أرجوا من الجميع أن يقرؤها
بالكامل
معلش هى طويلة شوية بس مفيدة جدا ..
يقول كاتب القصة
أي
شخص كان قد رآني متسلقاً سور المقبرة في هذه الساعة من الليل،كان سيقول:
أكيد مجنون، أو أن لديه مصيبة. والحق أن لديَّ مصيبة،
كانت البداية
عندما قرأت عن سفيان الثوري - رحمه الله:أنه كان لديه قبراً في منـزله
يرقد فيه ...وإذا ما رقد فيه ناد...ى( رب ارجعون .. ربارجعون )ثم يقوم منتفضاً
ويقول : ها أنت قد رجعت فماذا أنت فاعل ؟
حدث أن فاتتني صلاة
الفجر، وهي صلاة من كان يحافظ عليها، ثم فاتـته سيشعر بضيقة شديدة طوال
اليوم عند ذلك.تكررمعي نفس الأمر في اليوم الثاني، فقلت لابد وأن في الأمر
شيء، ثم تكررت للمرة الثالثة على التوالي؛ هنا كان لابد من الوقوف مع النفس
وقفة حازمة لتأديبها حتى لا تركن لمثل هذه الأمور فتروح بي إلى النار
قررت أن أدخل القبر حتى أؤدبها ولابد أن ترتدع وأن تعلم أن هذا هو منـزلها
ومسكنها إلى ما يشاء الله.
وكل يوم أقول لنفسي دع هذا الأمر غداً وجلست
أسوف في هذا الأمر حتى فاتـتني صلاةالفجر مرة أخرى.
حينها
قلت:
كفى .
وأقسمت أن يكون الأمر هذه الليلة.
ذهبت بعد منتصف
الليل،
حتى لا يراني أحد، وتفكرت: هل أدخل من الباب ؟
حينهاسأوقظ
حارس المقبرة! أو لعله غير موجود! أم أتسور السور ؟ إن أوقظته لعله يقول لي
تعال في الغد، أو حتى يمنعني ، وحينها يضيع قسمي، فقررت أن أتسور السور ..
رفعت ثوبي وتلثمت بشماغي واستعنت بالله وصعدت، برغم أنني دخلت هذه المقبرة
كثيراً كمشيع، إلا أنني أحسست أنني أراها لأول مرة. ورغم أنها كانت ليلة
مقمرة، إلا أنني أكاد أقسم أنني ما رأيت أشد منها سواداً تلك الليلة، كانت
ظلمة حالكة، سكون رهيب.هذاهو صمت القبور بحق، تأملتها كثيراً من أعلى
السور، واستـنشقت هوائها، نعمإنها رائحة القبور، أميزها عن ألف رائحة،
رائحة الحنوط، رائحة بها طعم الموت الصافي.
وجلست أتفكر للحظات مرت
كالسنين ..
إيه أيتهاالقبور،
ما أشد صمتك وما أشد ما تخفينه،
ضحك ونعيم، وصراخ وعذاب أليم،
ماذا سيقول لي أهلك لو حدثتهم ؟
قررت أن أهبط حتى لا يراني أحد في هذه الحالة، فلو رآني أحد فإما سيقول
أنني مجنون وإما أن يقول لديه مصيبة، وأي مصيبة بعد ضياع صلاة الفجر عدة
مرات.
هبطت داخل المقبرة، وأحسست حينها برجفة في القلب، والتصقت بالجدار
ولا أدري لأحتمي من ماذا؟
عللت ذلك لنفسي بأنه خشية من المرور فوق
القبور وانتهاكها، أنا لست جباناً، لكنني شعرت بالخوف حقا !
