بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على خير المرسلين و على أله و صحبه و سلم أجمعين
لقد حدد رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات و التسليم الغاية الأولى من بعثته و المنهاج المبين فى دعوته بقوله : " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " و قد جعل الإسلام مكارم الأخلاق و محاسن الآداب من أسباب رحمة الله بالعباد و قربهم من الحبيب المصطفى عليه الصلاة و السلام " إن من أحبكم إلى و أقربكم منى مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا "
و قيل لابن المبارك : اجمع لنا حسن الخلق فى كلمة ، قال : ترك الغضب
إن الغضب
يجمع الشر كله و التحفظ منه جماع كل خير و يتبين ذلك فى وصية الرسول صلى
الله عليه و سلم فى الحديث عن أبى هريرة رضى الله عنه قال للنبي صلى الله
عليه و سلم : أوصني . قال لا تغضب ، فردد مرارا قال : لا تغضب .
و الغضب معناه استجابة لانفعال ينتج عنه الميل إلى الاعتداء ، فحقيقته غليان دم القلب لطلب الانتقام
و الغضب
من طباع البشر لذلك جاءت وصية الرسول صلى الله عليه و سلم ليست بالنهى عن
الغضب فقط و لكن بأن يملك الإنسان نفسه عند الغضب فلا ينفذ ما يقتضيه ذلك
الغضب و يدفعه بالتخلق بالحلم و الرفق . لذلك كان قول الرسول الكريم صلى
الله عليه و سلم " ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب "
فإذا تعرض
الإنسان للغضب فعليه أن يجاهد نفسه و لا يعمل بمقتضى الغضب ، فإذا لم
يمتثل الإنسان ما يأمره به غضبه و جاهد نفسه على ذلك اندفع عنه شر الغضب و
ربما سكن غضبه و ذهب عاجلا
و قال عيسى ليحيى بن ذكريا عليهم الصلاة و السلام "
إني معلمك علما نافعا : لا تغضب ، فقال : و كيف لي أن لا أغضب ؟ قال " إذا
قيل لك ما فيك فقل : ذنب ذكرته استغفر الله منه ، و إذا قيل ما ليس فيك ،
فاحمد الله إذ لم يجعل فيك ما عيرت به و هي حسنة سبقت إليك "
فالغضب له أضرار عظيمة إما عاجلا أو أجلا
لذلك نجد الناس فى قوة الغضب على درجات ثلاث : إفراط ، و تفريط ، و اعتدال
و الإفراط يخرج العقل و الدين عن سياستهما فلا يبقى للإنسان نظر و لا فكر و لا اختيار
و التفريط
أيضا مذموم لأنه يجعل الإنسان لا حمية له و لا غيرة فلا يغضب على نفسه عند
ميلها إلى الشهوات الخسيسة ففقد الغضب مذموم فينبغي أن يكون معتدلا
و رسولنا
الكريم عليه الصلاة و السلام كان لا يغضب لنفسه و لكن يغضب إذا انتهكت
حرمات الله و لذلك وصف خلقه بالعظيم و لم يوصف بالكرم مع أن الغالب وصف
الخلق بالكرم ذلك لأن الخلق الكريم يراد به السماحة و لم يكن خلقه مقصورا
على ذلك بل كان رحيما بالمؤمنين رفيقا بهم شديدا على الكفار غليظا عليهم
مهيبا فى صدور الأعداء، فخلقه عليه الصلاة و السلام يشمل الإنعام و
الانتقام فصبره على الأذى إنما هو فيما كان من حق نفسه و أما إذا كان لله
فإنه يمتثل فيه أمر الله من الشدة
الغضب و أثره على الإنسان ( على الظاهر و الباطن )
ففي
الظاهر تحدث أشياء كتغير اللون و الرعدة فى الأطراف و خروج الأفعال عن غير
ترتيب حتى لو رأى الغضبان صورته فى حال غضبه و قبحها لأنف لنفسه من تلك
الحال
أما عن الباطن فهو أشد لأن الغضب يولد الحقد فى القلب
و دفع الغضب بكون بالتخلق بالحلم و الرفق و الأناة و الرحمة فحسن الخلق هو ترك الغضب
