرائع المؤثر في كل من يقرأ له ..
    ظل محملقاً في وجه (ماهر) بنوع من التوجس .. فمازال غير مدرك لما يعنيه ماهر بكلامه!!!
    ظل (معتصم) صامتاً بتوجس .. تحدث بعدها بثقة وهدوء إلى ماهر : عايز إيه يا ماهر ؟؟
    ماهر بثقة وحرص : انت مش حاسس أنت عاملهم إيه هناك ؟؟ حيتججنوا .. برج من دماغتهم حيطير .. بقيت عاملهم زي العفريت بتطلعهم في كل حته .. زي السرطان اللي بينشر نفسه بسرعة رهيبة .. بقو عاملين عليك زي الكلاب الصعرانة اللي شما ريحة اللحمة وحتتجنن علشان تلاقيها ..
    ابتسم معتصم بثقة وسعادة .. ثم أردف بتهكم : وأنت بقه جاي تطلب مني .. أريحهم مثلاً ولا إيه؟؟
    ماهر بثقة وحرص وسرعه مقاطعاً : أنا مش هنا علشانهم .. أنا هنا علشانك أنت يا معتصم..
    معتصم بدهاء شديد وعيون ضيقة من التوجس : مش فاهم ؟
    ماهر بضيق وانفعال : بقولك .. حيتجننوا علشان يلاقوك ..أنت ما بتفهمش ..
    معتصم بنفس الانفعال والسرعة : فاهم أنهم حيتجننوا ويعرفوني من قبل ما أشوفك .. بس مش فاهم أنت عايز إيه؟؟
    صمت ماهر بشيء من الارتباك .. والخجل اليسير .. ثم تنهد ببطء وأولى ظهره إلى معتصم .. ثم تحدث قائلا بهدوء : أنا المكلف من المخابرات العامة عندهم إني أعرف مين هو (شهيد) ..
    قضب (معتصم) حاجبيه بتأثر شديد .. ثم أقترب من (ماهر) وتوقف أمامه متعمداً وضع عينيه في عيني (ماهر) .. ليقرأ فيهما صراعها رهيبا فهمه معتصم جيداً ..
    وهز رأسه متفهما بأسى وحسرة .. ثم تحدث بهدوء شديد و صعوبة وثقة :
    وأديك عرفتوه ؟؟؟
    زفر ماهر بتأوه وتعب شديدين .. ثم أبتلع ريقه استعداداً لحديث في منتهى الجدية : أسمع يا معتصم .. أنا فكرت كويس .. وما لاقيتش للأزمه دي غير حل واحد بس .. هو اللي حيخلصنا كلنا .. تجيب مراتك وولادك .. وتسافر معايا على هناك .. وأنا دلوقتي في وضع يسمحلي وبسهوله إني أجيبلك إقامة .. وأديك الجنسية لو حبيت .. وأوفر لكposition خرافية في أكبر شركة مقاولات هناك بمرتب خيالي .. والولاد ممكن يدخلو مدارس إسلاميه هناك .. ممكن كمان تمارس موضوع الكتابة ومش بعيد أبداً تاخد جايزة نوبل .. وأنا مستعد أضمن لك سلامتك وسلامة عيلتك .. وأضمن لك حياه كريمة فوق مستوى تصورك هناك .. و هنا كمان لو ما رحبتش بالعرض اللي فات ده ..بس..
    قاطعه معتصم باسما بهدوء : بس إيه؟؟
    ماهر بجدية وحرص شديدين : بس تنسى (شهيد) ده ونوعية الكتابة بتاعته اللي بتقطع فيهم بيها .. للأبد .. وتكتب في أي حاجه تانية ..
    هز معتصم رأسه بابتسامه تفكر شديدة الدهاء ثم أردف بنوع من الانتهازية المفتعلة : همم .. عرض مغري فعلاً .. جايزة نوبل .. وظيفة ما أحلمش بيها .. همم .. كلام جميل ..
    ثم تنهد بعمق قائلا بهدوء : أسمع يا ماهر .. أنت من عشرين سنه عرضت عليه العرض ده .. وماكنتش ماسك في إيدي حاجه عليهم خالص زي ما أنا ذاللهم بكتاباتي دلوقتي .. ومع ذلك رفضته .. أعتقد أنك عبقري بدرجة تسمحلك أنك تفهم أني استحالة أقبل دلوقتي