نظرت إلى
الناحية الشرقية والتي بها القبور المفتوحة والتي تنتظر ساكنيها. إنهاأشد
بقع المقبرة سواداً ،
وكأنها تناديني،
مشتاقة إليَّ : متى
ستكون فيَّ ؟
أمشي محاذراً بين القبور، وكلما تجاوزت قبراً تساءلت
أشقي
أم سعيد ؟
شقي بسبب ماذا؟
أضيّع الصلاة ؟
أم كان من أهل
الغناءوالطرب؟
أم كان من أهل الزنى؟
لعل من تجاوزت قبره الآن
كان يظن أنه أشد أهل الأرض قوة، وأن شبابه لن يفنى؟
وأنه لن يموت كمن
مات قبله؟
: أم أنه كان يقول ما زال في العمر بقية، سبحان من قهر الخلق
بالموت أبصرت الممر،
حتى إذا وصلت إليه، ووضعت قدمي عليه، أسرعت
نبضات قلبي فالقبوريميني ويساري، وأنا ارفع نظري إلى الناحية الشرقية، ثم
بدأت أولى خطواتي،بدت وكأنها دهر،
أين سرعة قدمي؟ ما أثقلهما الآن،
تمنيت
أن تطول المسافة ولا تنتهي ابداً، لأنني أعلم ما ينتظرني هناك
.اعلم،فقد
رأيت القبر كثيرا، ولكن هذه المرة مختلفة تماماً أفكار عجيبة، أكادأسمع
همهمة خلف أذني، نعم، أسمع همهمة جليّة، وكأن شخصاً يتنفس خلف أذني،خفت أن
أنظر خلفي، خفت أن أرى أشخاصاً يلوحون إليّ من بعيد، خيالات سوداءتعجب من
القادم في هذا الوقت، بالتأكيد أنها وسوسة من الشيطان، لا يهمني شيء طالما
أنني قد صليت العشاء في جماعه
.
أخيراً،
أبصرت القبور
المفتوحة، أقسم للمرة الثانية أنني ما رأيت أشد منها سواداً،كيف أتتني
الجرأة حتى أصل بخطواتي إلى هنا ؟
بل كيف سأنزل في هذا القبر؟
وأي
شئ ينتظرني في الأسفل ؟
فكرت بالإكتفاء بالوقوف و أن أصوم
ثلاثةأيام تكفيراً لقسمي .
ولكن لا لن أصل إلى هنا ثم أقف، يجب أن
أكمل، ولكن لن أنزل إلى القبر مباشرة، بل سأجلس خارجه قليلاً حتى تأنس
نفسي.
ما أشد ظلمته، وما أشد ضيقه،
كيف لهذه الحفرة الصغيرة
أن تكون حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة؟
سبحان الله
سبحان
الله
سبحان الله
يبدو أن الجو قد إزداد برودة، أم هي قشعريرة
في جسدي من هذا المنظر؟هلهذا صوت الريح ؟ ليس ريحاً، لا أرى ذرة غبار في
الهواء، هل هي وسوسةأخرى؟ استعذت بالله من الشيطان الرجيم، ثم أنزلت الشماغ
ووضعته على الأرض ثم جلست وقدضممت ركبتي أمام صدري أتأمل هذا المشهد
العجيب، إنه المكان الذي لا مفرمنه أبداً، سبحان الله،
نسعى لكي نحصل
على كل شيء،
وهذه هي النهاية: لاشئ .
كم تنازعنا في الدنيا،
اغتبنا،
تركنا الصلاة،
آثرنا الغناء على القرآن،
والكارثة أننا
نعلم أن هذا مصيرنا،
وقد حذّرنا الله منه ورغم ذلك نتجاهل.
أشحت
بوجهي ناحية القبور وناديتهم بصوت خافت، وكأني خفت أن يرد عليّ أحدهم:
ياأهل
القبور ، مالكم ؟
أين أصواتكم ؟
أين أبناؤكم عنكم اليوم ؟
أينأموالكم؟
أين
وأين؟
كيف هو الحساب ؟
أخبروني عن ضمة القبر، أتكسرالأضلاع ؟
أخبروني عن منكر و نكير،
أخبروني عن حالكم مع الدود
سبحان الله
،نستاء
إذا قدم لنا أهلنا طعام بارد أو لا يوافق شهيتنا، واليوم .. نحن الطعام،
لابد
من النزول إلى القبر .