علاج الغضب :
- اللجوء إلى الله عز و جل ، و الدعاء بصدق و يقين و الإخلاص فى ذلك و كان من دعائه عليه الصلاة و السلام : " أسألك كلمة الحق فى الغضب و الرضا "
- استحضار المعاني الإيمانية التى تعين على تقبل المقدور و الرضا بالقدر " و اعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك و ما أخطئك لم يكن ليصيبك "
فإذا توجه إلى الإنسان أحد بمكروه فيعلم أن ذلك بقدر الله فيستحضر أن ما
شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن فيعلم أنه لو غضب إنما يتسخط على قدر الله
- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم قال : " و إما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم "
- الغضب بداية لدخول الشيطان فيجب السيطرة عليه بتغيير حال الإنسان لذلك قال النبي صلى الله عليه و سلم : " إذا غضب أحدكم و هو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب و إلا فليضطجع" و قد قيل أن المعنى فى هذا أن القائم متهيئ للانتقام و الجالس دونه و المضطجع أبعد عنه فأمره بالتباعد عنه حاله الانتقام
- الوضوء فإنه يطفئ حرارة الغضب التى تكون ناتجة عن ذنوب فتخرج ذنوبه بالوضوء فيسكن و يهدأ
- إن ترك
الغضب يبعد الإنسان عن غضب الله قال عمرو بن العاص رضى الله عنه سألت رسول
الله صلى الله عليه و سلم عما يبعدني عن غضب الله تعالى ؟ قال لا تغضب
- ترك الغضب سبب لمحبه الله للعبد قال تعالى : " و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين "
- تذكر أنها وصية الرسول عليه الصلاة و السلام و محبه الرسول عليه الصلاة و السلام الأتباع و فى ذلك الهداية و السلامة
- الصبر عند الغضب و هو حبس النفس عن الجزع و حبس اللسان عن التشكي و حبس الجوارح عن فعل ما يغضب الله و استحضار جزاء الصبر " و لمن صبر و غفر إن ذلك لمن عزم الأمور "
- مخالطة الصالحين و تجنب أهل الشر و الفساد لأن جليس السوء ينقل سوء خلقه إلى مخالطه
- إن ترك الغضب جزاءه الجنة قال رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم " من كظم غيظا و هو قادر على أن ينفذه ، دعاه الله سبحانه و تعالى على رءوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما شاء "
و جاء رجل إلى النبي عليه الصلاة و السلام فقال : يا رسول الله علمني علما يقربني من الجنة و يبعدني من النار قال : لا تغضب و لك الجنة "
منقول
لقد حدد رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات و التسليم الغاية الأولى من بعثته و المنهاج المبين فى دعوته بقوله : " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " و قد جعل الإسلام مكارم الأخلاق و محاسن الآداب من أسباب رحمة الله بالعباد و قربهم من الحبيب المصطفى عليه الصلاة و السلام " إن من أحبكم إلى و أقربكم منى مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا "
و قيل لابن المبارك : اجمع لنا حسن الخلق فى كلمة ، قال : ترك الغضب
إن الغضب
يجمع الشر كله و التحفظ منه جماع كل خير و يتبين ذلك فى وصية الرسول صلى
الله عليه و سلم فى الحديث عن أبى هريرة رضى الله عنه قال للنبي صلى الله
عليه و سلم : أوصني . قال لا تغضب ، فردد مرارا قال : لا تغضب .