    ماهر بانفعال شديد الحرص على صديقه : يا معتصم أفهمني .. زمان حاجه ودلوقتي حاجه تاني خالص .. زمان كنت بعرض عليك خيار تقدر ترفضه وتقدر تقبله .. إنما اللي أنا بقولهولك دلوقتي ده هو البديل الوحيد قدامك .. يا إما الثمن حيبقى ….
    لكنه صمت في تأثر شديد ولم يستطع أن يكملها ....
    بينما اتسعت ابتسامة ثقة وحسرة حزينة موجعة على وجه معتصم الذي هز رأسه متفهماً ثم أردف بثقة وهدوء : حيبقى إيه؟؟ حياتي مش كده؟؟
    أقتضب حاجبي (ماهر) بتأثر وحنين وضعف عنيفين .. ولم يستطع الإجابة ..
    بينما تابع معتصم حديثه متفهماً بثقه وابتسامة تهكم للذكرى البعيدة : وطبعا ما ينفعش أنك تقول .. لأ .. صح؟؟
    ثم تابع باهتمام وتهكم : آه صحيح أنا قريت أنك مترشح لجايزة نوبل باختراع جديد في البرمجيات حيعمل طفرة في منتهى الخطورة مش كده؟؟
    أطرق (ماهر) رأسه بخزي الدنيا كله لإدراكه فهم صديقه الشديد لحقيقة الموقف كاملة ..
    هز معتصم رأسه بود وثقة قائلاً : مبروك عليك يا ماهر جايزة نوبل .. ولا نقول يا مارتي؟؟ عموما أنا متشكر جداً على عرضك المغري بإني ممكن أوصل وآخذ جايزة نوبل في الكتابة .. بس أنا أحب أطمنك على أني حآخذ جايزه أقيم منها بكثير وأبقى .. يمكن اللي زيك ما يقدرش يفهمها .. (الشهادة) .. حتقتل علشان بكتب في مصلحة المسلمين ..
    أندفع ماهر إليه بحنين وحب شديدين ممسكاً كتفيه بقوه متوسلاً : معتصم .. أرجوك .. أبوس أيدك .. وافق على العرض .. مش حيسبوني لحد ما يعرفوك .. ومش حيرحموك .. أرجوك يا معتصم .. وافق علشان خاطري .. علشان خاطر سارة وأولادك اللي ما لهمش غيرك ..
    أبتسم معتصم بتأثر شديد : يآآآآه .. الدنيا صغيره قوي .. من 20 سنه أترجيتك تاخد قرار أشرف من ده بكثير .. وحلفتك بأغلى الناس .. ومع ذلك رفضت .. عايزني دلوقتي أوافق أبيع ديني ومبادئي علشانهم ..؟؟
    ماهر بصوت يشبه النحيب متوسلاً : معتصم أرجوك ..
    أنزل معتصم يدا ماهر من على كتفيه ببطء .. ثم تحدث إليه بثقة وهدوء قائلاً :
    من 20 سنة طردتك من البيت ده .. بس وأنا بحبك أكثر من نفسي .. وأنا النهاردة بقولها لك تاني ومش فاضلك في قلبي غير الكره وبس ..
    أطلع بره يا ماهر
    وما فيش داعي إن ضميرك يأنبك .. عادي .. أنت قتلت صاحبك الاولاني .. واللي يقتل صاحب .. سهل عليه يقتل التاني .. مبروك عليك جايزة نوبل .. ومبروك عليا أنا وصلاح الشهادة ..
    ولماآآآآ توصل هناك إبقى قولهم أن (شهيد) يبقى (معتصم التاجي) بسـ آآ .. ما تنساش تبقى تقولهم أن في مليار شهيد غير معتصم مش حسيبوهم أبداً ..
    وما تنساش كمان تقولهم إنه ...
    يبقى صاحبي ..
    ماهر بتوسل ذليل : معتصم..
    قاطعه معتصم بحزم وهدوء وجفاء شديدين :
    اطلع بره يا مارتي .. دي آخر مره تدخل فيها بيتي ..للأبد ..
    أطرق مارتي رأسه في يأس تام .. وهم بمغادرة الغرفة ..
    لكنه استدار قبل أن يخرج ليلقى نظره وداع أخيره على صديق العمر ..
    *************************
    يـ تـ بـ ع
    بقلم / يوجين مصطفى
    dodosh8
    dodosh8