قمت وتوكلت على الله، ونزلت برجلي
اليمين، وافترشت شماغي، ووضعت رأسي وأناأفكر،
ماذا لو انهال عليَّ
التراب فجأة ؟
ماذا لو ضُم القبر عليَّ مرةواحدة؟
نمت على ظهري
وأغلقت عينيَّ حتى تهدأ ضربات قلبي، حتى تخف هذه الرجفة التي في الجسد، ما
أشده من موقف وأنا حي .
فكيف سيكون عند الموت ؟
فكرت أن
أنظر إلى اللحد، هو بجانبي، والله لا أعلم شيئاً أشد منه ظلمة،ياللعجب!
رغم
أنه مسدود من الداخل إلا أنني أشعر بتيار من الهواء البارديأتي منه! فهل
هو هواء بارد أم هي برودة الخوف ؟
خفت أن أنظر إليه فأرى عينان
تلمعان في الظلام وتنظران إليَّ بقسوة.
أو أن أرى وجهاً شاحباً لرجل
تكسوه علامات الموت ناظراً إلى الأعلى متجاهلني تماماً،
حينها قررت
أن لا أنظر إلى اللحد .
ليس بي من الشجاعه أن أخاطر وأرى أياً من
هذه المناظر رغم علمي أن اللحدخالياً،
ولكن تكفي هذه المخاوف حتى أمتنع
تماماً عن النظر إليه .
تذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو يحتضر(لا إله إلا الله .. إن للموت سكرات )
تخيلت جسدي عند
نزول الموت يرتجف بقوة وأنا أرفع يدي محاولاً إرجاع روحي.
وتخيلت صراخ
أهلي عالياً من حولي : أين الطبيب؟ أين الطبيب ؟ )و تذكرت كلام ربى (فلولا
إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين )
تخيلت الأصحاب
يحملونني وي قولون : لا إله إلا الله، تخيلتهم يمشون بي سريعاًإلى القبر،
وتخيلت أحب أصدقائي إلي وهو يسارع لأن يكون أول من ينـزل إلى القبر، تخيلته
يضع يديه تحت رأسي ويطالبهم بالرفق حتى لا أقع، يصرخ فيهم:جهزوا الطوب.
وتخيلت
أحمد يجري ممسكاً إبريقاً من الماء يناولهم إياه بعدما حثوا عليَّ
التراب،تخيلت الكل يرش الماء على قبري، تخيلت شيخنا يصيح فيهم : ادعوا
لأخيكم فإنه الآن يسأل، ادعوا لأخيكم فإنه الآن يسأل
.ثم رحلوا،
وتركوني فرداً وحيداً،
تذكرت قول الله تعالى(ولقد جئتمونا فرادى كما
خلقناكم أول مرة، وتركتم ما خوّلناكم وراء ظهوركم )
نعم
صدق
الله
صدقت يــــــــــــــــــــــــا ربى
،تركت زوجتي،
فارقت
أبنائي،
تخلـيّت عن مالي،
أو هو تخلى عني.
تخيّلت كأن
ملائكة العذاب حين رأوا النعش قادماً،ظهروا بأصوات مفزعة،
وأشكال مخيفة،
ينادي
بعضهم بعضاً: أهو العبد العاصي؟
فيقول الآخر: نعم.
فيقال: أمشيع متروك أم محمول ليس له مفر؟
فيجيبه الآخر:بل محمول
إلينا ليس له مفر.
فينادى : هلموا إليه حتى يعلم أن الله عزيز
ذوانتقام .
رأيتهم يمسكون بكتفي ويهزونني بعنف
قائلين:
ماغرك بربك الكريم ؟
ما غرك بربك الكريم حتى تنام عن الفريضة ..
