دكتور مصطفى محمود أو مصطفى كمال محمودحسين آل محفوظ من الأشراف (سلالة النبي صلى الله عليه وسلم) وينتهي نسبه إلى عليزين العابدين، وهو ما تثبته شهادة نسب معلقة علي جدران منزله المتواضع الأثاث، جاءإلى الحياة مع توأمه بعد سبعة شهور فقط من الحمل في 27-12-1921 في مدينة طنطا إحدىمدن الدلتا، شمال مصر.
متفوق أم متسرب؟!
بدأ حياته متفوقاًفي الدراسة إلى أن ضربه مدرس اللغة العربية فاكتئب ورفض أن يذهب إلى المدرسة، مماأدى إلى تعثره في الدراسة لمدة أربعة أعوام، وما إن رحل ذلك المدرس عن مدرسته، حتىعاد مصطفى إليها وبدأت تظهر موهبته وتفوقه وحبه للعلم!
وفي منزل والده أنشأمعملا صغيرا وأخذ يصنع الصابون والمبيدات الحشرية التي يقتل بها الصراصير ثم يقومبتشريحها. وفيما بعد حين التحق بكلية الطب أُشتِهر بـ"المشرحجي" نظرا لوقوفه طوالاليوم أمام أجساد الموتى طارحا تساؤلات حول صاحب هذا الجسد والرهبة المحيطة بالموت.
تخرج في كلية الطب متفوقاً ورغم احترافه الطب، إلا انه كان نابغا في الأدب، ممادفعه لاحتراف الكتابة منذ كان طالبا بكلية الطب، وكانت تنشر له القصص القصيرة فيمجلة "روز اليوسف" التي عمل بها لفترة بعد تخرجه، كانت هذه المجلة حينها تعجبالكتاب أمثال احسان عبد القدوس وصلاح جاهين وغيرهم.
حياة زوجية مضطربة
وقد أثرت حياة د. محمود العمليةوالأدبية على حياته العائلية فرغم أنه تزوج وأنجب "أدهم وأمل" إلا أنه لم يستطعالتعامل مع الحياة بشكلها المادي من طلبات زوجية ومسؤولية أبناء وحياة اجتماعية،فانفصل عن زوجته، وبعد فترة تزوج من سيدة أخرى لمدة لم تزد عن عامين، ومنذ تلكاللحظة قرر ألا يخوض تلك التجربة مجددا، وأن يتفرغ للعلم والتأمل والكتابة وعبادةالله.
و رغم انفصاله عن أم أبنائه إلا انه لم يقصر في حقهم، وكان دائما يأخذأبناءه يومي الخميس والجمعة ليقيما في حجرة اختص بها نفسه في مسجده. مكث مفكرنابتلك الغرفة خمسة وعشرين عاما يشيد المسجد الذي اشترى أرضه من عائد بيع أول كتبه "المستحيل".
قوتي حب الناس
ظل دائما زاهدا في الحياة، يعتبرها رحلة سفرمهما طالت، فهي ثوان في عمر الزمن ولا أحد يستطيع أن يدعي أنه مقيم فيها، ولذا لايلزمنا منها إلا الضروريات. حينما سألته عن نشاطه الآن أجاب: "قلّ نشاطي وبدأتأهمد".. ثم ضحك وهو يضيف: "القراءة عندي اكثر من الكتابة، والتفكير اكثر من العمل،ولا زلت أستلهم قوتي وإبداعي من حب الناس ".
وعلى الرغم من التحولات من الشكإلى اليقين.. ومن الإيمان إلى الزهد، ومن اليسار إلى اليمين، ومن الاشتراكية إلىالرأسمالية.. كان هناك دوما مصطفى محمود بملامح ثابتة، وجاء بعد ذلك ليعلن رفضه كلتلك النظم والتحولات، مؤكدا شيئا واحدا هو إيمانه بالله الواحد الأحد، وبالقوانينالتي وضعها، وأن حياته هي رحلة مختصرة للبحث عن الحق. وفي ذلك قال عنه الكاتبوالشاعر الراحل كامل الشناوي ذات يوم بجريدة الجمهورية "إذا كان مصطفى محمود ألحدفهو يلحد علي سجادة"..
العلم والإيمان حياته
كان صديقاشخصيا للزعيم الراحل أنور السادات ولم يحزن في حياته اكثر من حزنه على مقتله وهوهنا يقول: "كيف لمسلمين أن يقتلوا رجلا رد مظالم كثيرة وأتى بالنصر وساعد الجماعاتالإسلامية ومع ذلك قتلوه بأيديهم". وكان السادات قد عرض عليه أن يكون وزيرا، لكنهرفضها فهو رجل لا يبحث عن السلطة أو يهوي المناصب كما يقول.