    عضو ماسي


     عضو ماسي


    رقم العضوية : 79
    تاريخ التسجيل : 23/02/2008
    العمر : 39
    عدد المساهمات : 2923
    نقاط التميز : 12427
    السٌّمعَة : 55
    الأوسمة :

    عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Vip1011


    أهم مواضيعي : لقراءة أهم مواضيعى إضغط هنا .. وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً
    المزاج : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Mzboot11
    النادي المفضل في مصر : اهلاوية جدااااااااااا
    SMS : if you can see the future you can save it

    GMT + 3 Hours رد: عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة

    مُساهمة من طرف dodosh8 السبت 24 يناير 2009, 12:08 am

    plzzzzzzzz
    professional_Eh
    professional_Eh

    عضو ذهبي


     عضو ذهبي


    رقم العضوية : 289
    تاريخ التسجيل : 29/11/2008
    العمر : 42
    عدد المساهمات : 1711
    البلد : لو سألتك انت مصرى هتقولى ايه ؟؟ اوعى تغلط بس
    نقاط التميز : 11580
    السٌّمعَة : 39
    الأوسمة : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ffd3680cfa

    عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ff3146877d
    أهم مواضيعي : لقراءة أهم مواضيعى إضغط هنا .. اقرأ وتكفينى ابتسامتك

    المزاج : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة 8010
    النادي المفضل في مصر : الأهلى
    النادي المفضل عالميا : برشلونة
    SMS : Start of Something New

    GMT + 3 Hours رد: عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة

    مُساهمة من طرف professional_Eh الإثنين 26 يناير 2009, 12:11 am

    شكرا لمرورك الرقيق يا دودو نورتى الموضوع
    professional_Eh
    professional_Eh

    عضو ذهبي


     عضو ذهبي


    رقم العضوية : 289
    تاريخ التسجيل : 29/11/2008
    العمر : 42
    عدد المساهمات : 1711
    البلد : لو سألتك انت مصرى هتقولى ايه ؟؟ اوعى تغلط بس
    نقاط التميز : 11580
    السٌّمعَة : 39
    الأوسمة : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ffd3680cfa

    عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ff3146877d
    أهم مواضيعي : لقراءة أهم مواضيعى إضغط هنا .. اقرأ وتكفينى ابتسامتك

    المزاج : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة 8010
    النادي المفضل في مصر : الأهلى
    النادي المفضل عالميا : برشلونة
    SMS : Start of Something New