ما الذي خدعك حتى عصيت الواحد القهار؟
أهي الدنيا؟
أما كنت تعلم
أنها دار فناء؟وقد فنيت!
أهي الشهوات؟أما تعلم أنها إلى زوال؟ وقد
زالت!
أم هو الشيطان؟أما علمت أنه لك عدو مبين؟
أمثلك يعصى
الجبار،
والرعد يسبح بحمد هو الملائكة من خيفته، لا نجاة لك منَّا
اليوم،
اصرخ ليس لصراخك مجيب
اصرخ ليس لصراخك مجيب
اصرخ ليس لصراخك مجيب
فجلست اصرخ
رب ارجعون،
رب
ارجعون.
وكأني بصوت يهز القبر والفضاء،
يملأني يئساً يقول : (كلاّ
إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخإلى يوم يبعثون )
بكيت ماشاء
الله أن أبكي،
ثم قلت:
الحمدلله رب العالمين،
مازال هناك وقت للتوبة
،
استغفرالله العظيم وأتوب إليه
استغفر
الله العظيم و اتوب اليه
استغفر الله العظيم و اتوب اليه
ثم
قمت مكسوراً،
وقد عرفت قدري،
وبان لي ضعفي
،أخذت شماغي وأزلت عنه
ما بقى من تراب القبر ،
وعدت وأنا أردد قول جبريل للحبيب صلى
الله عليه وسلم :
عش ما شئت فإنك ميت ، و أحبب من شئت فإنك مفارقه، و
اعمل ما شئت فإنك مجزي به
إخواني وأخواتي الكرام هذه
محاولة للعظة والتذكرة فلا تركنن للدنيا
سألت نفسي سؤال، لماذا تذكر
ملائكة العذاب ولم يتذكر النعيم؟ثم تذكرت أنه يعاقب نفسه ويقسو عليها فلا
يمنيها بما هو خيرأسأل الله لي ولكم العفو والعافية
المصدر
بالكامل
معلش هى طويلة شوية بس مفيدة جدا ..
يقول كاتب القصة
أي
شخص كان قد رآني متسلقاً سور المقبرة في هذه الساعة من الليل،كان سيقول:
أكيد مجنون، أو أن لديه مصيبة. والحق أن لديَّ مصيبة،
كانت البداية
عندما قرأت عن سفيان الثوري - رحمه الله:أنه كان لديه قبراً في منـزله
يرقد فيه ...وإذا ما رقد فيه ناد...ى( رب ارجعون .. ربارجعون )ثم يقوم منتفضاً
ويقول : ها أنت قد رجعت فماذا أنت فاعل ؟
حدث أن فاتتني صلاة
الفجر، وهي صلاة من كان يحافظ عليها، ثم فاتـته سيشعر بضيقة شديدة طوال
اليوم عند ذلك.تكررمعي نفس الأمر في اليوم الثاني، فقلت لابد وأن في الأمر
شيء، ثم تكررت للمرة الثالثة على التوالي؛ هنا كان لابد من الوقوف مع النفس
وقفة حازمة لتأديبها حتى لا تركن لمثل هذه الأمور فتروح بي إلى النار
قررت أن أدخل القبر حتى أؤدبها ولابد أن ترتدع وأن تعلم أن هذا هو منـزلها
ومسكنها إلى ما يشاء الله.
وكل يوم أقول لنفسي دع هذا الأمر غداً وجلست
أسوف في هذا الأمر حتى فاتـتني صلاةالفجر مرة أخرى.
حينها
قلت:
كفى .
وأقسمت أن يكون الأمر هذه الليلة.
ذهبت بعد منتصف
الليل،
حتى لا يراني أحد، وتفكرت: هل أدخل من الباب ؟
حينهاسأوقظ
حارس المقبرة! أو لعله غير موجود! أم أتسور السور ؟ إن أوقظته لعله يقول لي
تعال في الغد، أو حتى يمنعني ، وحينها يضيع قسمي، فقررت أن أتسور السور ..