أطل علينا من خلالالشاشة الصغيرة ببرنامجه الشهير "العلم والإيمان"، وحينما جاءته الفكرة كان تنفيذهاعلي أرض الواقع غاية في الصعوبة لأسباب مادية، لذا بدأ اليأس يتسرب إلى نفسه حتىقابل رجل أعمال شهيرا فحدثه في أمر البرنامج، فإذا به يخرج دفتر الشيكات، ودون أنيحدد المبلغ يوقع علي بياض، قائلا له: "لن أناقشك في النفقات، ولكن المهم خروج هذاالعمل العلمي والديني إلي النور.
وإذا كان الدكتور محمود اتجه في البداية إلىالعلم فقط، فلأنه تصور أن العلم يمكن أن يجيب عن كل شيء، وان العالم المحسوس يمكنان يفسر كل شئ، وعندما خاب ظنه مع العلم، أخذ يبحث في الأديان بدءا من الدياناتالأرضية الهندية والزرادشتية والبوذية، ثم في الأديان السماوية، ولم يجد في النهايةسوي القرآن الكريم الذي يضم بين دفتيه تفسير كل شئ...
أمريكا النصابة!
وعندما سألته عنأحوال العرب الآن أبدى حزنه علي حالة العزلة الثقافية المحيطة بالعالم العربي،واللهاث وراء عملية النصب الكبرى التي تدبرها أمريكا للعالم تحت مسمي "العولمةوالتغيير". وفي رأيه أن الولايات المتحدة الأمريكية تحمل بداخلها بذورا متناقضة قدتؤدي بها إلى نفس مصير الاتحاد السوفيتي.
ورغم اتهام منتقديه له بأن مواقفهالسياسية متضاربة لدرجة تصل إلى حد التناقض في بعض المواقف، إلا انه لا يري ذلكويؤكد أنه ليس في موضع اتهام، وأن اعترافه بأنه كان على غير صواب في بعض مراحلحياته هو ضرب من ضروب الشجاعة والقدرة علي نقد الذات، وهذا شئ يفتقد إليه الكثيرونممن يصابون بالجحود والغرور الذي يصل بهم إلى عدم القدرة علي مواجهة أنفسهموالاعتراف بأخطائهم.
هاجم الشيوعية ويهاجم الآن الديمقراطية الأمريكية معللاذلك بأن الشيوعية أثبتت فشلها وها هي قد سقطت، أما الديمقراطية فهو لا يهاجمها فيحد ذاتها، وإنما يهاجم الديمقراطية الهشة المزيفة التي تريدها الولايات المتحدةالأمريكية بعناصر ورموز ومجموعات مصالح.
وله رأي خاص في شأن السياسة الأمريكيةالآن، إنها تسعي لتأسيس امبراطورية علي النمط الروماني القديم، وهذا ما تأكد بعدانهيار النظام الشيوعي وهو ما تأكد اكثر بعدما اتخذت أمريكا أحداث 11 سبتمبر ذريعةلاجتياح أفغانستان والعراق.
لا ينكر الدكتور مصطفى محمود أن المجتمع الأمريكيحقق تقدما هائلا تكنولوجيا واقتصاديا، ولكن هذا التقدم أعماهم عن أن الإنسان كائنضعيف محدود القدرات مهما بلغ من التقدم والرقي، ولعل النظام السياسي بالولاياتالمتحدة الأمريكية خير دليل على ذلك، حيث نجده يعتمد علي تحالف ضيق من أصحاب رؤوسالأموال ومؤسسات الإعلام وشركات السلاح والنفط.
وبالرغم من أن هذا المجتمع يقومعلى أساس نظري ديمقراطي إلا انه ليس بوسع أي شخص أن يصبح رئيسا للولايات المتحدة،ولا عضوا في الكونجرس الأمريكي، حيث يلعب رأس المال وتكتلات المصالح السياسيةوالاقتصادية دورا حاسما في هذه المسألة.
حزين على العرب
ويعرب عن حزنه للموقف العربيالمتخاذل وسلبيته والتي يرجع السبب فيها لغياب الديمقراطية الحقيقية ووجود فجوة بينالشعوب والحكام مما لا يتيح لهم الاتحاد وهذا شئ خطير. ورغم سوداوية الصورة يقول د. مصطفى بتفاؤل: لا تعول علي الظاهر فسيأتي العدل قريبا، وربما ما يفعله الطغاة هوخير لنا كي نجتمع ونتحد، وكل ما ينقصنا لحدوث هذا العدل هو وجود ديمقراطية بصيرة.
ولعلنا نتذكر جميعا أن أول من بشر بزوال دولة إسرائيل هو نفسه د.مصطفى محمودرغم أن كل الشواهد تؤكد عكس ذلك، ولا يزال مصرا علي أن هناك أدبيات كثيرة معظمهايستند إلى أدلة دينية تؤكد حتمية زوالها..