    GMT + 3 Hours الحلقة السادسة عشر

    مُساهمة من طرف professional_Eh الإثنين 26 يناير 2009, 12:17 am

    (16)
    عاد (معتصم) منعمله في أحد الأيام على خلاف العادة .. ساهماً .. حزيناً إلى حد ما .. ألقى على زوجتهالتحية ببطء .. وأتجه إلى غرفة النوم .. لحقت به بقلق شديد ..فلم يعد في حالتهالطبيعية منذ تلك الزيارة المريبة .. دخلت لتجده جالس على الفراش في شرود و تفكر عميق ..
    ساره بلطف وحنان بالغين : معتصم .. في إيه ؟؟ أنا قلقانه عليك قوي .. أنتمخبي عليه حاجة؟؟
    انتبه إليها فرمقها بنظرة قلق وخوف شديدة عليها ..
    ثم تحدث بنبره هادئة إلى حد مخيف : سارة أناآآ .. أنا عايزك تربي صلاح وماهر أحسن تربيه في الدنيا .. عايزهميطلعوا صلاح الدين .. وخالد ابن الوليد .. عايزهم أساطير أسلاميه جديدة .. وماتبخليش عليهم بأي حاجة .. الحمد لله .. ربنا رزاق .. أناآآآ كنت في الشهر العقاري .. ونقلت ملكية كل حاجه باسم ماهر وصلاح .. لو جرالي حاجة .. حتبقي أنتي الواصية عليهم ..
    سارة بفزع رهيب : معتصم!!! أنت بتقول إيه ؟؟ في أيه ؟ فهمني ؟؟ انت من يوم ماالراجل ده زارك وأنت مش طبيعي أبداً .. أبوس أيدك يا معتصم ..لو مخبي عليه حاجهقولهالي؟؟
    أبتسم معتصم بحزن وتسليم لا يخلوان من الثقة : بصي يا سارة .. (قل لنيصيبنا إلا ما كتب الله لنا . هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون) ..
    *****
    جلس (مارتي) ساهما في صمت عميق على أحد القاعد الفاخرة بذلك الجهاز الأمني الخطير .. بينما تبادل رفاقه الرجلين والمرأة النظرات بخبث .. انتظاراً لأن ينطق .. كان قد أنهىالصراع الرهيب الذي دار بذهنه طيلة الأيام السابقة بالفعل .. لكن ليس كل ما ينتهيمنه المرء يريحه .. تنهد بعمق شديد .. ورفع رأسه إليهم متفحصاً وجوههم القاسية .. ثمتحدث بهدوء شديد وصعوبه بالغه مشيراً إلى فايل صغير لا يحوي سوى ورقه واحده وضعهعلى الطاولة المستديرة التي اجتمعوا عليها هم الأربعة ..
    مارتي : لقد .. انتهت المهمة .. ،.. في هذا الفايل .... كل ما تريدون ..
    قالها بصعوبة شديدة مغمضا جفنه بعدها في تأثر شديد .. بينما تبادل الثلاثة نظرات منالسعادة الخبيثة الطاغية وتناول أحدهم الفايل بسرعة وشراهة .. وفتحه بينما نهضالاثنين الباقين ملتفين حوله من شدة الفضول لقراءة ما في الورقة .. لترتسم علىوجوههم القبيحة ابتسامة خبيثة من السعادة والانتصار ويتبادلون نظرات التهاني الشيطانية ..
    بينما التفت أحدهم إلى مارتي بانبهار : أنت عبقري سيد لاربي .. كيف استطعت بهذه السرعة أن ..
    قاطعته المرأة بسعادة خبيثة طاغية وهي تمرر يديها بانبهار خبيث على كتفي مارتي : سيد لاربي .. لقد وصلت إلى القمة ..
    بينما أردف الرجل الثالث بثقة لمارتي كأنه يخبره بأمر قد أنتهى : تهانينا بجائزة نوبل سيد لاربي ..
    أستمع (مارتي) إليهم شارداً .. ساهما كأنه غائباً عن الوعي ..
    *****
    في فجر أحد الأيام عاد (معتصم) من صلاة الفجر بالمسجد في حاله غير عادية من النشوى ... وأتجه مباشرة إلى حجرة الصغيرين .. ليجدهما على خلاف باقي الأطفال ليسا نائمين .. كلاً ..
    لقد كانا واقفين يصلون .. مع أنهما لم يحفظا من الصلاة بعد سوى من بدايتها حتىالركوع .. فإذا بهما يصليان الفجر ركعتين بلا سجود أو تحيات ..
    ابتسمبسعاد بالغة .. وهو يرى (ماهر) الصغير يؤم (صلاح) ويسلم بعد الركوع .. قائلا لأخيه ببراءة : تقبل الله ..
    فيجيبه بنفس البراءة : منا ومنكم ..
    انتبها إلى والدهما فركضا إليه ليحملهمابحب وحنان شديدين ..
    بينما سأله صلاح ببراءة : بابا .. ماهر قالي تعالى نصلي لحدالركوع بس ..هو ينفع يا بابا؟
    صمت معتصم بتأثر شديد .. وعانقهما بقوه بدون إجابة ..ليتنبه إلى سارة التي كانت ترمقه بقلق قاتل .. أنزل الصغيرين من علىكتفه ليناما حتى موعد الحضانة .. ورافقها إلى غرفتهما ..
    *****
    في ضحى نفس اليوم .. انتهى (مارتي) من حلاقة ذقنه وارتداء بدله فاخره .. ووضع أغلى أنواع البارفان .. في نفس اللحظة التي أنتهى فيها معتصم في مصر من صلاة الضحى ..
    ركب (مارتي) سيارته الفارهة متجها إلى القاعة العريقة .. بينما قاد معتصم سيارتهالمتواضعة إلى موقع البناء الذي يعمل به ..
    أستمع (مارتي) وفريق الباحثين ورئيس مجلس إدارة الشركة العملاقة وجمع غفير من كبار العلماء والشخصيات الهامة بالولايات المتحدة وغيرها من البلدان .. إلى المقدمة الرائعة التي تحدثت عن العالم الأمريكي العبقري الأسطورة .. وانجازاته الخرافية وخدماته الوطنية للبلاد ..
    في نفس اللحظةالتي استقرت عدد من عدسات البنادق الرقمية القادرة على الإصابة من على بُعد أميال على سطح أحد المباني بموقع البناء الذي يعمل به معتصم ..
    انتهت المقدمة بإعلان فوز العالم العبقري بجائزة نوبل .. وونهض وسط التصفيق الحار من مكانه ..
    في نفس اللحظة التي انطلقت ..
    رصاصه واحدة ..
    نافذة ..
    إلى الجزء الأيمن من رأس ..
    (معتصم)
    لكن جائزة معتصم وصلته أسرع بكثييييييير ..
    *********
    يـ تـ بـ ع
    بقلم / يوجين مصطفى
    professional_Eh
    professional_Eh