رفعت ثوبي وتلثمت بشماغي واستعنت بالله وصعدت، برغم أنني دخلت هذه المقبرة
كثيراً كمشيع، إلا أنني أحسست أنني أراها لأول مرة. ورغم أنها كانت ليلة
مقمرة، إلا أنني أكاد أقسم أنني ما رأيت أشد منها سواداً تلك الليلة، كانت
ظلمة حالكة، سكون رهيب.هذاهو صمت القبور بحق، تأملتها كثيراً من أعلى
السور، واستـنشقت هوائها، نعمإنها رائحة القبور، أميزها عن ألف رائحة،
رائحة الحنوط، رائحة بها طعم الموت الصافي.
وجلست أتفكر للحظات مرت
كالسنين ..
إيه أيتهاالقبور،
ما أشد صمتك وما أشد ما تخفينه،
ضحك ونعيم، وصراخ وعذاب أليم،
ماذا سيقول لي أهلك لو حدثتهم ؟
قررت أن أهبط حتى لا يراني أحد في هذه الحالة، فلو رآني أحد فإما سيقول
أنني مجنون وإما أن يقول لديه مصيبة، وأي مصيبة بعد ضياع صلاة الفجر عدة
مرات.
هبطت داخل المقبرة، وأحسست حينها برجفة في القلب، والتصقت بالجدار
ولا أدري لأحتمي من ماذا؟
عللت ذلك لنفسي بأنه خشية من المرور فوق
القبور وانتهاكها، أنا لست جباناً، لكنني شعرت بالخوف حقا !
نظرت إلى
الناحية الشرقية والتي بها القبور المفتوحة والتي تنتظر ساكنيها. إنهاأشد
بقع المقبرة سواداً ،
وكأنها تناديني،
مشتاقة إليَّ : متى
ستكون فيَّ ؟
أمشي محاذراً بين القبور، وكلما تجاوزت قبراً تساءلت
أشقي
أم سعيد ؟
شقي بسبب ماذا؟
أضيّع الصلاة ؟
أم كان من أهل
الغناءوالطرب؟
أم كان من أهل الزنى؟
لعل من تجاوزت قبره الآن
كان يظن أنه أشد أهل الأرض قوة، وأن شبابه لن يفنى؟
وأنه لن يموت كمن
مات قبله؟
: أم أنه كان يقول ما زال في العمر بقية، سبحان من قهر الخلق
بالموت أبصرت الممر،
حتى إذا وصلت إليه، ووضعت قدمي عليه، أسرعت
نبضات قلبي فالقبوريميني ويساري، وأنا ارفع نظري إلى الناحية الشرقية، ثم
بدأت أولى خطواتي،بدت وكأنها دهر،
أين سرعة قدمي؟ ما أثقلهما الآن،
تمنيت
أن تطول المسافة ولا تنتهي ابداً، لأنني أعلم ما ينتظرني هناك
.اعلم،فقد
رأيت القبر كثيرا، ولكن هذه المرة مختلفة تماماً أفكار عجيبة، أكادأسمع
همهمة خلف أذني، نعم، أسمع همهمة جليّة، وكأن شخصاً يتنفس خلف أذني،خفت أن
أنظر خلفي، خفت أن أرى أشخاصاً يلوحون إليّ من بعيد، خيالات سوداءتعجب من
القادم في هذا الوقت، بالتأكيد أنها وسوسة من الشيطان، لا يهمني شيء طالما
أنني قد صليت العشاء في جماعه
.
أخيراً،
أبصرت القبور
المفتوحة، أقسم للمرة الثانية أنني ما رأيت أشد منها سواداً،كيف أتتني
الجرأة حتى أصل بخطواتي إلى هنا ؟
بل كيف سأنزل في هذا القبر؟
وأي
شئ ينتظرني في الأسفل ؟
فكرت بالإكتفاء بالوقوف و أن أصوم
ثلاثةأيام تكفيراً لقسمي .