و الغضب معناه استجابة لانفعال ينتج عنه الميل إلى الاعتداء ، فحقيقته غليان دم القلب لطلب الانتقام
و الغضب
من طباع البشر لذلك جاءت وصية الرسول صلى الله عليه و سلم ليست بالنهى عن
الغضب فقط و لكن بأن يملك الإنسان نفسه عند الغضب فلا ينفذ ما يقتضيه ذلك
الغضب و يدفعه بالتخلق بالحلم و الرفق . لذلك كان قول الرسول الكريم صلى
الله عليه و سلم " ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب "
فإذا تعرض
الإنسان للغضب فعليه أن يجاهد نفسه و لا يعمل بمقتضى الغضب ، فإذا لم
يمتثل الإنسان ما يأمره به غضبه و جاهد نفسه على ذلك اندفع عنه شر الغضب و
ربما سكن غضبه و ذهب عاجلا
و قال عيسى ليحيى بن ذكريا عليهم الصلاة و السلام "
إني معلمك علما نافعا : لا تغضب ، فقال : و كيف لي أن لا أغضب ؟ قال " إذا
قيل لك ما فيك فقل : ذنب ذكرته استغفر الله منه ، و إذا قيل ما ليس فيك ،
فاحمد الله إذ لم يجعل فيك ما عيرت به و هي حسنة سبقت إليك "
فالغضب له أضرار عظيمة إما عاجلا أو أجلا
لذلك نجد الناس فى قوة الغضب على درجات ثلاث : إفراط ، و تفريط ، و اعتدال
و الإفراط يخرج العقل و الدين عن سياستهما فلا يبقى للإنسان نظر و لا فكر و لا اختيار
و التفريط
أيضا مذموم لأنه يجعل الإنسان لا حمية له و لا غيرة فلا يغضب على نفسه عند
ميلها إلى الشهوات الخسيسة ففقد الغضب مذموم فينبغي أن يكون معتدلا
و رسولنا
الكريم عليه الصلاة و السلام كان لا يغضب لنفسه و لكن يغضب إذا انتهكت
حرمات الله و لذلك وصف خلقه بالعظيم و لم يوصف بالكرم مع أن الغالب وصف
الخلق بالكرم ذلك لأن الخلق الكريم يراد به السماحة و لم يكن خلقه مقصورا
على ذلك بل كان رحيما بالمؤمنين رفيقا بهم شديدا على الكفار غليظا عليهم
مهيبا فى صدور الأعداء، فخلقه عليه الصلاة و السلام يشمل الإنعام و
الانتقام فصبره على الأذى إنما هو فيما كان من حق نفسه و أما إذا كان لله
فإنه يمتثل فيه أمر الله من الشدة
الغضب و أثره على الإنسان ( على الظاهر و الباطن )
ففي
الظاهر تحدث أشياء كتغير اللون و الرعدة فى الأطراف و خروج الأفعال عن غير
ترتيب حتى لو رأى الغضبان صورته فى حال غضبه و قبحها لأنف لنفسه من تلك
الحال
أما عن الباطن فهو أشد لأن الغضب يولد الحقد فى القلب
و دفع الغضب بكون بالتخلق بالحلم و الرفق و الأناة و الرحمة فحسن الخلق هو ترك الغضب
علاج الغضب :
- اللجوء إلى الله عز و جل ، و الدعاء بصدق و يقين و الإخلاص فى ذلك و كان من دعائه عليه الصلاة و السلام : " أسألك كلمة الحق فى الغضب و الرضا "
- استحضار المعاني الإيمانية التى تعين على تقبل المقدور و الرضا بالقدر " و اعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك و ما أخطئك لم يكن ليصيبك "
فإذا توجه إلى الإنسان أحد بمكروه فيعلم أن ذلك بقدر الله فيستحضر أن ما
شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن فيعلم أنه لو غضب إنما يتسخط على قدر الله
- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم قال : " و إما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم "
- الغضب بداية لدخول الشيطان فيجب السيطرة عليه بتغيير حال الإنسان لذلك قال النبي صلى الله عليه و سلم : " إذا غضب أحدكم و هو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب و إلا فليضطجع" و قد قيل أن المعنى فى هذا أن القائم متهيئ للانتقام و الجالس دونه و المضطجع أبعد عنه فأمره بالتباعد عنه حاله الانتقام
- الوضوء فإنه يطفئ حرارة الغضب التى تكون ناتجة عن ذنوب فتخرج ذنوبه بالوضوء فيسكن و يهدأ
- إن ترك
الغضب يبعد الإنسان عن غضب الله قال عمرو بن العاص رضى الله عنه سألت رسول
الله صلى الله عليه و سلم عما يبعدني عن غضب الله تعالى ؟ قال لا تغضب
- ترك الغضب سبب لمحبه الله للعبد قال تعالى : " و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين "
- تذكر أنها وصية الرسول عليه الصلاة و السلام و محبه الرسول عليه الصلاة و السلام الأتباع و فى ذلك الهداية و السلامة
- الصبر عند الغضب و هو حبس النفس عن الجزع و حبس اللسان عن التشكي و حبس الجوارح عن فعل ما يغضب الله و استحضار جزاء الصبر " و لمن صبر و غفر إن ذلك لمن عزم الأمور "
- مخالطة الصالحين و تجنب أهل الشر و الفساد لأن جليس السوء ينقل سوء خلقه إلى مخالطه
- إن ترك الغضب جزاءه الجنة قال رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم " من كظم غيظا و هو قادر على أن ينفذه ، دعاه الله سبحانه و تعالى على رءوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما شاء "
و جاء رجل إلى النبي عليه الصلاة و السلام فقال : يا رسول الله علمني علما يقربني من الجنة و يبعدني من النار قال : لا تغضب و لك الجنة "
منقول
للافاده
الجمعة 29 يوليو 2011, 6:21 pm من طرف كلمة
» كلمات فى الاستغفار
الإثنين 11 يوليو 2011, 1:22 am من طرف كلمة
» أوراق لم تنشر بعد ... نبيــــل فاروق
الأربعاء 20 أبريل 2011, 10:41 pm من طرف بريد القلوب
» حقائق هامة عن الملح
الأحد 20 مارس 2011, 11:03 pm من طرف كلمة
» كن مع الله و لا تبالي
الجمعة 04 مارس 2011, 2:45 am من طرف كلمة
» الثقة فى الله
الأربعاء 02 مارس 2011, 3:17 am من طرف كلمة
» هل تعلم؟؟؟
الأربعاء 23 فبراير 2011, 5:28 pm من طرف سمسم باشا
» لكى نبنى بيوتنا على طاعة الله
الثلاثاء 22 فبراير 2011, 10:57 pm من طرف كلمة
» الذكاء العاطفى
الثلاثاء 22 فبراير 2011, 10:55 pm من طرف كلمة
» قصة اختراع القلم الجاف
الخميس 17 فبراير 2011, 6:59 pm من طرف كلمة
» منحه من مايكروسفت و وزارة الاتصالات
الثلاثاء 25 يناير 2011, 7:48 pm من طرف كلمة
» قصة صغيرة ولكنها تحمل عبرة كبيرة
الخميس 20 يناير 2011, 5:32 pm من طرف سمسم باشا
» عظمـــــــــــــــــــــــــــــة الإســــــــــــــــــــــــــــــلام
الثلاثاء 18 يناير 2011, 2:43 pm من طرف سمسم باشا
» اغرب السيارات في العالم
الثلاثاء 18 يناير 2011, 2:31 pm من طرف سمسم باشا
» الجاسوس المصرى لـ«المحكمة»: كل اعترافاتى جاءت تحت التعذيب
الثلاثاء 18 يناير 2011, 2:10 pm من طرف سمسم باشا
» للمرة الثانية.. مواطن يحاول الانتحار بإشعال النار في نفسه أمام مجلس الوزراء
الثلاثاء 18 يناير 2011, 1:58 pm من طرف كلمة
» Amazing Typography ♥ Amazing Poem ♥
الإثنين 17 يناير 2011, 9:41 pm من طرف محمد أفندي حسن
» هل تنتقل حمي الاحتجاجات من تونس إلي مصر ؟
الإثنين 17 يناير 2011, 7:15 pm من طرف سمسم باشا
» إرتداد ربي قعوار
الإثنين 17 يناير 2011, 6:04 pm من طرف سمسم باشا
» تأشيرة
الأحد 16 يناير 2011, 5:34 pm من طرف سمسم باشا
» لا تسألينى عن زمن جميل- فاروق جويدة
السبت 15 يناير 2011, 5:34 pm من طرف كلمة
» Why HIJAB???
الإثنين 10 يناير 2011, 1:11 pm من طرف سمسم باشا
» Islam - The Religion Of Peace
الأحد 09 يناير 2011, 11:36 pm من طرف سمسم باشا
» ربى ما أرحمك ... (دعاء)
السبت 08 يناير 2011, 7:58 am من طرف سمسم باشا
» د.عمرو خالد يعلن بدء حملة إنترنت بلا فتنة
السبت 08 يناير 2011, 3:13 am من طرف سمسم باشا
» مين بيحب الفشار؟
الأحد 02 يناير 2011, 12:32 am من طرف sabry
» فيديو : العلامة الشيخ القرضاوي واحتفالات عيد الكريسماس
الإثنين 27 ديسمبر 2010, 1:30 am من طرف سمسم باشا
» القاريء الشيخ صلاح النجار
الثلاثاء 21 ديسمبر 2010, 7:09 pm من طرف sabry
» مش من حقك تخدش حيائى ... مش من حقك تستهين يعقلى
الأحد 19 ديسمبر 2010, 5:28 am من طرف محمد أفندي حسن
» التفسير المنطقي للتغيرات الجذرية في جو مصر
الأحد 19 ديسمبر 2010, 4:47 am من طرف محمد أفندي حسن