    عضو ذهبي


     عضو ذهبي


    رقم العضوية : 289
    تاريخ التسجيل : 29/11/2008
    العمر : 42
    عدد المساهمات : 1711
    البلد : لو سألتك انت مصرى هتقولى ايه ؟؟ اوعى تغلط بس
    نقاط التميز : 11580
    السٌّمعَة : 39
    الأوسمة : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ffd3680cfa

    عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ff3146877d
    أهم مواضيعي : لقراءة أهم مواضيعى إضغط هنا .. اقرأ وتكفينى ابتسامتك

    المزاج : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة 8010
    النادي المفضل في مصر : الأهلى
    النادي المفضل عالميا : برشلونة
    SMS : Start of Something New

    GMT + 3 Hours الحلقة السابعة عشر .. والأخيرة

    مُساهمة من طرف professional_Eh الإثنين 26 يناير 2009, 12:23 am

    من فضلك ..
    ارفع يدك اليمنى .. وتحسس ببطء الجزء الأيمن من رأسك..
    هل فعلت؟؟
    أبقي يدك مثبته عليه لثوان ..
    هل تعرف أين تستقر يدك الآن ؟؟
    أنها تستقر على أخطر عضو ..خلقه الله تعالى على الإطلاق ..
    لا .. لا تتسرع في التخمين
    لم أعني مخك كله ..
    أعنيه هو ..هو فقط ..
    هل تعرفه ..؟؟
    هل جربت أن تستخدمه من قبل ؟؟
    إنه ..
    الفص الأيمن من المخ ..
    هل أنت مندهش؟؟
    اسمح لي أن أعرفك على أخطر عضو في الوجود ..
    إنه ..
    المسئول عن وظيفة .. شديدة الندرة .. وشديدة الخطورة ..
    تسمى ..
    ((الإبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــداع))