ولكن لا لن أصل إلى هنا ثم أقف، يجب أن
أكمل، ولكن لن أنزل إلى القبر مباشرة، بل سأجلس خارجه قليلاً حتى تأنس
نفسي.
ما أشد ظلمته، وما أشد ضيقه،
كيف لهذه الحفرة الصغيرة
أن تكون حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة؟
سبحان الله
سبحان
الله
سبحان الله
يبدو أن الجو قد إزداد برودة، أم هي قشعريرة
في جسدي من هذا المنظر؟هلهذا صوت الريح ؟ ليس ريحاً، لا أرى ذرة غبار في
الهواء، هل هي وسوسةأخرى؟ استعذت بالله من الشيطان الرجيم، ثم أنزلت الشماغ
ووضعته على الأرض ثم جلست وقدضممت ركبتي أمام صدري أتأمل هذا المشهد
العجيب، إنه المكان الذي لا مفرمنه أبداً، سبحان الله،
نسعى لكي نحصل
على كل شيء،
وهذه هي النهاية: لاشئ .
كم تنازعنا في الدنيا،
اغتبنا،
تركنا الصلاة،
آثرنا الغناء على القرآن،
والكارثة أننا
نعلم أن هذا مصيرنا،
وقد حذّرنا الله منه ورغم ذلك نتجاهل.
أشحت
بوجهي ناحية القبور وناديتهم بصوت خافت، وكأني خفت أن يرد عليّ أحدهم:
ياأهل
القبور ، مالكم ؟
أين أصواتكم ؟
أين أبناؤكم عنكم اليوم ؟
أينأموالكم؟
أين
وأين؟
كيف هو الحساب ؟
أخبروني عن ضمة القبر، أتكسرالأضلاع ؟
أخبروني عن منكر و نكير،
أخبروني عن حالكم مع الدود
سبحان الله
،نستاء
إذا قدم لنا أهلنا طعام بارد أو لا يوافق شهيتنا، واليوم .. نحن الطعام،
لابد
من النزول إلى القبر .
قمت وتوكلت على الله، ونزلت برجلي
اليمين، وافترشت شماغي، ووضعت رأسي وأناأفكر،
ماذا لو انهال عليَّ
التراب فجأة ؟
ماذا لو ضُم القبر عليَّ مرةواحدة؟
نمت على ظهري
وأغلقت عينيَّ حتى تهدأ ضربات قلبي، حتى تخف هذه الرجفة التي في الجسد، ما
أشده من موقف وأنا حي .
فكيف سيكون عند الموت ؟
فكرت أن
أنظر إلى اللحد، هو بجانبي، والله لا أعلم شيئاً أشد منه ظلمة،ياللعجب!
رغم
أنه مسدود من الداخل إلا أنني أشعر بتيار من الهواء البارديأتي منه! فهل
هو هواء بارد أم هي برودة الخوف ؟
خفت أن أنظر إليه فأرى عينان
تلمعان في الظلام وتنظران إليَّ بقسوة.
أو أن أرى وجهاً شاحباً لرجل
تكسوه علامات الموت ناظراً إلى الأعلى متجاهلني تماماً،
حينها قررت
أن لا أنظر إلى اللحد .
ليس بي من الشجاعه أن أخاطر وأرى أياً من
هذه المناظر رغم علمي أن اللحدخالياً،
ولكن تكفي هذه المخاوف حتى أمتنع
تماماً عن النظر إليه .
تذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو يحتضر(لا إله إلا الله .. إن للموت سكرات )
تخيلت جسدي عند
نزول الموت يرتجف بقوة وأنا أرفع يدي محاولاً إرجاع روحي.
وتخيلت صراخ
أهلي عالياً من حولي : أين الطبيب؟ أين الطبيب ؟ )و تذكرت كلام ربى (فلولا
إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين )
تخيلت الأصحاب
يحملونني وي قولون : لا إله إلا الله، تخيلتهم يمشون بي سريعاًإلى القبر،
وتخيلت أحب أصدقائي إلي وهو يسارع لأن يكون أول من ينـزل إلى القبر، تخيلته
يضع يديه تحت رأسي ويطالبهم بالرفق حتى لا أقع، يصرخ فيهم:جهزوا الطوب.