وأن ما نراه من هرولة بعض الدول فياتجاه إسرائيل سواء دولا عربية أو إسلامية، ربما يكون من قبيل إدارة الصراع بين هذهالدول وإسرائيل، أو أن بعضها يتخذ من إسرائيل وسيلة للحصول علي رضاء أمريكا او تجنبنقمتها في الفترة الراهنة.
إلا أن مصطفى محمود يرى أن زوال إسرائيل مرهون بحدوثالصحوة العربية والانتباه للخطر الداهم الذي يهدد الجميع.
الجمعة 29 يوليو 2011, 6:21 pm من طرف كلمة
» كلمات فى الاستغفار
الإثنين 11 يوليو 2011, 1:22 am من طرف كلمة
» أوراق لم تنشر بعد ... نبيــــل فاروق
الأربعاء 20 أبريل 2011, 10:41 pm من طرف بريد القلوب
» حقائق هامة عن الملح
الأحد 20 مارس 2011, 11:03 pm من طرف كلمة
» كن مع الله و لا تبالي
الجمعة 04 مارس 2011, 2:45 am من طرف كلمة
» الثقة فى الله
الأربعاء 02 مارس 2011, 3:17 am من طرف كلمة
» هل تعلم؟؟؟
الأربعاء 23 فبراير 2011, 5:28 pm من طرف سمسم باشا
» لكى نبنى بيوتنا على طاعة الله
الثلاثاء 22 فبراير 2011, 10:57 pm من طرف كلمة
» الذكاء العاطفى
الثلاثاء 22 فبراير 2011, 10:55 pm من طرف كلمة
» قصة اختراع القلم الجاف
الخميس 17 فبراير 2011, 6:59 pm من طرف كلمة
» منحه من مايكروسفت و وزارة الاتصالات
الثلاثاء 25 يناير 2011, 7:48 pm من طرف كلمة
» قصة صغيرة ولكنها تحمل عبرة كبيرة
الخميس 20 يناير 2011, 5:32 pm من طرف سمسم باشا
» عظمـــــــــــــــــــــــــــــة الإســــــــــــــــــــــــــــــلام
الثلاثاء 18 يناير 2011, 2:43 pm من طرف سمسم باشا
» اغرب السيارات في العالم
الثلاثاء 18 يناير 2011, 2:31 pm من طرف سمسم باشا
» الجاسوس المصرى لـ«المحكمة»: كل اعترافاتى جاءت تحت التعذيب
الثلاثاء 18 يناير 2011, 2:10 pm من طرف سمسم باشا
» للمرة الثانية.. مواطن يحاول الانتحار بإشعال النار في نفسه أمام مجلس الوزراء
الثلاثاء 18 يناير 2011, 1:58 pm من طرف كلمة
» Amazing Typography ♥ Amazing Poem ♥
الإثنين 17 يناير 2011, 9:41 pm من طرف محمد أفندي حسن
» هل تنتقل حمي الاحتجاجات من تونس إلي مصر ؟
الإثنين 17 يناير 2011, 7:15 pm من طرف سمسم باشا
» إرتداد ربي قعوار
الإثنين 17 يناير 2011, 6:04 pm من طرف سمسم باشا
» تأشيرة
الأحد 16 يناير 2011, 5:34 pm من طرف سمسم باشا
» لا تسألينى عن زمن جميل- فاروق جويدة
السبت 15 يناير 2011, 5:34 pm من طرف كلمة
» Why HIJAB???
الإثنين 10 يناير 2011, 1:11 pm من طرف سمسم باشا
» Islam - The Religion Of Peace
الأحد 09 يناير 2011, 11:36 pm من طرف سمسم باشا
» ربى ما أرحمك ... (دعاء)
السبت 08 يناير 2011, 7:58 am من طرف سمسم باشا
» د.عمرو خالد يعلن بدء حملة إنترنت بلا فتنة
السبت 08 يناير 2011, 3:13 am من طرف سمسم باشا
» مين بيحب الفشار؟
الأحد 02 يناير 2011, 12:32 am من طرف sabry
» فيديو : العلامة الشيخ القرضاوي واحتفالات عيد الكريسماس
الإثنين 27 ديسمبر 2010, 1:30 am من طرف سمسم باشا
» القاريء الشيخ صلاح النجار
الثلاثاء 21 ديسمبر 2010, 7:09 pm من طرف sabry
» مش من حقك تخدش حيائى ... مش من حقك تستهين يعقلى
الأحد 19 ديسمبر 2010, 5:28 am من طرف محمد أفندي حسن
» التفسير المنطقي للتغيرات الجذرية في جو مصر
الأحد 19 ديسمبر 2010, 4:47 am من طرف محمد أفندي حسن