    عباقرة ،،، ولكن ..
    الحلقة السابعة عشر .. والأخيرة

    تابع (مارتي) تقدمه بخطوات بطيئة شديدة اللياقة إلى المنصة ...
    في نفس اللحظات التي سقط فيها (معتصم) ببطء على الأرض وسط موقع البناء ..
    وصل (مارتي) أخيراً إلى المنصة .. وسلم عليه العلماء بحرارة وتقدير شديدين .. لكنه التفت بلا ابتسامة إلى الجمهور الذي يصفق بعنف وحرارة .. فسمع صوتهم لكنه لم يراهم أبداً ..
    رأى شيئا آخر تماماً !!
    رأى وجه (سارة) زوجة (معتصم) تنظر إليه بكراهية واحتقار العالم بأسره ..
    وهي تصفق له ..
    بهدوء بشكل مخيف ..
    أشاح وجهه إلى جهة أخرى منالمسرح .. ليرى ..
    الصغيرين أبناء (معتصم) اللذان يحملان أسمه وأسم الصديق الثالث ينظران إليه برعب وخوف شديد منه كأنه وحش مفترس ..
    ويصفقان له بأيديهما الصغيرة بخوف وبطء ..
    فأشاح وجهه عنهما بسرعة هاربا منهما ..
    إلى جدته العجوز ليجدها واقفة بأحد الأركان متكأه على عصاها ..
    وتنظر إليه بنظرة عتاب و كره شديدة القسوة ..
    وهي تصفق له بضعف بيديها العجوزتين ..
    التفت إلى الجانب الآخر من المسرح ..
    ليرى صديقه الساذج المحب للحياة صلاح وجسده ممزق من أثر ضربة الطائرة والدماء تغطي وجهه وجسده في مشهد مرعب ..
    ينظر إليه بثقة شديدة ويصفق له بأشلائه المبعثرة ..
    اقتضبت حاجبي (مارتي) برعب .. وحاول أن يرفع رأسه للسقف ليلتقط أنفاسه ..
    ليرى في الأعلى فوق الجميع ..
    معتصم صديق العمر وقرين العبقرية ..
    ومجرى من الدماء يسيل من الجانب الأيمن من رأسه ..
    ينظر إليه بابتسامه خفيفة شديدة الثقة وهو يصفق له بهدوء و بطء ..
    تلفت مارتي حوله برعب .. ليرى الأشباح تحيطه من كل مكان ..
    صامتة ..
    ثابتة ..
    لا تقترب ..
    ولا تتحرك ..
    ولا تنطق ..
    تنظر إليه فقط ..
    وتصفق له ..
    شعر أن صوت التصفيق
    يعلـــــو ..
    ويعلـــــو ..
    ويعلـــــــو ..
    حتى أصبح مماثلاً لصوت المدفعيات .. لا تستطيع أذنه أن تحتمله ..
    و فوجئ الجمع الغفير بالعبقري الفائز بالجائزة العالمية يهرول بسرعة البرق هاربا من المكان وهو يترنح .. في حاله رهيبة من الفزع و الخوف .. وسط ذهول وأندهاش الجماهير ..
    ظل (مارتي) يركض بأقصى سرعة له في الشوارع .. محاولا الهروب من صوت التصفيق الذي خيل إليه أنه يتبعه .. لم يشعر بمرور الوقت .. ولم يعيه التعب من الركض .. حتى حل الليل وخيم الظلام على الشوارع ..
    *********
    قادته قدماه بعد أن أعياه الركض بلا شعور أو تفكير إلى معمله الخرافي .. الباهظ .. ليجده خاليا من جميع الباحثين .. فقد كان الجميع في أجازه احتفالاً بالانتصار العظيم .. دخل ببطء مترنحاً .. للمكان .. ليرى الأشباح تنتظره في كل ركن ..
    بلا كلام ..
    بلا حركه ..
    بلا عتاب ..
    بالنظرات فقط ..
    كم تمنى لوأنهم تقدموا إليه و مزقوه أربا ليريحوه من عذابه .. لكنهم لم يفعلوا .. معلنين له بلا كلام أن حسابه كاملاً على الله تعالى ..