وتخيلت
أحمد يجري ممسكاً إبريقاً من الماء يناولهم إياه بعدما حثوا عليَّ
التراب،تخيلت الكل يرش الماء على قبري، تخيلت شيخنا يصيح فيهم : ادعوا
لأخيكم فإنه الآن يسأل، ادعوا لأخيكم فإنه الآن يسأل
.ثم رحلوا،
وتركوني فرداً وحيداً،
تذكرت قول الله تعالى(ولقد جئتمونا فرادى كما
خلقناكم أول مرة، وتركتم ما خوّلناكم وراء ظهوركم )
نعم
صدق
الله
صدقت يــــــــــــــــــــــــا ربى
،تركت زوجتي،
فارقت
أبنائي،
تخلـيّت عن مالي،
أو هو تخلى عني.
تخيّلت كأن
ملائكة العذاب حين رأوا النعش قادماً،ظهروا بأصوات مفزعة،
وأشكال مخيفة،
ينادي
بعضهم بعضاً: أهو العبد العاصي؟
فيقول الآخر: نعم.
فيقال: أمشيع متروك أم محمول ليس له مفر؟
فيجيبه الآخر:بل محمول
إلينا ليس له مفر.
فينادى : هلموا إليه حتى يعلم أن الله عزيز
ذوانتقام .
رأيتهم يمسكون بكتفي ويهزونني بعنف
قائلين:
ماغرك بربك الكريم ؟
ما غرك بربك الكريم حتى تنام عن الفريضة ..
ما الذي خدعك حتى عصيت الواحد القهار؟
أهي الدنيا؟
أما كنت تعلم
أنها دار فناء؟وقد فنيت!
أهي الشهوات؟أما تعلم أنها إلى زوال؟ وقد
زالت!
أم هو الشيطان؟أما علمت أنه لك عدو مبين؟
أمثلك يعصى
الجبار،
والرعد يسبح بحمد هو الملائكة من خيفته، لا نجاة لك منَّا
اليوم،
اصرخ ليس لصراخك مجيب
اصرخ ليس لصراخك مجيب
اصرخ ليس لصراخك مجيب
فجلست اصرخ
رب ارجعون،
رب
ارجعون.
وكأني بصوت يهز القبر والفضاء،
يملأني يئساً يقول : (كلاّ
إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخإلى يوم يبعثون )
بكيت ماشاء
الله أن أبكي،
ثم قلت:
الحمدلله رب العالمين،
مازال هناك وقت للتوبة
،
استغفرالله العظيم وأتوب إليه
استغفر
الله العظيم و اتوب اليه
استغفر الله العظيم و اتوب اليه
ثم
قمت مكسوراً،
وقد عرفت قدري،
وبان لي ضعفي
،أخذت شماغي وأزلت عنه
ما بقى من تراب القبر ،
وعدت وأنا أردد قول جبريل للحبيب صلى
الله عليه وسلم :
عش ما شئت فإنك ميت ، و أحبب من شئت فإنك مفارقه، و
اعمل ما شئت فإنك مجزي به
إخواني وأخواتي الكرام هذه
محاولة للعظة والتذكرة فلا تركنن للدنيا
سألت نفسي سؤال، لماذا تذكر
ملائكة العذاب ولم يتذكر النعيم؟ثم تذكرت أنه يعاقب نفسه ويقسو عليها فلا
يمنيها بما هو خيرأسأل الله لي ولكم العفو والعافية
المصدر
الجمعة 29 يوليو 2011, 6:21 pm من طرف كلمة
» كلمات فى الاستغفار
الإثنين 11 يوليو 2011, 1:22 am من طرف كلمة
» أوراق لم تنشر بعد ... نبيــــل فاروق
الأربعاء 20 أبريل 2011, 10:41 pm من طرف بريد القلوب
» حقائق هامة عن الملح
الأحد 20 مارس 2011, 11:03 pm من طرف كلمة
» كن مع الله و لا تبالي
الجمعة 04 مارس 2011, 2:45 am من طرف كلمة
» الثقة فى الله
الأربعاء 02 مارس 2011, 3:17 am من طرف كلمة
» هل تعلم؟؟؟
الأربعاء 23 فبراير 2011, 5:28 pm من طرف سمسم باشا
» لكى نبنى بيوتنا على طاعة الله
الثلاثاء 22 فبراير 2011, 10:57 pm من طرف كلمة
» الذكاء العاطفى
الثلاثاء 22 فبراير 2011, 10:55 pm من طرف كلمة
» قصة اختراع القلم الجاف
الخميس 17 فبراير 2011, 6:59 pm من طرف كلمة
» منحه من مايكروسفت و وزارة الاتصالات
الثلاثاء 25 يناير 2011, 7:48 pm من طرف كلمة
» قصة صغيرة ولكنها تحمل عبرة كبيرة
الخميس 20 يناير 2011, 5:32 pm من طرف سمسم باشا
» عظمـــــــــــــــــــــــــــــة الإســــــــــــــــــــــــــــــلام
الثلاثاء 18 يناير 2011, 2:43 pm من طرف سمسم باشا
» اغرب السيارات في العالم
الثلاثاء 18 يناير 2011, 2:31 pm من طرف سمسم باشا
» الجاسوس المصرى لـ«المحكمة»: كل اعترافاتى جاءت تحت التعذيب
الثلاثاء 18 يناير 2011, 2:10 pm من طرف سمسم باشا
» للمرة الثانية.. مواطن يحاول الانتحار بإشعال النار في نفسه أمام مجلس الوزراء
الثلاثاء 18 يناير 2011, 1:58 pm من طرف كلمة
» Amazing Typography ♥ Amazing Poem ♥
الإثنين 17 يناير 2011, 9:41 pm من طرف محمد أفندي حسن
» هل تنتقل حمي الاحتجاجات من تونس إلي مصر ؟
الإثنين 17 يناير 2011, 7:15 pm من طرف سمسم باشا
» إرتداد ربي قعوار
الإثنين 17 يناير 2011, 6:04 pm من طرف سمسم باشا
» تأشيرة
الأحد 16 يناير 2011, 5:34 pm من طرف سمسم باشا
» لا تسألينى عن زمن جميل- فاروق جويدة
السبت 15 يناير 2011, 5:34 pm من طرف كلمة
» Why HIJAB???
الإثنين 10 يناير 2011, 1:11 pm من طرف سمسم باشا
» Islam - The Religion Of Peace
الأحد 09 يناير 2011, 11:36 pm من طرف سمسم باشا
» ربى ما أرحمك ... (دعاء)
السبت 08 يناير 2011, 7:58 am من طرف سمسم باشا
» د.عمرو خالد يعلن بدء حملة إنترنت بلا فتنة
السبت 08 يناير 2011, 3:13 am من طرف سمسم باشا
» مين بيحب الفشار؟
الأحد 02 يناير 2011, 12:32 am من طرف sabry
» فيديو : العلامة الشيخ القرضاوي واحتفالات عيد الكريسماس
الإثنين 27 ديسمبر 2010, 1:30 am من طرف سمسم باشا
» القاريء الشيخ صلاح النجار
الثلاثاء 21 ديسمبر 2010, 7:09 pm من طرف sabry
» مش من حقك تخدش حيائى ... مش من حقك تستهين يعقلى
الأحد 19 ديسمبر 2010, 5:28 am من طرف محمد أفندي حسن
» التفسير المنطقي للتغيرات الجذرية في جو مصر
الأحد 19 ديسمبر 2010, 4:47 am من طرف محمد أفندي حسن