    ظل مطرق الرأس لدقائق طويلة .. رفع بعدهارأسه إليهم بابتسامة جنونية مخيفه ملأت وجهه وعينيه التي لمعت فيها عبقريته هذه المرة ببريق لم يشهد له مثيل .. تناول ريموت صغير .. وأتجه إلى الأبواب الرقمية العملاقة الخاصة بالمعمل واحدة تلو الأخرى .. يغلقها بشفرة إلكترونية مانعا أي مخلوقمن دخول المعمل عليه الآن .. حتى أغلقها كلها .. عن آخرها ..
    ألتفت إلى الأشباح التي هُيئ إليه أنه يراها .. بسعادة خبيثة مخيفة .. جنونية .. ثم تقدم من أحد الجدارن .. التي ليست في واقع الأمر سوى واجه لمخبأ سري لا يعلم به أيا من الباحثين .. أستعمل شفره سريه طويلة لا يحفظها على وجه الأرض سواه .. لينفتح له المخبأ الصغير ..
    فإذا به خاليا من أي شي سوى آله صغيره ثقيلة الوزن في حجم لوحةالمفاتيح ..
    تبدو غامضة الاستخدام ..
    لكنها تحمل الماركة المسجلة الخطيرة (لاربي)
    حملها بصعوبة وحده حتى وضعها على طاوله في وسط المعمل .. فتح واجهتها ببطء وبابتسامة مرعبة جنونية .. وقام بالضغط بسرعة ودقه على عدد من المفاتيح ..
    لتنطق الآلة بعد ذلك بصوت أنثوي .. رقمي .. ليس صوتاً حقيقياً ..
    قائلة باللغة الانجليزية :
    (المدمره لاربي)
    ستبدأ عملها.. بعد انتهاء ..
    ..عشرون ثانية ..
    .. تسعة عشر..
    .. ثمانية عشر..
    ..سبعة عشر..
    ..ستة عشر..
    ..خمسة عشر..
    أبتعد (مارتي) عن الآلة أثناء العد التنازلي بظهره .. حتى توقف في منتصف المعمل الباهظ ..الخرافي .. وتلفت حوله مديراً عينيه بسرعة في المكانالخطير ..
    وقد اتسعت ابتسامه السعادة المجنونة على وجهه ..
    تحولت تدريجيا الى ضحكه مخيفه مجنونه شيطانيه ..
    أخذت تعلو وتعلو وتعلو ..
    لتدوي في المكان الواسع :
    هاها..هاهاهاهاها ..آآآآهاااااااهاهاهاهاهاهاهاهاها
    لكن ما أن أقترب العد من نهايته حتى تقلصت الضحكة بسرعة من على وجه (مارتي) لرؤيته لكائنات لا يعرفها سود الوجوه ..
    ليسوا بأنس ولا بجان ..
    إنها لحظة الحقيقة الحاسمة في حياة كل إنسان منا ..
    تلك اللحظة التي لا تستطيع عبقريات العالم بأسرها التبوء بها أو حتى تصورها ..
    مجرد تصور أصم ..
    تلك اللحظة التي ينكشف فيها المصير واضحاً لصاحبه ..
    لا يقبل جدال أو مناقشة ..
    تحولت الضحكة إلى رعب رهيب كسى وجه (مارتي) أسود له .. وجهه ..
    بينما تابعت الآلة عدها التنازلي بنظام ...
    ..FIVE..
    ..FOUR..
    ..THREE..
    ..TWO..
    ..ONE..
    ..ZIRO..
    لينفجر بعدها المعمل الخرافي بالشركة العملاقه .. بعدد لا حصر له من المنشآت المجاورة على مساحه الدائرة الواسعة المحيطة بالشركة من المنشآت .. محدثة هزه أرضيه عنيفه من قوة الانفجار المدوي .. الذي حول ظلمة الليل الى نهار من لهيب النيران ..
    *********
    ((بعد مرور 20 سنه))
    تابع (ماهر معتصم التاجي) قراءته المتأنية بصوت مرتفع قليلاً لآخر سطور ضمها أحد كتب التاريخ العلمي الأجنبية باللغة الانجليزية مسمعا أخيه صلاح : (وصنف المؤرخون علمياً وسياسياً واقتصادياً الحادث على أنه أفظع كارثه تعرضت لها الولايات المتحدة في تاريخها على الإطلاق.. وتباينت آراء ونظريات علماء النفس العالميين في تفسير سبب قيام العبقري بما فعله .. لكن دون أن يتمكن أحدهم من الوصول إلى تبرير منطقي .. فسلموا بالإجماع في النهاية على أن ما حدث لمارتي لاربي هو مصير العباقرة .. وأن عبقريته الحادة قد دفعت به إلى حافة الجنون ‍‍‍؟؟ لينهي بيديه أسطورة مارتي لاربي ؟؟ )
    أغلق ماهر الكتاب باندهاش وأسى يسير قائلاً لأخيه : أعوذ بالله .. نهاية مأساوية .. وغريبة جداً ؟؟
    صلاح بشيء من الثقة متفكراً : فعلاً نهاية مأساوية .. بس بيتهيألي أنها مش غريبة ..
    ماهر : أزاي؟؟
    صلاح : يعني .. بيتهيألي إن العبقرية من غير أيمان ومبادئ بتتحول لوحش مدمر لصاحبها ولكل اللي حواليه .. ومارتي لاربي زي ما أنت قريت عنه حالاً .. كان ما يعرفش عن الرحمه أو الأخلاق أو حتى الإنسانية أي حاجة .. وطبعا وبالتبعية الدين ..
    ماهرمتفكرا : تعرف يا صلاح .. العبقرية لو اقترنت بالإيمان حتبقى نصره ملهاش حدود للمسلمين ..
    صلاح بشيء من الأسى: أيوة .. لكن مع الأسف منظومة التعليم عندنا ما بتساعدش أبدا على خروج عباقرة .. وحتى لو حصل واتوجدوا .. بنحطهم في خيار في منتهى الصعوبة .. ما بين عبقرياتهم .. وما بين ولائهم ؟؟ ما يقدرش عليه إلا إنسان شديد الإخلاص ..
    أبتسم (ماهر) بافتخار وحنين وهو ينظر إلى صورة والده (معتصم) المعلقة على الحائط قائلاً بحب شديد : الله يرحمك يا بابا ..
    *********
    (( ويبقى السؤال .. إلى متى .. سنظل ننزف عباقرة .. يخرجون من أجسادنا .. ليتحولوا إلى مدمرين لنا ؟؟؟!!! ))
    تمت بحمد الله تعالى وتوفيقه
    *************************
    بقلم / يوجين مصطفى
    محمد أفندي حسن
    محمد أفندي حسن

    Admin


    Admin


    رقم العضوية : 2
    تاريخ التسجيل : 24/11/2007
    العمر : 36
    عدد المساهمات : 7099
    البلد : مــــــ أم الدنيا ـــصر
    نقاط التميز : 15858
    السٌّمعَة : 70
    أهم مواضيعي : اضغط هنا
    المزاج : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة 8010
    النادي المفضل في مصر : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Ahly10
    النادي المفضل عالميا : عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة Arsena10
    SMS : إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي

    GMT + 3 Hours رد: عباقرة ولكن .. قصة مسلسلة

    مُساهمة من طرف محمد أفندي حسن الإثنين 26 يناير 2009, 1:37 am

    قصة جميييلة جدا يا عماد

    و فعلا يا ريت البلد تحتضن ابنائها

    يا ريت


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 28 أبريل 2024, 10:33 am